• «داعش» يمنع الهواتف النقالة ويجلد مستخدميها • مقاتلو التنظيم يعاملون النساء بقسوة • إمدادات الماء والغذاء غير كافية طوال نحو 8 أشهر، حكم عناصر تنظيم "داعش" مدينة الموصل، ثانى أكبر مدينة بالعراق، وسط غياب للمعلومات عن الأوضاع المعيشية لنحو 3 ملايين شخص، هم سكان المدينة، إلا أن تقريرا صحفيا بريطانيا كشف أمس، عن جانب من الحياة القاتمة للسكان تحت حكم التنظيم. واستندت صحيفة «إندبندنت» فى تقريرها لنازحين عراقيين تركوا المدينة أخيرا، ونقلت عن أحد اللاجئين قوله إن «الكثير من اللاجئين العراقيين يخشون من القوات الحكومية، ذات الأغلبية الشيعية، أكثر من تنظيم (داعش)، وإن كانوا لا يحبون أيا منهما». ونقلت الصحيفة عن أحد الطلاب، ويدعى على حسين مصطفى، وترك الموصل قبل أسبوع، قوله: «بعض مقاتلى داعش يعاملون أهالى المدينة بوحشية، وبعضهم مؤدبون ويعاملون الناس باحترام»، مشيرا إلى أن «أحد أساتذة الرياضيات، الذى انضم إلى تنظيم داعش أخيرا، ويعامل الناس بلطف ويتصدق بجزء من أمواله والطعام على الفقراء». وأضاف: «هذا الاستاذ عادة ما يسألنى إذا ما كان لديه معلومات عن أرامل أو معوقين، لكى يتبرع بجزء من راتبه لهم». ويرى على (نزح أفراد عائلته من الموصل) أن «العديد من مقاتلى تنظيم داعش، الذى يستولى على مناطق واسعة فى سوريا والعراق، أفضل من جنود الحكومة العراقية، الذى حكموا المدينة 10 أعوام قبل 2014». فى المقابل، روى على بعض المشاهد الوحشية التى ينفذها تنظيم داعش، منها بتر يد من يتهم بالسرقة وجلد من يحمل هاتفا نقالا ثلاثين جلدة، بسبب خشية داعش من استخدام هذه الهواتف فى نقل المعلومات إلى مسيرى الطائرات التى تحوم فوق رؤوسهم، فى إشارة للتحالف الدولى، موضحا أن «أحد جوانب الوحشية هو أن المقاتلين الأجانب أشد قسوة على النساء اللواتى لا يرتدين النقاب». من جانبه، روى أحمد، وهو صاحب متجر، لايزال يعيش فى مدينة الموصل، قصة امرأة أخذت إلى مركز الشرطة لأن عينها ظهرت من النقاب، وتعرضت لعقوبة جسدية بسبب ذلك، مشيرا إلى أن هذه القصة أصابته بالدهشة. ولفتت الصحيفة إلى أن «منع استخدام الهاتف أدى إلى عزلة الموصل تماما عن العالم الخارجى، وذلك بعد تحطيم التنظيم العديد أجهزة الاستقبال الهاتفى"، مشيرة إلى أن "بعض الاتصالات لاتزال ممكنة، فى بعض الأماكن المرتفعة». وتشير الصحيفة إلى أن «مشكلة الحكومة تتمثل فى اعتمادها على الميليشيات الشيعية التى استعادت محافظة ديالى شمال شرق بغداد والمدن السنية إلى الجنوب من العاصمة، لكن طائفية هذه الميليشيات الشديدة أسفرت عن مقتل أو طرد العرب السنة الذين تعاملهم على أنهم مؤيدون لداعش مهما كانت نواياهم الحقيقة». واختتمت الصحيفة تقريرها بأن «الحياة فى الموصل أصبحت قاتمة بالنسبة لسكانها، بسبب نقص المياة النظيفة والكهرباء والوقود، كما أن الإمدادات الغذائية غير كافية»، مضيفة أن الذين يعيشون على أراضى داعش «يودون إنهاء حكمها، بشرط أن تستبدل بجيش عراقى منضبط وغير طائفى بما يكفى لتوفير بديل مقبول».