أكد رئيس المكتب الاقتصادى والتجارى للسفارة المصرية ببكين الوزير المفوض الدكتور أيمن على عثمان، أن الفترة الماضية شهدت تطورا كبيرا فى العلاقات المصرية الصينية على جميع المستويات ليس فقط الاقتصادى ولكن ايضا التاريخى والثقافى والسياسى. وقال عثمان فى تصريحات صحفية الاثنين ان الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين اواخر شهر ديسمبر الماضى كانت نقطة تحول محورية بالنسبة للعلاقات الثنائية ثم استكملت بعد ذلك باشتراك البلدين فى العديد من المناسبات الدولية التى كان آخرها المؤتمر الاقتصادى المصرى الذى عقد فى شرم الشيخ فى وقت سابق من هذا الشهر. واوضح ان اهتمام الصين بالشأن المصرى تجلى بوضوح فى إيفاد وزير التجارة الصينى لحضور المؤتمر ممثلا للرئيس الصينى شى جين بينغ للاطلاع عن قرب على المشروعات المتاحة للاستثمارات الصينية فى مصر ولعقد محادثات مستفيضة مع وزير التجارة المصرى منير فخرى عبد النور والتى تمخضت عن قرار بتشكيل مجموعات عمل متخصصة لمتابعة التقدم فى تنفيذ المشروعات المشتركة. وأشار الى ان مصر تتطلع فى الفترة المقبلة للزيارة المرتقبة للرئيس الصينى التى من المحدد لها منتصف شهر ابريل القادم والتى وصفها بانها ستمثل خطوة اخرى على طريق توطيد العلاقات من خلال السعى لزيادة فرص الاستثمارات موضحا ان الصين تعتبر شريكا كبيرا لمصر. واكد الدكتور عثمان ان الصين ترى مصر شريكا هاما فى افريقيا والشرق الاوسط والمنطقة العربية..وقال ان مصر والصين وقعتا فى الفترة الماضية 28 مذكرة تفاهم فى مجالات كثيرة معتبرا هذه فرصة لخلق استثمارات ثنائية اكثر الا انه رأى ان ابرام الاتفاقيات او مذكرات التفاهم ليس كافيا لان الاهم هو تنفيذها على ارض الواقع موضحا ان هناك ثلاثة عناصر هامة كان قد اكد عليها الرئيس السيسى بالنسبة لاقامة اى مشاريع استثمارية فى مصر و هى اولا ان تكون تكلفتها منخفضة وثانيا ان تنفذ على اعلى مستوى من الجودة وثالثا ان يكون وقت تنفيذها قصير نسبيا وكشف انه ومنذ زيارة السيسى لبكين دخلت بعض الاتفاقيات الخاصة بقطاعى النقل والكهرباء والتى وقعت خلال وجوده فى الصين حيز التنفيذ. وأشار الى ان حجم التبادل التجارى بين مصر والصين بلغ العام الماضى 10.2 مليار دولار امريكى اغلبها واردات من الصين لمصر التى تعتبر سوقا رائجة للمنتجات الصينية مشيرا الى ان مصر تحاول حاليا ان تزيد من صادراتها خاصة من المنتجات الزراعية الى السوق الصينية ..مطالبا بان تكون هناك خطوات عملية وبناءة للسماح للمنتجات المصرية بالدخول بسهولة اكبر الى السوق الصينى. وحول الاستثمارات بين البلدين..قال الدكتور عثمان ان حجم الاستثمارات الصينية غير البترولية فى مصر يبلغ 500 مليون دولار امريكى وتغطى الكثير من المجالات مثل البناء والمقاولات والاتصالات والمواصلات والكهرباء.. أما عن قطاع البترول والغاز فهناك شركة سينوبيك الصينية المملوكة للدولة والتى تستثمر ما يقرب من 3.1 مليار دولار امريكى فى مشروعات للتنقيب عن البترول تقوم بها بالتعاون مع شركة اباتشى الامريكية. وأشار الى ان هناك مشاركة صينية فى أعمال الحفر فى قناة السويس الجديدة. واضاف ان هذا سيتبعه الجزء الثانى والذى يتلخص فى بناء مشروعات صناعية ولوجيستية فضلا عن مشروعات للخدمات والنقل والنقل البحرى وبناء واصلاح السفن وصوامع الغلال فى منطقة محور قناة السويس باكملها. وتحدث الدكتور عثمان عن الزيارة المرتقبة للرئيس الصينى لمصر قائلا انه من المتوقع ان يكون من الموضوعات الهامة التى ستناقش خلال الزيارة مشكلة القضاء على البطالة والتعاون الثنائى فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة خاصة وان الصين قد خصصت منذ وقت قريب مبلغ 30 مليار دولار امريكى لدعم هذا النوع من المشروعات فى قارة افريقيا.