سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شهود عيان على حريق مركز المؤتمرات ل«الشروق»: العمل تخريبى والنار دمرت 3 قاعات مرة واحدة العاملون يتساءلون: لماذا لم تتم الاستعانة بأجهزة الإنذار والإطفاء الآلى بالمركز؟
عاش عدد من موظفى مركز القاهرة الدولى للمؤتمرات لحظات من الرعب أمام الباب الرئيسى للمبنى الإدارى للمركز يترقبون إنقاذ رجال الحماية المدنية 7 من زملائهم الذين حاصرتهم النيران أمس الأول داخل قاعة خوفو، وتساقطت الدموع من عيون بعضهم بعد حسرتهم على التهام النيران القاعات الرئيسية بالمبنى التى شهدت أجمل سنوات عمرهم، كما قال أحدهم. التقت «الشروق» بعدد منهم، كانوا شهود عيان على الواقعة، حيث قالت موظفة بقاعة خوفو إن الحريق بدأ فى حجرة بالمبنى الحجرى، وانتقدت إهمال إصلاح أجهزة الاستشعار منذ 2008 إذ لا توجد صيانة لها. وأضاف موظف بقاعة المؤتمرات الكبرى: «انقطع التيار الكهربائى عن القاعة التى كنت بها وخرجت بعدها وشاهدت ألسنة النيران تخرج من قاعة خوفو بقوة وسط ذهول من زملائى». وتساءل كيف يحدث هذا لمبنى مهم يفترض أن يكون به أجهزة إطفاء وتحكم عالية الجودة لمواجهة أخطار الحرائق؟. وتابع: «ماهى إلا دقائق وحضرت سيارات الحماية المدنية وحلقت الطائرات فوق القاعة». ويرى محمد بهجت، مدير تسويق بإحدى شركات المركز، أن ما حدث من إشعال النار فى قاعة المؤتمرات هو عمل تخريبى القصد منه تعطيل المؤتمر الاقتصادى، معربا عن تشككه فى أن يكون الحريق بسبب ماس كهربائى فى 3 قاعات مرة واحدة. مشيرا إلى أن قاعة المؤتمرات بها أجهزة إنذار وإطفاء آلى فكيف لا يتم الاستعانة بها لإخماد الحريق؟. موضحا أن القوات المسلحة ساعدت فى إخماد الحريق ومنعت امتداده إلى باقى العقارات المجاورة. أما عن أهالى منطقة امتداد رمسيس 2 والمجاور لأرض المركز الدولى للمؤتمرات، قال أحد شهود العيان، من ساكنى عمارات امتداد رمسيس، إنه أثناء وقوفه بسطح العمارة سمع صوت انفجار ناحية قاعة المؤتمرات الكبرى تبعها خروج لألسنة النيران تعلو وسط القاعات فهرول للنزول مستعينا ببعض الجيران فى تنظيم المرور بالشارع الذى تكدس بعد اندلاع الحريق مباشرة ومساعدة رجال المرور فى تحويل سير الطريق. ويقول طالب من قاطنى العقارات المطلة على المركز: «لاحظت تصاعد دخان كثيف من قاعات المركز وبعد دقائق أسرعت سيارات الاسعاف والإطفاء لموقع الحادث وانتشر رجال الشرطة حول المكان وفرضوا كردونا أمنيا». وأشارت سيدة، كانت تنتظر عودة ابنتها من المدرسة، إلى أنها كانت تقف أمام سلم جامعة الأزهر فى الساعة 11 ظهرا ورأت دخانا كثيفا يخرج من القاعات الرئيسية بالمركز ففزعت من كثافتها وتبعها انتشار كبير لرجال الجيش والقوات المسلحة وقاموا بتمشيط الشارع المحيطة وإبعاد المارة من أمام المركز لتسهيل عميلة دخول وخروج سيارات الإسعاف. كانت «الشروق» تابعت كيفية السيطرة على الحريق حيث وصل ما يزيد على 13 سيارة تابعة للحماية المدنية للسيطرة على الحريق، وحلقت طائرات الهليكوبتر أعلى المركز، لتمشيط المنطقة بحثا عن مشتبه بهم، فيما وصل عدد من سيارات الإسعاف لموقع الحريق لإنقاذ الضحايا مدعومة ب25 سيارة إطفاء تابعة للقوات المسلحة، كما خرج العشرات من موظفى القاعة إلى الشارع لحين السيطرة على الحريق. تبع ذلك انتشار منظم بالتنسيق مع قوات الجيش والداخلية داخل ارض المركز، وانتشار لخراطيم المياه بامتداد الحريق داخل القاعات، بجانب ذلك مشط رجال الحماية المدنية مستعينين بالكلاب البوليسية محيط بقية القاعات خشية وجود أى مواد متفجرة. على مرمى البصر، استغاث عدد من عمال النظافة بالقوات عندما تعذر نزلوهم بقاعة خوفو تحركت على الفور سيارتان مدعومتان بسلالام هيدروليكية للقوات المسلحة لإنقاذهم بعد أن احتجزتهم النيران بالطابق الثانى وتم إنزالهم واسعافهم من الاختناقات التى تعرضوا لها. فى الوقت ذاته، نقلت سيارات الاسعاف التى انتشرت بطول أرض المركز الدولى 6 من المصابين خلال الحريق الذى تعرضوا لحالات اختناق إلى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر لتلقى العلاج والإسعافات. استمرت عمليات الاطفاء ما يقارب من ساعتين أو 3 ساعات حتى عاد الهدوء للموقع وتنقلت «الشروق» داخل القاعات ولاحظت احتراق قاعة خفرع وتفحم الاسقف وتدمير وسائل التكييف واحتراق بعض الرسومات الفرعونية المرسومة على الحائط التى كانت ما تميز القاعة. يذكر أن مركز القاهرة الدولى للمؤتمرات أكبر مركز مصرى مجهز بتجهيزات كاملة لعقد المؤتمرات ويسهل الوصول إليه لزائرى القاهرة عن طريق مطار القاهرة الدولى خلال 40 دقيقة بالسيارة، ويستضيف العديد من المؤتمرات والمعارض المحلية والعالمية على مدى العام لذلك فهو وجهة هامة لجميع زائرى مصر من رجال الأعمال، ويتميز المركز بتصميمه المعمارى الفريد على مستوى الشرق الأوسط ويوجد بداخله أربع قاعات كبيرة مكيفة الهواء وقاعة معارض وثلاث قاعات للعرض ومركز للصحافة ويضم نماذج رائعة من الفن المعمارى المصرى.