باتت تونس أحد أهداف الجهاديين بامتياز، إذ لا تزال تواجه جهاديين في الداخل وتعجز عن ضبط حدودها مع ليبيا الغارقة في الفوضى، كما أن آلافا من الشباب ذهبوا للقتال في سوريا وعاد منهم البعض. ومع أن أي جهة لم تتبن هجوم الأربعاء في قلب العاصمة والذي 20 قتيلا أجنبيا، إلا أنه يحمل بصمة الجهاديين الذين كثفوا هجماتهم في الأشهر الماضي وخصوصا ضد قطاع السياحي الذي يشكل المورد الأول للبلاد من العملات الأجنبية. ويختبئ ناشطون تابعون لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب أو تنظيم داعش منذ ثورة 2011 في مرتفعات جبلية وعرة قريبة من الحدود مع الجزائر. ولم يتمكن الجيش التونسي من طردهم منها رغم عدة حملات. ويلقي تدهور الوضع في ليبيا المجاورة، حيث تسيطر ميليشيات متنازعة على السلطة بعضها متحالف علنا مع تنظيم داعش، بثقله على تونس خصوصا وأنه من شبه المستحيل ضبط الحدود الطويلة بين البلدين. كما أنه من غير الوارد إغلاق الحدود في المناطق التي يشكل فيها التهريب مصدر الدخل الوحيد لتفادي حصول احتجاجات محلية. كان وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش أعلن الأربعاء أن "العامل المشجع على الإرهاب هو انعدام الاستقرار وغياب دولة القانون في ليبيا.. وكلنا معرضون للتهديد طالما الوضع كما هو عليه الآن". وأشار رئيس المرصد التونسي لقطاع الأمن في مطلع مارس إلى أن "القرب الجغرافي يزيد طبعا من المخاطر"، معتبرا أن دول المنطقة "حددت استراتيجية مشتركة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود الليبية". وجاء من تونس التي غادرها بين ألفين وثلاثة آلاف شاب في السنوات الأربع الماضي للانضمام إلى صفوف "الدولة الإسلامية" الجزء الأكبر من المقاتلين الأجانب في التنظيم. وتقدر السلطات التونسية ب500 عدد الذين عادوا منهم وتحاول فرض رقابة مشددة عليهم وتؤكد أنها حالت دون رحيل تسعة آلاف آخرين. وقال المحلل التونسي صلاح الدين جورشي إن "هذه المجموعات السلفية الجهادية قامت بخيار استراتيجي بإرسال شبان إلى سوريا لتحضيرهم وتدريب قياديين يكونون مستعدين لأي معارك محتملة في تونس". وغالبا ما تشن المجموعات الإسلامية المسلحة عمليات ضد قوات الأمن. وفي فبراير، قام قرابة 20 إسلاميا بنصب كمين لدورية للدرك قرب الحدود مع الجزائر مما أدى إلى مقتل أربعة دركيين. وفي أكتوبر الماضي، تحصنت خمس نساء ورجلان أعضاء في ما قيل أنه خلية جهادية داخل منزل على مشارف العاصمة تونس لتفادي القبض عليهم. وقتلت النساء الخمس ورجل في الهجوم. وأشارت السلطات التونسية إلى أن الرجل الآخر الذي أصيب بجروح وتم توقيفه عضو في أنصار الشريعة المصنفة على قائمة المنظمات الإرهابية في تونس والولايات المتحدة.