لا وجود للافتات أو صور، أو دعاية لمرشح، لكن الزغاريد والزحام أمام اللجان يؤكد أن أهالى قرية طليا التى تتبع مركز أشمون بالمنوفية، قرية والد المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، اختاروا مرشحهم. الحاجة أنيسة على تبرر عدم وجود دعاية لأى من المرشحين فى الانتخابات الرئاسية، وتحديدا السيسى بقولها «الراجل مش محتاج يفط، ده جوا قلبنا، وإحنا كده كده رايحين ننتخبه»، وتصف أنيسة السيسى، الذى لم يزر مسقط رأس أبيه منذ فترة بأنه «راجل ابن راجل، وهيوصلنا لبر الأمان». منذ صباح أمس الباكر، ترك أقارب السيسى منازلهم وتوجهوا إلى لجان الاقتراع، وعلى مقربة من إحدى اللجان جلس يحيى طبوشة، ابن خالة السيسى، وبجانبه عدد من أفراد أسرته، يتابعون سير العملية الانتخابية، يقول: «هو الوحيد إللى هينفع البلد، ده راجل مخلص مفيش زيه فى مصر». يضيف طبوشة: «السيسى مش محتاج دعاية انتخابية، المنوفية كلها تبع السيسى، والانتخابات حرة ولا يتدخل فيها أحد، يعنى محدش بيقول للناخبين انتخبوا مين ولا متنتخبوش». يفسر طبوشة، عدم زيارة السيسى لقريته أو لأى مكان آخر منذ إعلانه ترشحه بأنه «راجل مستهدف واحنا عارفين كده كويس، وخايفين عليه». ينظر أهالى القرية للسيسى على أنه «الرجل المحبوب منقذ البلد من الإرهاب»، بحسب يوسف عبدالمنعم، فلاح، الذى أضاف: «عايزين منه المصلحة العامة لكل البلد، قبل ما يبص لبلدنا، وكمان يبص للفلاح الفقير، اللى معندوش غير أرضه وزرعته». يؤكد عبدالمنعم أم الانتخابات «منظمة ومؤمنة بالكامل من الجيش والشرطة»، مضيفا: «عايزين من الرئيس القادم، الأمن والأمان ويراجع كل حاجة من التعليم إلى المستشفيات لكل شىء». وفيما كان عبدالمنعم يتحدث، كانت مجموعة من السيدات تستعد للدخول إلى لجان التصويت وهن يطلقن الزعاريد، «السيسى مفيش منه، وقف للإرهاب وراجل عسل»، تقول نزهة إبراهيم، وهى تخطو نحو اللجنة. وتضيف نزهة، وهى ربة منزل فى الثلاثينيات: «جاية انتخب مخصوص علشان يضبط البلد ويرحمنا من الإرهاب، وتبقى عشيتنا حلوة بقى»، وتتابع «مش عايزه غير أنه يحافظ على الجيل إللى طالع ويبقوا فى أمان». زوج نزهة، يعمل فلاح بالأجرة «أجرته 30 جنيه فى اليوم، وعندى ابن واحد بيشتغل، وأربع بنات فى التعليم، ومستنيه السيسى يوفر لنا لقمة العيش للغلابة اللى زينا، ويجيب شغل للناس إللى قاعدة فى البيوت من غير شغلانة». ينتظر أهل القرية انتخاب السيسى لتسيطر المنوفية مرة أخرى على مقاليد الحكم فى مصر، وتصبح بذلك «المحافظة التى لا تنجب إلا روؤساء»، بحسب قولهم.