أستضافت بغداد الحبيبة ودرة الشرق الأوسط، الدورة السادسة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح، ضيوفها المسرحيين والصحفيين والإعلاميين، على مدار أسبوع استمتعنا من خلالهم بعروض "أبو الفنون" الذي يجمعنا دائما على حبه، وكأنه بيتنا الكبير الذي يضمنا بحب، حيث أن بغداد هي المدينة التي تجمع بين عراقة التاريخ وجمال الطبيعة، والتي شهدت حضارات متعاقبة، استقبلت فناني المسرح من مختلف أنحاء العالم . بغداد أم المدائن، هي مدينة تجمع بين السحر والجمال، بين التاريخ والحاضر، من شط العرب إلى أبو نؤاس، ومن المدرسة المستنصرية إلى قصر المؤتمرات، بغداد تجسد عراقة التاريخ وثراء الثقافة، في شوارعها، تمتزج شوارعها بين روائح البخور والبهارات بالذكريات والقصص، قمت بزيارة العراق أكثر من 6 مرات، فكانت الزيارة الأولى عام 2018، لحضور وتغطية الصحفية لمهرجان النهج السينمائي بدورته الخامسة، ثم توالت الزيارات حتى حضوري مهرجان بغداد الدولي للمسرح مؤخرا، فأصبحت مرتبطة ارتباط روحي وذهني بالعراق، ولا اشعر بالغربة أطلاقا وأنا وسط أهلها الكرام، بل أشعر أنها بلدي الثاني، في لياليها، تتلألأ النجوم في سماءها الصافية، وتتردد أصداء القصائد والأناشيد، وشارع المتنبي الذي نسهر به بالساعات دون الشعور بالوقت . انطلق منذ أسبوع مهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته السادسة، برعاية رئيس مجلس الوزراء العراقي، المهندس محمد شياع السوداني، وبإشراف وزير الثقافة والسياحة والآثار، الدكتور أحمد فكاك البدراني، وبرئاسة المحارب دكتور جبار جودي، هو فعلا شخص لا يعرف الهزيمة أبدا، دائما يحارب من أجل إعلاء اسم العراق في جميع المهرجانات الدولية، وأقامة أهم المهرجانات على أرض بغداد، حيث يعتبر جبار جودي من الشخصيات البارزة في المشهد المسرحي العراقي والعربي، يجمع بين الخبرة الفنية والإدارية، ويركز في عمله على تعزيز الحركة المسرحية العراقية والعربية وتوفير منصة للفنانين العراقيين والعرب، وهذه الدورة ضمت أهم العروض العالمية حيث ضم 15 عرضًا مسرحيًا من 12 دولة، مما يعكس تنوع وتعدد المشهد المسرحي العربي والعالمي. واستمرار للوفاء عند أهل العراق والقائمين على المهرجان فكانت هذه الدورة تكرم الفنان العراقي ميمون الخالدي فحملت اسمه، تقديرًا لمسيرته الفنية الثرية وإسهاماته في تطوير فن المسرح العراقي، هذا التكريم يعكس تقدير المهرجان للمبدعين العراقيين والعرب الذين ساهموا في إثراء المشهد المسرحي، وفي الحقيقة البطل الرئيسي لنجاح المهرجان هو الجمهور العراقي الحاضر الواعي بأهمية المسرح ومخلص له، فوجدت من يخرج من عمله مباشرة ويصاحب أسرته بأولادك لحضور العروض، ووجدت الأصدقاء الذين يجمعهم حب حضور المسرح، دام الشعب العراقي على قدر عالي من الوعى والثقافة . يعد مهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته السادسة حدثًا ثقافيًا بارزًا، يحتفي بالمبدعين العراقيين والعرب، نتمنى للمهرجان وللمشاركين فيه كل التوفيق والنجاح بدورات المقبلة، ونتطلع إلى دورات قادمة أكثر تميزًا وإبداعًا . وشهد المهرجان بإدارة الفنان القدير حاتم عودة عددًا من الفعاليات الثقافية المصاحبة، منها توقيع إصدارات مسرحية عراقية جديدة، وندوات نقدية يومية، وورش عمل في التمثيل والإخراج والارتجال، هذه الفعاليات تساهم في تعزيز الحركة المسرحية العراقية والعربية وتوفير منصة للحوار والتبادل الثقافي . مهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته السادسة حدثًا ثقافيًا بارزًا، يحتفي بالمبدعين العراقيين والعرب، نتمنى للمهرجان وللمشاركين فيه كل التوفيق والنجاح، ونتطلع إلى دورات قادمة أكثر تميزًا وإبداعًا .