نريد نظاما مصرفيا جديدا يقرض الفقراء قال محمد يونس، أستاذ الاقتصاد السابق في جامعة "شيتاجونج" ببنجلاديش، ومؤسس بنك جرامين، والحاصل على جائزة نوبل للسلام 2006، إن «الهدف من إنشاء بنك "جرامين" أن يكون المقرض شخصا فقيرا ويكون امرأة، وكان من الصعب وقتها أن يكون من بين المقرضين نساء». وأضاف مؤسس بنك جرامين، على هامش إحدى حلقات النقاش بمؤتمر «المرأة المصرية والعربية 2030»، أن «أول قرار كان الإصرار على دمج النساء، وإقناعهن بعمل مشروعات لهن من خلال الاقتراض، كان ذلك يحبط تلاميذي كثيرا، ويسألوني "لماذا نصر على إقراض النساء طالما هن يرفضن؟! فكان من النساء مَنْ تقول "لم أحصل على مال في حياتي"»، مشيرا إلى أن «هذا لم يكن صوت المرأة نفسها، هذا كان صوت التاريخ الذي فرض عليها أن ترى نفسها بتلك الطريقة». ولفت إلى أن «في بنجلاديش، ميلاد الطفلة يزعج الأسرة.. الأسرة لا ترحب بها، وتكبر البنت ولديها إحساس بأنها غير مرغوب فيها، فكان علينا دور أن نقنعها لتحطيم الخوف الذي يحيط بها». وتابع: «بعد إقامة مشروع إقراض الفقيرات، بدأنا العمل على مشروع إقراض «الشحاذين»، قائلا: «قررنا نبحث عن (الشحاذين بالوراثة)، وكنا نقنع النساء الشحاذات بأن يفعلن نفس ما كن يقمن به على أن يأخذن معهن شيئا ليبعنه، وأصبح لدينا أكثر من 100 ألف شحاذ في البرنامج الذي بدأناه، وبعد فترة المائة ألف شخص تركوا الشحاذة وتحولوا للتجارة، مضيفا «ما كنا نتصور أن هؤلاء الشحاذين سيتحولون لأشخاص آخرين، علينا إقناعهم بأنهم قادرون على التحول لأشخاص آخرين». وقال «البشر لم يُخلقوا لخدمة الآخرين، هم مخلوقات خلقت لتبتكر، فلماذا لا نجعل أبناءنا يبدأون حياتهم بالاستثمار، كل البشر قادرون على الاستثمار خاصة النساء، لافتا إلى أن إعطاء المال للنساء سيفيد الأسرة أكثر، هذا هو ما أردت أن أقوله من تجربتي، تتفقون أو تختلفون معها». وعلى هامش إحدى جلسات المؤتمر بعنوان «التجارب الدولية تمكين المرأة اقتصاديا عن طريق ريادة الأعمال»، قال «يونس»، «عندما ننظر للوضع في مصر وبنجلاديش، فعلينا أن نركز على النقطة الأساسية وهي استخدام كلمة (مشروعات متناهية الصغيرة)، لتمويل صغار الفقراء وعلى رأسهم النساء، ونركز على المشروعات التي تسعى لتحقيق خدمة المجتمع وليس لتحقيق ربح، ولذلك نحن نحتاج لإطار قانوني من السلطات والجهات المنظمة للمؤسسات المالية وهذا ما نفتقده في بنجلاديش ومصر». وتابع: «نريد نظاما مصرفيا جديدا يقرض الفقراء»، مضيفا أن هذا ما سعوا لتحقيقه في بنجلاديش وبالفعل حققوه، قائلا: «استطعنا تحقيق ذلك وأنشأنا بنك جرامين، وهو بنك يعمل لصالح الفقراء؛ لأن معظم البنوك تعمل لصالح الأغنياء وتحقق فوائد رهيبة»، متابعا «بنجلاديش التي يبلغ تعدادها 160 مليونا، 90% منهم أسر فقيرة حدث بها تغيير في هيكل المجتمع». يذكر أن محمد يونس كان قد حصل على جائزة نوبل للسلام سنة 2006، مناصفة مع بنك «جرامين» لما بذلاه من جهود لخلق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بنجلاديش. كما حصل على 50 درجة دكتوراة فخرية من جامعات في 20 بلدا، و113 جائزة عالمية من 26 دولة مختلفة. «محلب» في مؤتمر «المراة المصرية والعربية 2030»: الحكومة تؤمن بالصناعات الصغيرة والمتوسطة «محلب»: الاهتمام بالمرأة هو حائط الصد الأول في مواجهة الإرهاب