أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن "العالم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تحالف الشعوب والحضارات في مواجهة التطرف الذي يمثل بيئة خصبة لانتشار الإرهاب، مع ما يمثله من تهديد لأسس وقيم والحضارة الإنسانية". جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس السيسي في مأدبة الغداء التي أقامها ملك إسبانيا فيليبي السادس تكريما للرئيس السيسي والوفد المرافق له بقصر «أوريانتو» بمدريد، الخميس. واستهل الرئيس السيسي، كلمته بتوجيه عميق شكره للملك وللملكة، واعتبر أن كلمة فيليبي عبرت بصدق عن قوة العلاقات بين البلدين وشعبيهما، وقال: "الحضارة المصرية كانت لها إسهام كبير في البحر المتوسط، ونحن نتطلع للعمل سويا من أجل أن يكون عملنا سبيل لتحقيق آمال وتطلعات شعوبنا وشعوب المتوسط". وأضاف، أن "العلاقات التي تجمع بين مصر وإسبانيا في مجالات الثقافة والتعليم والفنون توفر لنا أساسا متينا لتدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية وإقامة شراكة تجارية بين البلدين، وقد تناولت المباحثات الرسمية مع رئيس الوزراء الإسباني، سبل تدشين مجالات جديدة للتعاون تضاف إلى القائمة الحالية، خاصة في ضوء المشاركة الإسبانية الفعالة في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، والذي كشف عن الحيوية التي يتمتع بها الاقتصاد المصري والفرص الواعدة للاستثمار التي يوفرها". وأشار الرئيس إلى إسهام ملك اسبانيا السابق خوان كارلوس في تطوير بلاده، وقال إنه "حول البلد الغني بالموارد إلى نموذج عصري يحتذى به، وهذا ما سيسجله التاريخ لدوره في إثراء الديمقراطية في إسبانيا، والتي يستكملها الملك الحالي فيليبي بحكمة وحيوية، وهي ذات الصفات التي تتميز بها الشخصية القومية". واختتم الرئيس السيسى كلمته بتوجيه الشكر للملك فيليبي على حسن الاستقبال والأجواء الايجابية التي سادت المباحثات، وما لمسه في المباحثات من نية صادقة لتعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين. وقال السيسي، إن "العلاقات المصرية الإسبانية تمتد عبر التاريخ وتستمد قوتها من القيم الأصيلة والتراث الإنساني الغني الذي كان للحضارة المصرية إسهامها الكبير في إثرائه على ضفاف المتوسط"، معربا عن فخره بدور حضارات البحر المتوسط كمهد للعلوم والتقدم البشري، وتطلعه للعمل مع إسبانيا لتحقيق آمال وطموحات شعبينا وشعوب المتوسط.