أعرب الصحفي محمد فهمي، مراسل قناة «الجزيرة» الذي كان محتجزًا في على ذمة القضية المعروفة إعلاميًا ب«خلية الماريوت» والحاصل على إخلاء سبيل ضمن جميع المتهمين في القضية ذاتها، عن ندمه الشديد من قرار تخليه عن جنسيته المصرية، لافتا إلى أنه يشعر بأنه تمت خيانته وأن أحد المسئوليين البارزين في الحكومة المصرية أكد له أنه بعد تخليه عن جنسيته المصرية سيتم ترحيله إلى كندا، حسب وصفه. وقال فهمي، في حوار مع موقع «The Star» الكندي: إنه «أثناء وجوده وزميله "باهر محمد" في السجن، كانا يقدمان برنامجا حواريا بعنوان "الجزيرة مباشر داخل السجن"، وذلك مع السجناء، الذي كان أغلبهم قيادات في جماعة الإخوان المسلمين»، موضحا «أنهما كانا يتحدثان كل ليلة عبر شق صغير من باب السجن مع السجناء الآخرين، ومن بينهم رئيس البرلمان السابق سعد الكتاتني، ومرشد الجماعة محمد بديع». وعن تخليه عن جنسيته المصرية قبل إخلاء سبيله، قال: «أنا غاضب، وأخطط لاستعادتها، وأشعر أنه تم خيانتي، وليس من السهل بالنسبة لي رؤية الإعلام وهو يصفني بأنني خائن تخلى عن جنسيته للخروج من القضية»، موضحا أنه لا يثق أنه سيتم تبرئته هو ومن معه في القضية، قائلا: «إنه من السذاجة تصديق ذلك». وأضاف مراسل «الجزيرة»: «أن جميع من يقومون بتغطية الأحداث السياسية المصرية والقضاء يعرفون أن الأمر لا ينتهي إذا لم يتم تبرئتي بالكامل"، لافتا إلى أنه لا يزال يعيش في هذا الكابوس، على الرغم من أنه أفضل الآن لكونه خارج السجن وقادرًا على الاستمتاع بحريته، قائلا: «أسير بدون تحقيق شخصية، إنه وضع غريب للغاية، لا يمكنني تأجير شقة، لا يمكنني حجز غرفة في الفندق، لا يمكنني قيادة السيارة، لا يمكنني الزواج». ويشير الموقع إلى أنه كشرط لإطلاق سراح فهمي بكفالة، ينبغي عليه الذهاب إلى قسم للشرطة يوميًا، كما أنه ممنوع من السفر، بالإضافة إلى أنه لم يستعيد أي ممتلكاته التي تم مصادرتها عند إلقاء القبض عليه، ومن بينها تحقيق الشخصية وجواز السفر. وأشار الصحفي المتهم في قضية «خلية الماريوت» المخلى سبيله ضمن المتهمين في القضية ذاتها، إلى أن الناس لا يتخيلون أن بإمكانهم تحمل السجن «ولكن بمجرد وجودك في وضع معين، يميل جسدك وعقلك للتأقلم، ولكن يجب عليك المحافظة على الجانب الروحاني والجسدي والعقلي»، موضحا «لقد كان التحدث عبر شق صغير من باب السجن مع السجناء الطريقة التي يستخدمها الجميع في السجن للتنفيس والحديث ومشاركة الخبرات في الساحة الساسية»، حسب الموقع الكندي. وأعلن فهمي عن البدء في كتابة فصول من كتاب عن محنته التي قضاها منذ بداية القضية، وذلك بمشاركة زميله الثالث الأسترالي "بيتر جريسته"، والذي يحمل عنوان «خلية الماريوت»، ووفقًا لفهمي أعربت محاميته "أمل كلوني" عن اهتمامها بكتابة مقدمة الكتاب. وانتقد فهمي تعامل قناة «الجزيرة» مع القضية، مشيرًا إلى موقفها المتساهل تجاه أمن موظفيها في مصر أثناء الأشهر المضطربة التي أعقبت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، عندما وصفت السلطات المصرية والإعلام المحلي القناة القطرية بأنها الناطقة باسم جماعة الإخوان، لافتا إلى أنه رفع مخاوفه إلى أعلى المستويات في الشبكة بشأن إهمال المسئولية المتعلقة بالتعامل مع الناحية الأمنية.