أصدرت لجنة تحكيم مهرجان بغداد الدولي للمسرح، في دورته السادسة، توصياتها وملاحظاتها عقب مشاهدة العروض المشاركة، والتي بلغ عددها خمسة عشر عرضا عربيًا وأجنبيا، قُدمت خلال الفترة من 10 إلى 15 أكتوبر الجاري. ووأقيم حفل ختام مهرجان بغداد الدولي للمسرح مساء اليوم الخميس السادس عشر من أكتوبر، على خشبة المسرح الوطني، برعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، وإشراف وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني، وبرئاسة نقيب الفنانين العراقيين ومدير عام دائرة السينما والمسرح الدكتور جبار جودي. وتضم لجنة تحكيم مهرجان بغداد الدولي للمسرح في عضويتها الدكتور جواد الأسدي من العراق رئيسًا، والفنان ناصر عبد المنعم من مصر، والفنان علي عليان من الأردن (مقررا)، والدكتورة عواطف نعيم من العراق، والفنان خالد بوزيد من تونس، والمخرجة بلقي أمين من تركيا، والفنان حبيب غلوم من دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي هذا السياق، أصدرت لجنة تحكيم مهرجان بغداد الدولي للمسرح بيانها الختامي الذي حمل روحًا إنسانية وفكرًا مسرحيًا عميقًا، وجاء فيه: "غزة مسرح الحرية الأبدي.. مسرحيو العالم خزان الكنفاني تحت الشمس اللاهبة.. الخلود للعروض المسرحية الإنسانية وهي تنسج الشخصيات المدافعة عن الحياة.. العراق منصة مدنية لحياة تنبئ بالابتكار والحداثة.. الفنانون في العالم يكتبون نصوص الحرية ضد دول الظلم والاستبداد. مسرح المستقبل العراقي والعربي والإنساني ينشد رسوخ العدالة في العالم، إنها شجرة نشيد إنشاد مسرح الناس.. لذا فإن لجنة التحكيم تثمّن نَفَس الحرية والاستقرار الآمن الذي أنعش استمرارية هذا الحدث العالمي الذي يطغى بسموه على شوارع بغداد ونهرها الراكن في وجدان تاريخه العريق، وما هذا الحدث الفني الكبير إلا شُذرة تشعّ نورًا وحريةً وألقًا مسرحيًا يطرق كل خشبات المسارح. وأشارت اللجنة، إلى أن العروض التي تنافست على جوائز المهرجان تميّزت بدلالات فنية متفردة، وأضافت إلى القيم الجمالية والإبداعية رصيدًا من الألق والتميّز، كما لاحظت اللجنة أن بعض العروض المسرحية احتفت بالاستعراضات الجسدية على حساب قوة الدراما وتجليها الفني. وأثنت اللجنة على الجهد الكبير الذي قدمته دائرة السينما والمسرح بكوادرها كافة لما أبدوه من متابعة دقيقة وإدارة فنية وتنظيمية متكاملة لجميع الفرق المحلية والعربية والدولية، مما عكس الوجه الحضاري للعراق. وأكدت اللجنة على الكثافة الجماهيرية والتفاعل الكبير الذي شهدته العروض، معتبرة أن هذا الحضور أسهم في اكتمال صورة الفعل المسرحي بأبهى أشكاله، ووجّهت تقديرًا خاصًا للجمهور العراقي على دعمه ومؤازرته، ولا سيّما الشباب المبدع المؤمن بالجمال والإبداع، الذي كان من أبرز علامات هذا المشهد المسرحي المتوهّج. وجاءت توصيات لجنة التحكيم كالتالي: نظرًا لحضور العنصر السمعي بقوة في مختلف العروض المسرحية، توصي اللجنة باستحداث جائزة مخصصة للموسيقى والمؤثرات السمعية. كما توصي بضرورة اختيار عروض مسرحية تحاكي الواقع الراهن، حتى وإن كانت نصوصها من الأدب العالمي، بما يعزّز الصلة بين المسرح والإنسان وقضاياه المعاصرة. وشهدت الدورة السادسة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح، التي ترأسها الدكتور جبار جودي، وأدارها المخرج والفنان حاتم عودة، مشاركة خمسة عشر عرضًا مسرحيًا من دول عربية وأجنبية إلى جانب العروض العراقية. كما تضمنت فعاليات المهرجان ندوات نقدية يومية بمشاركة نقاد عرب وعراقيين، وورش عمل في التمثيل والإخراج والارتجال، منها ورشة قدّمها الفنان فايز قزق، و"ماستر كلاس" للمخرج الكبير الفاضل الجعايبي، إضافة إلى توقيع عدد من الإصدارات المسرحية الجديدة. ويأتي المهرجان هذا العام تأكيدًا على مكانة بغداد في المشهد المسرحي العربي، واحتفاءً بالحركة المسرحية العراقية التي تواصل ترسيخ حضورها في الساحة الثقافية العربية والدولية.