هل تلعب السينما مع أصحاب الأرض؟

لماذا تختلف نتائج المسابقات الرسمية للمهرجانات السينمائية المختلفة؟ سؤال حائر يتبادله دائما النقاد والسينمائيون فى مختلف المهرجانات العربية والدولية، وتكون الإجابة المتكررة أن لجان التحكيم تختلف أذواقها ومعايرها من مهرجان لآخر، وقد يبدو هذا الرأى منطقى إلى حد كبير.
ولكن هل يمكن أن يختلف الرأى تماما عندما تختلف أماكن إقامة المهرجانات، قبل أيام اختتمت بالرباط فعاليات مهرجان الرباط السينمائى الدولى فى دورته السادسة عشر وقد شهد المهرجان فى هذه الدورة مشاركة مصرية متميزة، فقد شارك فى المسابقة العربية للمهرجان، التى حملت اسم مسابقة يوسف شاهين، اثنا عشر فيلما عربيا، منها الفيلم المصرى "عصافير النيل" للمخرج مجدى أحمد على والفيلمان المغربيان "فينيك ليام" للمخرج إدريس شويكا و "موسم المشاوشة" للمخرج محمد بن سودا والفيلم الفلسطينى "المر والرمان" للمخرجة نجوى نجار.
وقد فاز الفيلم الفلسطينى "المر والرمان" بجائزة أفضل فيلم وحصل الفيلم المغربى "فينيك ليام" على جائزتى التمثيل الرجالى والنسائى، وضمت لجنة التحكيم المخرج الجزائرى أحمد راشدى والممثلة المغربية لطيفه أحرار والكاتبة السورية سلوى النعيمى والكاتب اللبنانى إبراهيم العريس، ورأسها المخرج المغربى مؤمن السميحى، وذات الأفلام الأربعة كانت تتنافس مع سبعة أفلام أخرى فى المسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة فى نوفمبر الماضى، وكان بينها فيلمان يشتركان أيضا فى المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة هما "عصافير النيل" و"فينيك ليام" ولم يحصل أى فيلم من الأفلام الأربعة على أى جائزة فى مسابقة الأفلام العربية بالقاهرة، بينما فى نفس المهرجان حصل الفنان فتحى عبد الوهاب عن فيلم "عصافير النيل" على جائزة أفضل ممثل فى المسابقة الدولية مناصفة مع الممثل الهندى سوبرات توته عن فيلمه "مادهولا لا يزال يسير"، وضمت لجنة التحكيم المخرج الجزائرى لياس سالم والمخرج العراقى قاسم حول والممثلة المغربية سناء موزيان والمخرجة الفلسطينية مى المصرى والممثلة المصرية غادة عادل ورأس اللجنة الفنان يحى الفخرانى.
بالتأكيد ضمت لجان التحكيم فى المهرجانين شخصيات يحترمها ويقدرها الجميع، ولكن بالتأكيد أيضا النتائج تطرح تساؤلات منطقية، هل يمكن أن تختلف الأذواق بشكل جذرى بهذا الشكل بين سينمائيين معروفين، فهل لا توجد قواعد ومعايير ثابتة للتحكيم فى المهرجانات؟ أم أن الأرض تلعب أحيانا مع أصحابها ليس فى كرة القدم فقط بل فى السينما أيضا.
كاتب صحفى بالأهرام.