نقيب المحامين يدعو مجلس النقابة العامة و النقباء الفرعيين لاجتماع السبت    أحمد حمدي لاعب الزمالك يثير التكهنات: هل دخل حسابي 1700 يورو؟    خلافات أسرية.. وفاة شخص وإصابة شقيقه في مشاجرة مع صهره بالفيوم    محافظ الدقهلية في زيارة مفاجئة لجمصة: رفع مستوى الخدمات استعدادًا للصيف    نائب محافظ دمياط تتابع معدلات تنفيذ مشروعات "حياة كريمة"    قافلة "الصمود".. اختبار للمواقف الإقليمية وتحرك شعبي يعيد الزخم للقضية الفلسطينية(تقرير)    مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية: العالم أقرب من أي وقت مضى إلى حافة الإبادة النووية    صيحة تحذير.. فلننتبه!    صور| أسماء أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية في قنا    «حال عدم جاهزيته».. شوقي يتوقع بديل وسام أبوعلي بتشكيل الأهلي أمام إنتر ميامي    خاص| الدبيكي: لجنة قطاع العلوم الصحية تبدأ أولى خطواتها لإصلاح تطوير التعليم الصحي في مصر    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. أسعار الذهب اليوم الخميس 12 يونيو 2025 بالصاغة    العربيات اتعجنت، مصرع شخصين وإصابة 5 آخرين في تصادم سيارتين بجرار زراعي بالبحيرة (صور)    مشاجرة عائلية بسبب خلافات نسب في الفيوم تنتهي بوفاة رجل وإصابة شقيقه    كيف يكون التعليم منتجًا؟    آكسيوس: نتنياهو يطلب وساطة أمريكا للتوصل إلى اتفاق مع سوريا    10 قروش تراجعًا بسعر الدولار مقابل الجنيه في البنوك عقب عطلة عيد الأضحى    تراجع مبيعات تيسلا للشهر الخامس على التوالي    ملف يلا كورة.. طبيب الأهلي يُطمئن ريبييرو.. عودة ميسي إلى ميامي.. وظهور غير معتاد لأحمد شوبير    الزمالك يتقدم بشكوى جديدة ضد زيزو عقب الانتقال إلى الأهلي    السومة يتحدى مرموش وربيعة.. مهاجم سوريا يدعم قائمة الوداد في كأس العالم للأندية    مرتجي: تمنيت ضم زيزو منذ 3 سنوات.. وهذا ما قاله لي عن جماهير الأهلي    بقيادة محمد شوقي.. مصدر يكشف ليلا كورة الجهاز الفني الجديد ل زد    نائب محافظ مطروح يبحث آلية استقبال المخلفات الصلبة بالساحل الشمالي خلال موسم الصيف    «الري»: الإجراءات الأحادية لإقامة السدود تُهدد الاستقرار    ننشر أسماء أوائل الشهادتين الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالمنيا    أسعار اللحوم اليوم الخميس في الأسواق بعد انتهاء عيد الأضحى    ظهرت رسميًا.. نتيجة الصف الثالث الابتدائي 2025 في الجيزة بالمساعد الذكي والخط الساخن (رابط)    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم الخميس.. والصغرى بالقاهرة 36    انهيار جزئى لسور عقار قديم غير مأهول بالسكان فى المنيا دون خسائر    وفاة تاجر الذهب بالبحيرة متأثرًا بإصابته على يد شخصين    أحدهما ل يائير يعقوب، نتنياهو يزعم استعادة جثتين لرهينتين في قطاع غزة    حسن الرداد يكشف حقيقة سفر الفنانين لتشجيع الأهلي في كأس العالم للأندية: "تقل دم وسماجة"    أسرة فتاة الشرقية أمام النيابة: مكناش نعرف أن زواج أقل من 18 سنة غير قانوني والعريس مثالي    "هيكون نار".. تركي آل الشيخ يشوق متابعيه لفيلم الفيل الأزرق 3    بعد تعافيه من عملية القلب، صبري عبد المنعم يوجه رسالة لجمهوره    international fashion awards" يُكرم منة فضالي بلقب "ملهمة الموضة fashion muse"    مصطفى كامل يطلب الدعاء ل نجل تامر حسني بعد خضوعه لجراحتين دقيقتين    آداب الرجوع من الحج.. دار الإفتاء توضح    حكم توزيع لحوم الأضحية بعد انتهاء أيام عيد الأضحى    الطب البيطري: نجاح عملية ولادة قيصرية لقطة بالغربية -صور    استشاري يحذر من قلة النوم وتأثيره على الصحة العامة    محافظ المنوفية: لا تهاون فى مواجهة مخالفات البناء والتعامل بحسم مع أى تعديات    بعثة الأخضر تصل إلى أمريكا للمشاركة في بطولة الكأس الذهبية    المخرج محمد حمدي ل«البوابة نيوز»: نجوم السوشيال ليسوا بدلاء للممثلين.. والموهبة هي الفيصل    هل لديك نظر حاد؟.. اعثر على حبات جوز الهند الثلاثة في 12 ثانية    بالأسماء.. تعرف على أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية بالمنيا 2025    وزارة السياحة: تنسيق محكم وخدمات متميزة لضيوف الرحمن    روسيا.. هجوم بمسيرات أوكرانية يستهدف مقاطعتي خيرسون وزابوريجيا    1.36 تريليون دولار إجمالي عجز الموازنة الأمريكية منذ بداية العام    وزير الخارجية الأردني يؤكد ضرورة تكاتف الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة    الأوطان ليست حفنة من تراب.. الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة المقبلة    الصحة: ميكنة 11 مركزًا لخدمات نقل الدم القومية وتعزيز البنية التحتية    لمرضى السكري.. 6 مشروبات طبيعية لترطيب الجسم في الصيف دون رفع السكر    وزير الزراعة: تشجيع صغار المزارعين على التوسع في زراعة القمح    حزب «مصر القومي» يكثف استعداداته لخوض انتخابات مجلسي النواب والشيوخ    اعتماد وحدة التدريب بكلية التمريض الإسكندرية من جمعية القلب الأمريكية    محمد ثروت يدعو لابن تامر حسني بالشفاء: "يارب اشفه وفرّح قلبه"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عباس شومان وكيل الأزهر ل«الشروق»: الأزهر لم يتعرض لشيعة العراق.. والدواعش ليسوا من أهل السنة
نشر في الشروق الجديد يوم 21 - 03 - 2015

أكد وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، أن مشيخة الأزهر لها دور مهم فى التنمية الاقتصادية، لإلمامها الكامل بنظام الاقتصاد الاسلامى، والذى هو أفضل بكثير من الاقتصاديات الوضعية الموجودة حاليا، مشددا فى حوار شامل مع «الشروق» فى الوقت ذاته على أن تطوير المناهج الأزهرية قضية محل اهتمام من قبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأن هناك لجنة تضم أكثر من 100 خبير فى المناهج وطرق التدريس من جامعة الأزهر وقطاع المعاهد ومن خارج جامعة الأزهر لتنقيتها، وهى الجهود التى تعثرت فى فترة حكم الإخوان.. وإلى نص حوار:
* ما هى إجراءات وخطة الأزهر فى محاربة التطرف؟
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بذل جهودا كبيرة منذ توليه منصبه قبل أربع سنوات، وعمل على تطوير هيئاته الثلاث المتمثلة فى الأزهر والجامعة ومجمع البحوث الاسلامية، وشهدت هذه الجهود تعثرا فى العام الذى تولى فيه الإخوان الحكم، حيث قاوم مسألة التوغل فى الأزهر وتصدى لمحاولة زرع عناصر قيادية للإخوان فى المشيخة والجهات التابعة له، وأثرت هذه المواجهة الباردة غير المعلنة بين الإخوان والأزهر، على جهود الطيب فى الإصلاح واستمرت هذه المواجهات مع تزايد أعمال العنف فى الأزهر.
فالأزهر أكد رفضه للعنف واستنكاره، مع ضرورة حفظ حق الإنسان فى التعبير عن رأيه فى التظاهر، كما أطلق قوافل دعوية مكثفة لتوعية الشباب، شاركت فيها ولم أكن وكيلا للازهر وقتها، وانتقلت هذه القوافل الدعوية فى أواخر عهد الإخوان للتحذير من العنف ومن الخروج على التقاليد والأعراف العامة فى التظاهرات وغيرها، واستمرت جهود الأزهر حتى بعد زوال حكم الإخوان، وبدأت الأمور فى الأزهر تستقر إلا بعضا من الضغوط التى كانت تمارس فى الشارع على الدولة بأكملها.
* ما هى الأضرار التى وقعت على الأزهر خلال فترة حكم الإخوان، وما شكل توغل الإخوان فى الأزهر؟
ما حدث أيام الإخوان هو إعاقة لجهود الأزهر، ولم يحدث للإخوان توغل فى الأزهر على مستوى القيادات، وقد قاد الإمام الأكبر المقاومة ضدهم بضراوة، فمثلا طرحت عليهم بعض الأسماء لتولى وكالة الأزهر وكنت أنا منهم ورفضوا، لأنهم أرادوا أن يأتوا بشخصية إخوانية فى هذا الموقع، ورفض شيخ الأزهر مطالب الإخوان وظلت بعض القيادات الدينية بالمشيخة وجامعة الأزهر شاغرة لرفضهم اعتمادها، لمدة 8 أشهر، وقبل رحيلهم، هدد شيخ الأزهر إما بالموافقة على اختياراته وإما الاستقالة، مع تحملهم لنتائج استقالة شيخ الأزهر فوافقوا على نواب رئيس الجامعة، وظل منصب وكيل الأزهر شاغرا حتى رحلوا.
* ذكرت أن الاخوان لم يستطيعوا الوصول لمشيخة الأزهر ولا نواب رئيس الجامعة، فماذا عن باقى المناصب بالجامعة؟
الجماعة استطاعت التسلل لبعض المواقع بعد فشلهم فى الوصول لمشيخة الأزهر، خاصة مناصب عمداء الكليات بعد أن تم اعتماد آلية الانتخاب فيها، وعن طريق الانتخاب ولتكتلهم وطرق الإقناع التى كانت يستخدمونها، استطاع أن يصل بعضهم إلى عمادة الكليات، والآن غيرنا آلية اختيار عمداء الكليات لتصبح بالتعيين، وانتهت مدة جميع العمداء السابقين بمن فيهم المنتمون للإخوان، ولم يجدد لأحد منهم.
* ما هى أبرز الكليات التى كان الإخوان يتولون عمادتها؟
لا يوجد حصر دقيق، ولكن إذا قلنا أن جامعة الأزهر بها 70 كلية لم يكن لدينا أقل من 20 عميد كلية إخوانى، وكانت الأمور مرشحة للزيادة، لأن مدة عمادة العميد لم تكن قد انتهت، وكان من الممكن الدفع بآخرين من الجماعة للسيطرة على المنصب.
* ولكن ما رأيكم فى أن الإخوان لديهم قاعدة من الطلاب بالجامعة؟
أحدثك بصراحة، الإخوان لم تكن حقيقتهم واضحة فى الفترة السابقة ولم يكن هناك التعامل معهم بهذه الحساسية الموجودة الآن، وظننا أنهم جماعة تتمسك بالدين نختلف معها فى المنهج، ولكن لا يمكن أن يلجأوا للعنف أو القتل أو أن تصل الأمور إلى حد الانقلاب والتضحية بمقدرات البلد ولم يكن يتخيل أحد ذلك.
ولم يكن التعامل فى الجامعة مثل الآن من ناحية البحث والتحقيق بين طلاب الإخوان ولم تكن الجامعة فقط، ولكن كل مؤسسات الدولة كانت كذلك، وحاولت مؤسسات الدولة فى البداية أن تساعدهم على النجاح بما فيهم مؤسسة الأزهر ولم يكن هناك الرفض الموجود من المؤسسات الآن، ولكن للأسف لم يكونوا عند حسن ظن الناس ولفظهم الناس وشيخ الأزهر فى 3 يوليو وكان على رأس الموجودين.
والآن هناك حالة صارمة ومشددة فى الأزهر، نصدر قرارات ضد شخصيات عاملة فى الأزهر سواء فى التدريس أو الوعظ أو غيرها من العاملين، ومن يثبت أنه يشجع على التظاهر والعنف ويصف ما حدث فى 3 يوليو بالانقلاب يتم اتخاذ إجراءات ضدهم فورا، تبدأ بالانذار أولا ثم النقل إلى عمل إدارى وفصل الكثيرون منهم فصلا نهائيا.
* كم إخوانى تم فصله من الأزهر؟
أنا عن نفسى أصدرت 500 قرار فصل إلى الآن فى سنة واحدة ضد عاملين بالأزهر بين النقل والفصل، ولم يتخذ إلا ضد من ثبت عليه جنائيا أو قبض عليه فى جريمة، وبالطبع هذه القرارات صدرت بعد تحقيق عدة لجان وبإشراف شيخ الأزهر ولم أتخذ منفردا مثل هذه القرارات.
* لماذا تبدو جامعة الأزهر وكأنها تحت سيطرة الإخوان أكثر من أى جامعة أخرى؟
جامعة الأزهر فى النهاية جامعة دينية، ومن الطبيعى أن يقبل الدراسة بها المنتمون للتيارات الدينية، ولكن بلا مبالغة كنت موجودا وقت أحداث احتراق جامعة الأزهر، وكان هناك طلاب فى محاضراتهم، وكان من يقوم بأعمال العنف بالجامعة أغلبهم من خارجها، بسبب ضعف حراسة الجامعة بعد إلغاء الحرس الجامعى، وتم القبض على العديد منهم، ومن بينهم طلاب بالجامعة، ولكن قلة من البنات والبنين والغالبية كما ذكرت من خارج الجامعة.
* مسألة المناهج الأزهرية أو تنقية التراث، تردد كلام كثير فى هذه النقطة بين المطالبة بتغيير المناهج، والمطالبة بحذف بعضها فماذا تم؟
توليت وكالة الأزهر فى 3 سبتمبر 2013، وطلب منى شيخ الأزهر بعدها بيوم واحد، تشكيل لجنة لاصلاح مناهج التعليم الأزهرى فى مراحلة قبل الجامعية، وشكلت لجنة من أكثر من 100 خبير فى المناهج وطرق التدريس من جامعة الأزهر وقطاع المعاهد ومن خارج جامعة الأزهر لهذا الغرض، وعملت هذه اللجنة لمدة سنة وثلاثة أشهر بشكل متواصل، كون المناهج كانت منذ فترة طويلة جدا، ولم تجر عليها عملية تحديث أو تطوير، وبالفعل تم الاتفاق على شكل المناهج الجديدة وحدث تغيير كبير، وتم ضم بعض المواد وتقليل الأخرى فى بعض المراحل، وبعد الاستقرار على الشكل النهائى لمناهج الأزهر وإقرارها من هيئات الأزهر المختلفة وأهمها مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى للأزهر، تجرى الآن طباعة هذه المناهج وتم بالفعل طباعة كتابين بداية هذا العام هما أصول الدين واللغة العربية للمرحلة الاعدادية.
كما تجرى الآن طباعة باقى الكتب للمرحلة الثانوية، ومع بداية العام الدراسى القادم سنجد كل المناهج العربية والشرعية مناهج جديدة محدثة مرتبطة بالواقع وحدث فيها تغيير كبير جدا، ومنها حذف موضوعات غير مرتبطة بالعصر وليست لها ارتباط فى الواقع الحالى.
* ألا تؤثر عملية الحذف فى بعض المناهج الأزهرية على التراث الإسلامى؟
سؤال جيد.. أؤكد أن الأزهر الشريف الأهم بالنسبة له التراث الإسلامى، ولا يمكن له أن يبتعد عن التراث الإسلامى مهما حدث، والأزهر قائم على التراث الإسلامى، ولكن ليس كله مقدسا، والأهم هنا أن نوضح ما هو التراث، فالتراث الإسلامى هو القرآن والسنة واجتهادات العلماء وتفسيراتهم وأقوالهم كل هذا تراث، وفى التراث ما لا يقبل النظر لأنه ثابت وواضح من الأحكام الواضحة الحاسمة القطعية، وهذه لا تتغير بتغير الأزمنة، وهناك اجتهادات تناسب العصر ولا تناسب باقى العصور، وهى ليست ثابتة.
نحن مع التراث ونختار منه ما يلائم العصر، ولذلك مناهج الأزهر باقية تراثية حتى المحدث، ولكن فى المرحلة الإعدادية لم نتمسك بالنصوص لأنها ثقيلة، على طلاب المرحلة الإعدادية ورفعنا هذه النصوص وشرحناها وأبقينا المتن ثم شرحناها بأسلوب عصرى.
* وما رأيك فى الدعوات المطالبة بتنقية التراث الإسلامى وخاصة كتب الحديث والبخارى ومسلم؟
هذا كلام غير منطقى ومن يتحدث به لا يعرف ما هو البخارى وما هو مسلم وهو أشبه بالمستحيل ولا يملكه أى شخص ولا دولة ولا الأزهر، وكتب الأحاديث والتفاسير كلها لا يستطيع الأزهر الاقتراب منها، وليس حقه، ومن يطالب بذلك يطالب بدون وعى، فهل نحن نصلح البخارى لنخربه على الناس، وما سنقوم به سيعد من جهات ودول أخرى تخريبا، والبخارى ليس ملكا لنا، ونحن لا نحتاج لذلك فى الأساس، ولكن نحتاج فقط إلى اتفاق الأمة على اعادة النظر فى التراث، ومن أدرانا أن العمل الذى سنقوم به فى كتب التراث سيصلحه، ربما يفسده أكثر من أن يصلحه، ونحن فقط يمكننا العمل على المناهج فقط، ومسألة تنقية التراث طرح غير عملى بالمرة، كيف سننقح الكتب التراثية وما فيها من اسرائيليات، بالطبع لا يمكن.
* وماذا عن المناهج الجامعية؟
المناهج الجامعية مشاكلها أقل بكثير، وعلى الرغم من ذلك اتفقنا خلال أيام مع رئيس جامعة الأزهر الدكتور عبدالحى عزب، لتشكيل لجنة لتطوير المناهج الجامعية.
* ما رأيك فى دعوة الرئيس السيسى ل«ثورة دينية»؟
أريد أن أوضح فقط أن دعوة الرئيس ليس المقصود منها الانقلاب على الدين مطلقا، أو أن ننطلق ونحذف القديم ونتخلص من القيود الدينية أبدا، وهذا لا يملكه أحد، والمقصود ما قمنا به فى المناهج هو تغيير الأحكام بحيث تكون مناسبة للعصر، وشريعتنا تقبل تغيير الأحكام بما يناسب العصر.
* ماذا فعل الأزهر فى قضية التبرير الشرعى لمسألة الجهاد وتأثيره على الاسلام وعلى الدول التى تعانى من الارهاب؟
المشكلة هنا أن من يقوم بذلك تكون الخلفية الشرعية لهم ضعيفة جدا، وأدوات التعامل مع النصوص الشرعية غير موجودة لديهم، كما يقرأون أى رواية أو أى مجلة ولا بد لهم من دراسة قواعد تؤهل الدارس كيف يتعامل مع الكتاب، فهم ينتقون بعض العبارات التى تخدم توجههم ويقرأونها بطريقتهم المنفصلة عن القواعد العلمية فتظهر بالصورة المشوهة وهذه العبارات أنواع، فمنها الثابت ومنها المتغير، فمثلا الثابت فى الشرع هو الاحتياط فى القتل، بمعنى لو وجدنا من العلماء مختلفين حول قتل شخص، فلو ألف منهم قال يقتل، وشخص واحد قال لا يقتل، من وجهة نظره الشرعية، وفى هذه المسألة الشرع يحتم علينا أن نغلب رأى الشخص الواحد على الألف، لأن مسائل الدماء مبنية على الاحتياط وطالما وردت أدنى شبهة فلا يجوز قتل هذا الإنسان، ولو كان ذلك رأى الأغلبية وهذا هو رأى الشرع، ومثلا اختلف العلماء فى مسألة تارك الصلاة بعض العلماء يقولون والمنكر لها ومضى عليه وقتان يقتل، وهذا موجود فى التراث، لكننا لا نأخذ بهذا الرأى، لأن جمهور العلماء يقولون لا يقتل، ومن مثلا يظهر فى الاعلام يقول إنه طبقا للتراث يجب قتل تارك الصلاة، هو شخص لا يعرف بالقواعد العلمية الشرعية، وكذلك الحال فى التلاعب بالمصطلحات الدينية كالجهاد والدولة الاسلامية لتبرير إجرامهم وهو مخالف تماما لصحيح الدين.
* وماذا عن دور الأزهر عالميا؟
الأزهر يعد كتيبات الآن منذ حادثة مجلة شارل إبدو الفرنسية، تبنينا فيها طريقة للدفاع عن الإسلام بإدانة العنف والهجوم سواء على الإسلام أو رسوله، وأدنا ردة الفعل إن كانت ردا على الرسوم المسيئة، وهذا مدان، وقلنا سندافع، وستكون الكتيبات مبسطة بعدة لغات حية عن الإسلام ورسوله وقبولهم للآخر، ونعد من خلال مجمع البحوث الإسلامية ردودا علمية على الشبهات التى تثار فى الإعلام ويتذرع بها الناس، والروايات المدسوسة فى تراثنا مثل مسألة حرق بعض الصحابة لبعض الناس والذبح، هذا مدسوس ولا وجود له فى التراث، وروايات بين الوضع والضعف، ونكشف بالجهود العلمية أن داعش لا علاقة لها بهذا التراث ولا تستدل بشىء منه وإنما هذا يعلن ذرائع فقط لضرب الدين الإسلامى، وداعش ليست جماعة متدينة وليست جماعة خرجت من صفوف المسلمين، والدواعش ليس طبيعتهم طبيعة الشاب المتدين إنما ظهروا بهذا المظهر لإيقاع الفتن مع قيامها بالعنف وتبنيها حمل الأسلحة وإظهار أنفسهم أنهم من السنة وهم ليسوا كذلك.
هم يقومون بذلك ويسوقون له بتعمدهم الاعتداء على الشيعة والمسيحيين ويتحاشون الاعتداء على السنة، ليستقر فى ذهن الناس أنهم سنة، وبالتالى يكون رد الشيعة والمسيحيين بالاعتداء على السنة لأن منهم داعش، وهو الدائر الآن، وبالنسبة للسنة الحقيقيين سيردون الاعتداء عليهم من الشيعة والمسيحيين وبالتالى تقع الفتنة والحرب الطائفية، ويتحقق بالتالى ما تريده داعش وهو إثارة الفوضى، ويقتتل المسلمون فيما بينهم والمسلمون والمسيحيون، والدليل على ما قامت به داعش وقع فى ليبيا.
* لماذا يقبل الشباب على الانضمام للجماعات المتطرفة كداعش وغيرها؟
هناك نقطة مهمة وهى أن الدول الغربية تفسح المجال للتشدد والتطرف وهو السائد هناك، وكذلك فى دول الخليج لا وجود لعلماء الأزهر هناك، وحين تظهر المشكلة يحملونها للأزهر، ووجهنا لهم عدة رسائل من خلال وسائل الاعلام الغربية، أنكم تتركون الساحة لمن يتحدث باسم الدين الاسلامى وهم متشددون وأصحاب رءوس أموال ويسيطرون على بعض الشركات، ولأن هذه الدول غير مسلمة تظن أن أى متحدث باسم الاسلام، لا فرق بينه وبين أى مسلم آخر، وهذا خطأ كبير، وهناك بعض الدول ومنها فرنسا طلب فيها الرئيس الفرنسى من الإمام الأكبر أن يرسل علماء وسطيين لتوضيح مفاهيم الدين.
وسبب إقبال الشباب، أن أصحاب هذا الفكر درسوا جيدا ميول الشباب، ووجدوا أن الشباب المسلم لديه نزعة عاطفية دينية ولديه مشكلات العوز والبطالة والفقر والبحث عن مستقبل أفضل ومشكلات تعثر الزواج وغيرها، ثم دخلوا لهم من هذه النواحى، وهم للأسف يلبون احتياجاتهم بسبب امتلاكهم لأموال لا حصر لها، ومن ينتقل إليهم يصبح من الأثرياء ويزوجونهم ويخلصونهم من مشاكلهم.
وأنا أعترف بأن هناك خطأ عندنا، وهناك أخطاء حكومات لم تحل مشاكل الشباب، فالشاب الذى لديه عمل وأسرة وحياة مستقرة سيخاف عليها، ولكن الشباب العاطل أحيانا يريدون الخلاص من الدنيا، وكذلك انتشار العشوائيات والفقر والبطالة والمرض، ما يجعل الشباب صيدا سهلا.
والأمر الآخر، أن العلماء ورجال الدين يتبنون وسائل قديمة تقليدية فى التخاطب مع الشباب، مثل الخطاب المنبرى بالمسجد والندوات الوعظية، والظهور الإعلامى أو فى الصحف، وهذا لا يجذب الشباب، وهم يطلون عليهم من خلال المنافذ الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى على الانترنت، وهذا خطأ عندنا بأن تركنا لهم المجال تماما، ولذلك بدأ الأزهر ينتبه لهذا ويستخدم هذه الوسائل، فمجمع البحوث الإسلامية أسس قناة له على اليوتيوب، للرد على الشبهات والتطرف، وفى مشيخة الأزهر الآن نعد مركزا متطورا إلكترونيا يجرى تجهيزه الآن وينطلق قبل نهاية هذا الشهر، بهدف رصد كل ما تبثه داعش وتنشره للشباب، وإعداد الرد العلمى عليه وإعادة الرد باللغة التى نشر بها، فهم ينشرون بعدة لغات.
* هل هناك تنسيق فى جزئية الرد على داعش بين الأزهر والإفتاء خاصة أن الإفتاء سبقت فى الرد على داعش على مواقع التواصل الاجتماعى؟
لا شك أن دار الافتاء هى امتداد للأزهر، وما يدور فى دار الإفتاء نحن على علم به وعلى تواصل معهم، ونأمل بأن يكون المركز الذى سينشأ هنا أكثر تطورا لأنه سيرد بلغات كثيرة، ونأمل بأن يتطور أكثر، فالمشكلة عندنا ليست مادية ولكن تقنية، فنحن لا نجيد بعض التقنيات، وبالتالى نحن بحاجة إلى مساعدة بعض المؤسسات التى تمتلك هذه التقنيات ونحن نحاول لكى نصل إلى كل ما يحاولون توصيله للشباب لوضع الرد المناسب، وتحذير الشباب وبيان وتوضيح الأمور فى وقتها.
ونأمل أن يقطع المركز الالكترونى بالمشيخة، الطريق على داعش وغيرها، لأننا نمتلك الباحثين الشرعيين والعلماء لإعداد بحث علمى معمق، ورد علمى وبثه فى نفس الأماكن التى تصل داعش والمتطرفين للشباب منها.
* ما رأيكم فى الخلاف القائم الآن بين الحكومة العراقية والأزهر، واستدعاء السفير المصرى بالعراق على خلفية بيان الأزهر الذى هاجم فيه الحشد الشعبى؟
الخلاف الآن لا داعى له ولا يوجد مبرر لاستدعاء السفير المصرى، الأزهر لم يتعرض للشيعة ونحن بيننا وبينهم خلاف منهجى كسنة وشيعة لا يمكن حسمه ولا نسعى لحسمه، والأمل فى جعل الشيعة والسنة شىء واحد غير قابل للتحقق، لأن الخلاف كبير، والسعى هنا للتقارب لأنه بيننا وبين الشيعة مشتركات كثيرة، ونحن استطعنا التلاقى مع المختلفين معنا فى الدين وهم المسيحيون، فمن باب أولى أن نتلاقى مع المشتركين معنا فى الدين، مع البقاء على الخلاف، ونتفق فيما نتفق عليه، وهو السلام واستقرار الأوطان، وكلنا فى قارب واحد، ويمكن أن نتفق على بعض القواسم المشتركة ويظل كل منا على ما نتفقه شريطة أن نتلاقى فى القواسم المشتركة ولا نثير القضايا الخلافية.
ونحن فى البيان لم نهاجم الشيعة، ولكن حذرنا من تجاوزات بعض الجماعات، ونحن مع أى جهود تتصدى لداعش الحشد الشعبى، قوات الجيش أو الشرطة أو حتى اليهود، والخلاص من هذا الكيان السرطانى والقضاء عليه، ونرفض تصنيف داعش على أنهم من السنة، ونرفض أن يتخذ مقاومة داعش ذريعة للتنكيل بالآمنين من السنة أو حتى الشيعة، والبيان حذر من أنه أثناء التعرض لداعش لا يجب أن نتعرض للآمنين من أى طائفة.
* ما رأيك فى بعض الادعاءات التى تقول بوجود صراع بين الأزهر والأوقاف والدليل هو إقالة وزير الأوقاف من المكتب الفنى لشيخ الأزهر؟
لقد نفينا هذا الأمر فى أكثر من مناسبة، ومسألة إقالة وزير الأوقاف، من المكتب الفنى، فهو كان عضوا فيه قبل شغله لوزارة الأوقاف، وظل بالعضوية لأنه لم يكن هناك أمين عام لمجمع البحوث الإسلامية، والآن لدينا أمين عام للمجمع، وهذه وظيفته، فكيف يكون وزير الأوقاف يتولى العمل ولدينا أمين عام بالمجمع والاختصاص هنا للدعوة والوعظ وهو اختصاص أمين المجمع، فحل محل الوزير فى المكتب الفنى.
* كيف يساهم الأزهر فى بناء الدولة خاصة فى ضوء المؤتمر الاقتصادى الذى عقد بشرم الشيخ؟
الأزهر يستطيع القيام بهذا الدور لأنه على علم بنظام الاقتصاد الاسلامى بالكامل، وهو أفضل بكثير من الاقتصاديات الوضعية الموجودة، ونسعى إلى تطبيق هذا النظام كونه يلائم طبيعة الناس، ويخص كل أشكال الحياة من نظام شركات وتوزيع الثروات واستغلالها وتنميتها، وقلت فى خطبة الجمعة التى تزامنت مع المؤتمر أن لدينا فى الشريعة مجموعة من الأنظمة ليست موجودة حتى فى الأنظمة المعاصرة والتى أشهرها الرأسمالى والاشتراكى، والاثنان لم يحققا المأمول منهما.
أما نظام الاقتصاد الاسلامى، فهو يوازن بين هذا وذاك، يراعى الفقير والغنى، والتملك فيه موجود والفقير له حقوق على الغنى، وهذا النظام يحل مشكلة البطالة، والفقر وغيرها، ولدينا كثير من أنواع الشركات المضاربة والمزارعة وغيرها.
* كيف ترى نتائج المؤتمر الاقتصادى؟
أصف ما حدث فى هذا المؤتمر بصحوة ثانية للعرب، بعد صحوة أولى كانت فى حرب 73، فتوافد دول الخليج وظهورهم بهذا السخاء والإقدام مع دول أخرى، دليل على الوحدة العربية والحرص عليها، ومهمتنا هى الحفاظ على هذه الوحدة وألا تكون للحدث الآنى أو اندفاعا عاطفيا لشخص، ولكننا نريد أن يكون نظاما مستمرا فلا يمكن إنهاء معاناة بعض الدول وبقاء الأخرى على حالها خاصة مصر، ولابد أن تكون هناك قناعة لدى أشقائنا العرب بأن تكون المساعدة للدول وليست للأشخاص، والشكر موصول للأشخاص الذين استطاعوا أن يحيوا هذه الصحوة، فكل الشكر لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى لتحقيقه ذلك، ونريد أن يكون ذلك منهجا يبقى مهما اختلف الحكام والحكومات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.