اشتهر يوسف شاهين بشغفه الكبير للجوائز والمهرجانات وهو الشغف الذى يبدو منطقيا وطبيعيا لرجل عشق السينما ووهبها حياته، بدأت رحلة شاهين مع المهرجانات مبكرا جدا بعد عودته لمصر من أمريكا فى أوائل الخمسينيات عندما اختير فيلمه الثانى «ابن النيل» للمشاركة فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى الدولى أهم وأعرق مهرجان لفن السينما فى العالم أجمع. ليس ذلك فحسب بل رشح الفيلم لجائزة المهرجان الكبرى لعام 1952 وهو ما كان يعنى ببساطة أننا أمام مخرج مميز لم يبلغ الخامسة والعشرين من العمر لكنه يتمتع بموهبة غير عادية تؤهله لمكانة كبيرة ورغم أن الفيلم لم ينل الجائزة إلا أن الترشيح كان دلالة على جودة الفيلم ومستواه الفنى المتميز. ومنذ تلك اللحظة تكونت علاقة عاطفية ونفسية خاصة بين شاهين ومهرجان «كان» الذى داعب خياله مرارا وتكرارا على مدى نصف قرن. فى العام 1954 وبعد عامين فقط شارك شاهين للمرة الثانية فى مهرجان كان ورشح فيلمه «صراع فى الوادى» لنفس الجائزة «جائزة المهرجان الكبرى» ولم ينلها أيضا لكنه أكد وجود شاهين على المستويين المحلى والعالمى، وبعد مرور خمسة أعوام أخرى 1959 شارك شاهين مرة أخرى بفيلم «باب الحديد» فى المسابقة الرسمية ورشح الفيلم لجائزة الدب الفضى فى مهرجان «برلين» لكنه لم ينلها أيضا. وبعد عدة أعوام عاد شاهين إلى «كان» مرة أخرى بفيلم «الأرض» الذى رشح للسعفة الذهبية دون أن ينلها، وفى عام 1970 حاز فيلمه «الاختيار» على جائزة «التانيت الذهبى» من مهرجان «قرطاج»، وفى العام التالى 1970 ترشح أول أفلام سيرته الذاتية «إسكندرية ليه» لثلاث جوائز هى جائزة الدب الذهبى والدب الفضى وجائزة خاصة من مهرجان برلين السينمائى الدولى وحصل على الدب الذهبى وهو جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفى عام 1985 ترشح فيلم «وداعا بونابرت» لجائزة أفضل تصوير سينمائى فى مهرجان كان لرمسيس مرزوق. ثم رشح فيلمه «إسكندرية كمان وكمان» لجائزة أفضل تصوير فى مهرجان كان ونالها رمسيس مرزوق، وفى عام 1994 حاز فيلم «المصير» على جائزتين هما «أول أفريقيا» لأحسن تمثيل لخالد النبوى وأحسن تصوير لرمسيس مرزوق أيضا، وجاء عام 1997 ليتم اختيار فيلم «المصير» للعرض فى مهرجان «كان» ضمن المسابقة الرسمية وتم تخصيص جائزة بمناسبة اليوبيل الذهبى للمهرجان ومنحت لشاهين عن مجمل أعماله وتاريخه السينمائى الطويل وهى جائزة خاصة جدا لأنها لا تمنح فى الدورات العادية وإنما فى اليوبيل الخاص للمهرجان وهى أرفع جائزة حصل عليها شاهين فى حياته لأنها تناسبت مع عطائه الطويل وليست مجرد جائزة فى الدورات العادية. ويتذكر شاهين كما يتذكر المشاهد العربى شكل قاعة الاحتفالات بعد أن أعلنت النجمة الفرنسية إيزابيل ادجانى الشهيرة فوز شاهين بالجائزة فضجت القاعة بالتصفيق دقائق متتالية وهم كل الحضور بالوقوف فى لحظة نادرة لم تحدث من قبل حتى أن شاهين لوح بيده عدة مرات لإيقاف التصفيق المدوى وبذلك تكون هذه هى الجائزة الثانية الرفيعة التى تحصل عليها السينما العربية فى تاريخ «كان» بعد أن حصل المخرج الجزائرى «الأخضر حامينا» على جائزة «السعفة الذهبية». وبخلاف مشاركة شاهين فى المسابقات الرسمية شارك كعضو لجنة تحكيم فى عدة مهرجانات مثل عضو لجنة تحكيم فى مهرجان فينيسيا عام 1980 وعضو لجنة تحكيم مهرجان كان عام 1983 وبخلاف الجوائز السينمائية قلد الرئيس الفرنسى جاك شيراك شاهين العام قبل الماضى وسام الشرف برتبة فارس وهو أعلى وسام فرنسى. كما حصل شاهين على جائزة الدولة التقديرية فى مصر عام 1997 وهى أعلى الجوائز المحلية. كما منح شاهين جائزة خاصة من جامعة بيروتالأمريكية العام الماضى وحصل على الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات عالمية!