المصريون بالرياض يدلون بأصواتهم في جولة الإعادة لانتخابات مجلس النواب 2025    جامعة القاهرة الأهلية تواصل تنفيذ برامجها التدريبية والعملية بمعامل الكيمياء والفيزياء ب"هندسة الشيخ زايد"    مجمع إعلام دمياط يطلق حملة "حمايتهم واجبنا" لتوفير بيئة آمنة للأطفال    اسعار الخضروات اليوم الإثنين 15ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    بدء أعمال تكريك وتعميق مدخل ميناء البرلس البحري والمجرى الملاحي    إنجاز عالمي للموانئ المصرية.. كامل الوزير يتسلم شهادة «جينيس» لميناء السخنة كأعمق حوض ميناء مُنشأ على اليابسة بعمق 19 مترًا    محافظ كفر الشيخ يعلن بدء أعمال تكريك ميناء البرلس    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات محلية وأجنبية    الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 9 جهات تدعم أسطول الظل الروسي    سفارة البحرين بالقاهرة تقيم حفل استقبال بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني    تنظيم داعش يعلن مسئوليته عن هجوم استهدف دورية تابعة لقوات الأمن السورية في إدلب    خبر في الجول - الأهلي يبدأ المفاوضات مع حامد حمدان وبتروجت    على رأسها المغرب.. تعرف على منتخبات المجموعة الأولى بأمم أفريقيا 2025    تطورات أزمة أرض أكتوبر، هل يستقيل مجلس الزمالك؟    إحالة تشكيل عصابي بتهمة استغلال الأطفال في أعمال التسول والنشل بالقاهرة للمحاكمة    الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة    ضبط مزارع يضع كلابا صغيرة فى أجولة ويضربها بعصا ويلقيها بمصرف فى الغربية    رئيس الأوبرا ينعى الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق    رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارات بتعيين وتجديد تعيين 14 رئيسًا لمجالس الأقسام العلمية بطب قصر العيني    وزارة الصحة تعلن الانتهاء من إجراءات تسجيل لقاح الانفلونزا للتصنيع المحلى    فيتش تشيد بجهود الحكومة المصرية في دعم الرعاية الصحية وتعزيز الحماية للفئات الأكثر احتياجًا    بالفيديو.. الأوقاف: كل نشاط للوزارة يهدف إلى مكافحة كل أشكال التطرف    وزير الخارجية: مصر تدعم الدور المضطلع به البرلمان العربى    ضبط سائق نقل اصطدم بسيارة وفر هاربًا    ضبط محطة وقود غير مرخصة داخل مصنع بمدينة السادات    تعليم القليوبية يحسم توزيع رؤساء لجان امتحانات الشهادة الإعدادية والتغطية الصحية    القبض على المتهمين بقتل تاجر ماشية في البحيرة    وزير قطاع الأعمال: التوافق مع آلية حدود الكربون الأوروبية يسهم في تعزيز الصادرات المصرية للأسواق الخارجية    الرقابة المالية تنضم إلى فريق دولي تابع للمنظمة الدولية لمراقبي التأمين    غياب عادل إمام عن حضور جنازة شقيقته بمسجد الشرطة وحضور أحمد السعدنى    وزير الزراعة يسلم جوائز مركز "البحوث الزراعية" الثلاثة للفائزين    "الوزراء" يستعرض تفاصيل الخطة الحكومية لتطوير المنطقة المحيطة بالقلعة وأهم التحديات    المنوفية تنهى استعداداتها لانطلاق جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    تمكين ذوي الهمم يبدأ بالتواصل... تدريب موظفي الحكومة على لغة الإشارة    مخالفة للقانون الدولي الإنساني ..قرار عسكري إسرائيلي بهدم 25 مبنى في مخيم نور شمس شرق طولكرم    دار الكتب والوثائق القومية تنعى وزير الثقافة الأسبق محمد صابر عرب    وزيرة التضامن: إطلاق جائزتي الدكتور أحمد خليفة و"باحث المستقبل" باسم الدكتورة حكمت أبو زيد    "حقوق المرأة في التشريعات المصرية" ندوة توعوية بجامعة بنها    "فورين أفيرز": واشنطن تعيش وهم الطائرات بدون طيار مما يفقدها تفوقها الضئيل على الصين    التحقيقات الأولية . ابن روب وميشيل راينر المشتبه به الرئيسى فى حادث مقتلهما بلوس أنجلوس    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 15-12-2025 في محافظة قنا    غدًا انطلاق اختبارات اختيار كوادر مدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم وتجويده    شيكابالا ينشر فيديو تكريمه من رابطة جماهير الزمالك في قطر    انطلاق اجتماعات الاتحاد الأفريقي لكرة السلة في مصر    استشاري ينصح بتناول الشاي المغلي وليس الكشري أو الفتلة حفاظا على الصحة    الاثنين 15 سبتمبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    كيف أرشد الإسلام لأهمية اختيار الصديق؟.. الأزهر للفتوى يوضح    الأزهر يدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف تجمعًا لأستراليين يهود ويؤكد رفضه الكامل لاستهداف المدنيين    ذكرى رحيل نبيل الحلفاوي.. رحلة فنان مثقف من خشبة المسرح إلى ذاكرة الدراما المصرية    جائزة ساويرس الثقافية تعلن عن القوائم القصيرة لشباب الأدباء وكتاب السيناريو    إصابة نجم ريال مدريد تعكر صفو العودة للانتصارات    فيتامين سي ودعم المناعة.. ما دوره الحقيقي في الوقاية وكيف نحصل على أقصى فائدة منه؟‬    الحماية تسيطر على حريق نشب بعقار في الهرم    حُسن الخاتمة.. مفتش تموين يلقى ربه ساجدًا في صلاة العشاء بالإسماعيلية    وفد من لجنة الصحة بمقاطعة هوبي الصينية في زيارة رسمية لمستشفى القصر العيني    مرشح اليمين المتطرف يفوز بالانتخابات الرئاسية في تشيلي    محمد صلاح يوجه رسالة للمصريين من خلال ابنته "كيان" قبل أمم إفريقيا    كابال ينهي سلسلة 5 تعادلات.. يوفتنوس ينتصر على بولونيا في ريناتو دالارا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهرجانات السينما فى مصر..فعل فاضح فى الطريق العام
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 05 - 2010

حال المهرجانات السينمائية المصرية ليس ببعيد عن حال السينما نفسها فبالأمس ودعنا واحدا من أهم مهرجانات العالم السينمائية، مهرجان كان السينمائى، والحقيقة أن «كان» لم يعد حدثا فنيا فحسب، بل أصبح علامة من علامات الصناعة فى العالم كله وهو شىء يبدو تحقيقه صعب المنال فى مصر .
التى لم تبحث مهرجاناتها حتى عن شرف المحاولة فأصبحت مثل الفعل الفاضح فى الطريق العام أمام الجميع وعلى مرأى ومسمع منهم والغريب أن الفاعل ليس مجهولا وأصابع الاتهام تشير إلى سوء التنظيم والإدارة وأشياء أخرى ولا يتحرك أحد.فى هذه الحلقة من الملف الذى بدأناه قبل أكثر من ستة أسابيع نستطلع هلال المهرجانات المصرية ومشكلاتها وطموحاتها.
شبه مهرجان
الدكتور عزت أبوعوف: رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يقول: عدم وعى المصريين بشكل عام، يؤثر على المهرجان سلبا، فنحن فى بلد مؤمن بأن التمثيل حرام، فكيف نقيم مهرجانا سينمائيا ناجحا فى بلد يفكر بهذا المنطق. ومثلا ونحن نتابع مهرجانا كبيرا مثل مهرجان كان تجد الناس فى هذا البلد الصغير يساهمون ويشاركون فى إنجاح المهرجان لرغبتهم فى ذلك، ورغم أنى أعرف جيدا أنه من الظلم أن يقارن أى مهرجان فى الدنيا بمهرجان «كان»، لأنه وحده فى كفة، وكل المهرجانات الأخرى فى كفة أخرى، وليس القاهرة فقط.
فالمقارنة ظالمه لأن ميزانية مهرجان «كان» 100 ضعف ميزانية مهرجان القاهرة، فليس عادلا المقارنة، ولكن هناك طموح موجود أن نكون مثله بل وأفضل منه. وأضاف أبوعوف: أننا نعانى غياب التنظيم، فى مصر كاملا وليس فقط مهرجان القاهرة، وبطبيعة الحال هذا ينعكس على الفنون والأدب وبالتالى المهرجان.
فنحن نعيش زمن الأشباه فمثلا من يهلل لانتصارات كرة القدم يعرف أننا لا نلعب الكرة وإنما نقدم شيئا شبه كرة القدم ونفس الحال مع مهرجاناتنا السينمائية فنحن نقيم شبه مهرجان.. نحن نفتقد ثقافة النظام، ولا أنكر أن هناك نسبة فى سوء التنظيم من المهرجان ولكنها لا تتخطى 30% أما ال70% الباقية فهى من المتعاملين مع المهرجان.
وعن أهم المشكلات التى تواجه المهرجان أوضح أبوعوف قائلا: الإعلام بشكل عام لا يقف معنا، ويكسر مجاديف القائمين على المهرجان، ويتصيد الأخطاء، وهذا يصيبنا بالإحباط، الذى ينتج عنه تخبط، وأخطاء كثيرة.
والإعلام جزء وليس كل لأن الأزمة الأكبر التى تواجهنا هى ضعف الميزانية، ولا نستطيع أن نطالب الحكومة بدعم المهرجان أكثر من ال6 ملايين جنيه التى تمدنا بها فى كل دورة، والحقيقة نحن فى حاجة إلى ميزانية لا أجرؤ على نطقها، على أقل تقدير 20 مليون جنيه، وفى نفس الوقت اعترف بأنه من غير المعقول أن نحصل على هذا المبلغ وأنا أرى الناس نائمين أمام مجلس الشعب لضعف أجورهم، فمؤكد أن هؤلاء أولى بالدعم من المهرجان.
وأشار أبوعوف أن تردى وضعف الإنتاج المصرى هو عائق أيضا أمام نجاح المهرجان فيقول: هناك أزمة مع المنتجين فهم يخلطون بين الفيلم الجيد والفيلم الذى يصلح للمشاركة فى المهرجان الدولى، فليس معنى عدم مشاركة أى فيلم أنه سيئ، وعلى سبيل المثال فيلم «عمر وسلمى» الذى شاركت أنا به هو فيلم جماهيرى جميل جدا إلا أنه لا يصلح للعرض فى المهرجان.
وعما إذا ما كانت لائحة المهرجان جزءا من مشاكله أكد أبوعوف أنه ليس من اختصاصه التدخل فى هذه المنطقة، لأن المهرجان يسير حسب اللائحة التى وضعتها المنظمة العالمية لاتحاد المنتجين، وكشف أبوعوف عن أنه يسعى لتغيير البند الذى ينص على أن تكون أفلام المسابقة الرسمية فى أول عرض لها وفسر ذلك بقوله: حتى أحل مشكلة المشاركة المصرية التى نواجهها كل عام، لأنهم يخشون من أن يتأثر الفيلم بالعرض فى المهرجان قبل عرضه جماهيريا وهذا حقهم.
وعن سبب تأثر القاهرة السينمائى بالمهرجانات الإقليمية الناشئة مثل «أبوظبى ودبى» حديثا أكد أبوعوف أن الفلوس تصنع كل شىء، فبدونها لن يكون هناك إبهار، ولذلك أصبحت هذه المهرجانات تجذب السينمائيين أكثر من مهرجاناتنا. وأنهى أبوعوف حديثة بأنه لن تتقدم المهرجانات المصرية إلا إذا تغيرت ثقافة البلد تجاه السينما أولا، وليس أمامنا حل إلا أن نكمل طريقنا.
بروباجندا
الناقد على أبوشادى: رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية، والمهرجان القومى للسينما.. يقول:
تجربة مهرجان الإسماعيلية لاقت احتراما ونجاحا كبيرا من دول العالم المختلفة، حيث استطعنا من خلال مجهود بسيط خلق مهرجان خاص ومتميز ومختلف، يحترم جمهوره من خلال تقديم مادة جيدة يشاهدونها، فى الأوقات المحددة لها بدون تأجيل أو إلغاء، كما يتمتع بنزاهة فى لجان تحكيمه.
تفرد «الإسماعيلية» كما يقول أبوشادى لأنه عرف أن المهرجان لا يقف على حضور نجوم الممثلين، وأيقن أن نجومه الحقيقيين هم المخرجون وكتاب السيناريو، لذلك أدعى أن هذا المهرجان لا يوجد مثله فى الشرق الأوسط، ولا ينافسه إلا «الجزيرة» وهو المهرجان الذى يتم دعمه بمبالغ ضخمة.
وأضاف أبوشادى أنه يتمنى تخصيص إمكانات أكبر لمهرجان «الإسماعيلية» حتى يتوسع ويحقق نجاحات أكبر، وقال: «القروش الضئيلة التى ندعم بها تصنع مهرجانا كبيرا»، ينافس مهرجانات عالمية بالمجهود والعمل وليس ب«البروباجندا» كباقى المهرجانات المصرية التى عادة ما تكون دعايتها أكبر من طاقتها.
«تجربه محليه ولها ظروفها الخاصة» هكذا يرى أبوشادى المهرجان القومى للسينما، ويضيف: هذه التجربة تختلف شكلا ومضمونا عن «الإسماعيلية» لأن «القومى» يعتمد على مسابقة يتقدم لها البعض فيما يرفض الآخرون المشاركة فيها، ورغم ذلك ليس لى أى سلطة على ضم الأفلام رغم أنها عرضت جماهيريا بدون علم منتجيها، لأن هذه لوائح وقوانين ولا نستطيع كسرها.
وتابع: رغم أن المهرجان القومى ليس فيه فرصه اختيار أفلام مثل «الإسماعيلية» فإنه لم يظهر فيه مشكله واضحة حتى الآن، وإن اتهمه البعض بأنه فقد بريقه.ولكن الأزمة الحقيقية تكمن فى أن المنتجين والممثلين أنفسهم لا يحترمون عملهم، ولا يحرصون أن تصل للجمهور.
ويرى أبوشادى الحل فى أن يصل إلى مسامع النجوم أن المهرجانات لا تصنع من أجلهم، بدليل أن نصيبهم من الجوائز 4 فقط، والباقى يتم توزيعه على مختلف عناصر العملية السينمائية. وتابع: أعتقد أن النجوم لا يحضرون الندوات لأنهم يخجلون من مواجهه الجمهور بما يقدمون فى الأفلام.
وفيما يخص عزوفهم عن حفلى الافتتاح والختام قال: أتعجب من أنهم لا يشعرون بالمسئولية تجاه المهرجانات المصرية بما فيها «القاهرة» نفسه، وأدعى أنه لولا أن رئيسه عزت أبوعوف، وله مجموعة أصدقاء يأتون مجاملة له، لما حضره أحد، وأتعجب أكثر عندما أجد جميع الممثلين يسعون لحضور مهرجانات العالم، فهل نقيم لهم المهرجانات المصرية فى «كان» ليحضروها.
وعن رأيه فى المهرجانات المصرية بشكل عام أكد أبوشادى: أن هناك قواعد يجب تطبيقها فى كل العالم وليس فى مصر فقط، وهى بسيطة جدا تختصر فى كلمة واحده «الاحترام».. سواء فى مواعيد العرض، والمادة المقدمة، ونزاهة لجنة التحكيم، أعتقد أن مهرجاناتنا إذا استطاعت تطبيق هذه القواعد البسيطه وغير المكلفة ستحقق النجاح المرجو.
وأنهى أبوشادى حديثة قائلا: صناعة المهرجان ليست «لوغاريتم». ونجاح مهرجان مثل «كان، وفينسيا، وبرلين» يأتى لأنها استطاعت تحقيق الاحترام والثقة المتبادلة بينها وبين الجمهور وصناع السينما.
عدم وعى
النجم والمنتج محمود حميدة: أيضا له وجهة نظر فى المهرجانات المصرية والعربية أيضا، فيقول: نحن كعرب نتعامل مع المهرجانات وكأنها أفراح! بما فى ذلك المهرجانات باهظة التكلفة مثل «أبو ظبى، ودبى».
فنظرتنا للمهرجان لا تختلف أبدا عن نظرتنا للفرح، والدليل أنه إذا مات عزيز لدينا ألغينا المهرجان وكأنه ليس عمل وصناعة مستقلة بذاتها، ولا أقصد المهرجانات السينمائية فقط لأن كلمة مهرجان يندرج تحتها أى منتج سواء سينما أو موسيقى أو حتى سباق جمال.
فما يحدث نتيجة إلى غياب الوعى العام وعدم معرفة معنى كلمة مهرجان أصلا، ولا الهدف منه، فنحن جاهلون بثقافة المهرجانات تماما، لذلك فنحن نحتاج إلى من يضع أقدامنا على أول الطريق، وأدعى أننا سنكون من أنجح المهرجانات فى العالم، لأننا أفضل عمال فى العالم، وخير أجناد الأرض، وهذا ليس كلام تسويق، فهذه طبيعتنا البشرية كمصريين، ولكن طالما يسيطر علينا الجهل والمرض والفقر سنظل عاطلين، وهذا ليس بأيدينا.
فالأزمة أكبر من عدم نجاح مهرجان، لأنه كيف لإنسان لا يأكل جيدا أن يعمل وينتج شيئا.
ويرى الفنان الكبير أن معظم المهرجانات الموجودة هى مجرد هيئات تسعى لتكريم نجوم الفن لتحقق شهره ومكانة لنفسها وليس لأنها حقيقية، وأكد أنه يعف بنفسه عن حضور أى من هذه المهرجانات.
خدمة الضيف
أكد السيناريست ممدوح الليثى :رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى أن نجاح أى مهرجان يتوقف على جودة الأفلام المشاركة فى المسابقات المختلفة، وأن توجه الدعوة إلى ضيوف مختارين وليس بطريق الوساطة.
وأضاف: نحن نحرص دائما على دعوة الأسماء التى تليق بحجم المهرجان، والأهم من دعوتهم توفير أشخاص وظيفتهم العمل على راحة هذه الضيوف وخدمتهم بداية من لحظة وصولهم المطار وحتى مغادرتهم بما فى ذلك تنقلاتهم طوال فترة المهرجان. من أهم العناصر نزاهة التحكيم لأنه إذا فقد عدالته يفقد المهرجان سمعته، فلا يجب أن يكون هناك مجاملة ولا تعصب لبلدك، وتكون النتيجة سرية لا تتسرب إلا لحظة إعلانها، بذلك يضمن المهرجان احترام الجميع. ومهم جدا أن يتوفر عنصر الإبهار على الأقل فى حفلى الافتتاح والختام، وتركيز الأضواء عليهما.
واعتبر الليثى أن مهرجان الإسكندرية السينمائى محظوظ بمكانه الساحر، والذى أكد أنه أفضل وأجمل من موقع مهرجان «كان»، لأن شواطئ الإسكندرية بداية من المعمورة وحتى الساحل الشمالى أفضل من الريفيرا، ونيس، ومونت كارلوالتى يرى أنه عند تقيمهم ستجدها «بلاجات» عادية مقارنة بالإسكندرية. ويقول: الفرق بين المهرجانين ينحصر فى عملية الإبهار التى يجيدونها، والفرق شاسع فى الإمكانات فهم يلعبون بميزانية تتخطى 30 مليون يورو ومثلهم مهرجانات دبى وأبوظبى، أما نحن فنعمل بمليون وأربعمائة ألف جنيه.
ونحاول عمل المستحيل بهذه الإمكانات المحدودة. ولكن فى النهاية هذه هى ظروف البلد الاقتصادية، وليس طبيعى أن نطلب زيادة من الحكومة.ونحن نتنازل عن أمور كثيرة ترشيدا للنفقات، فمثلا نستغنى عن السجادة الحمراء لأنها مكلفة جدا، وأنا يشغلنى فى النهاية الجوهر وليس المظهر.
وأشار الليثى إلى أن تخصيص المشاركة فى المهرجان لدول حوض البحر المتوسط تحرمه من أفلام متميزة من دول أخرى، وليست هذه الأزمة لأن المشكلة تكمن فى خوف المنتجين من المشاركة بأفلام، كما أنهم يطلبون مبالغ مادية كبيرة مقابل حق عرض الأفلام المهرجان وهذه العملية تكلفنا 100 ألف جنيه تقريبا.
ونفى الليثى أن تكون المهرجانات الإقليمية ك«أبوظبى ودبى» أثرت على مهرجاناتنا، واعتبرها بكل ما فيها من عمليات إبهار «فقط منافسة»، ورفض ما يشاع بأن منتجينا يفضلونها على مهرجاناتنا قائلا: الحكاية كلها تختصر فى أنهم يقدمون جوائز للفيلم الفائز تقترب من مليون جنيه، أما نحن فنمنح الفائز شهادة تقدير.
بدون تنسيق
الأب بطرس دانيال نائب رئيس المهرجان الكاثوليكى يقول: على الرغم من طبيعة مهرجاننا الخاصة لاعتماده على معايير أخلاقية، فإنه مثل مختلف المهرجانات المصرية يعانى من مجموعة من المعوقات إذا تلاشت ستضيف له الكثير، أهمها عدم وجود تمويل للإنفاق على المهرجان، وهذا لأن رجال الأعمال المصريين لا يساندون ولا يشجعون مهرجاناتنا، الأمر الثانى هو عدم اهتمام الإعلام بتسليط الأضواء على المهرجان، الأمر الثالث والمخجل أن الفنانين أنفسهم لا يلتزمون ولا يهتمون بالمهرجانات إلا إذا تم تكريمهم، وفى الدورة الأخيرة زادت المسألة ووصلت إلى أنهم لا يحضرون الندوات المخصصة لأفلامهم.
ونحنى نحزن لأن الفنانين المصريين يذهبون إلى المهرجانات العربية التى يسافرون إليها، ولا يحضرون المهرجانات المصرية التى لا تبعد عنهم الكثير.وأكد بطرس أن ضعف مشاركة الأفلام المصرية فى مهرجاناتنا بشكل عام ليس لها أى علاقة بضعف الإنتاج، وإنما لبخل المنتجين أنفسهم ولعدم شعورهم بالمسئولية تجاه بلدهم.
وأرجع بطرس مشكلات المهرجانات المصرية إلى عدم التنسيق بينها، واقترح أن يجتمع رؤساء المهرجانات جميعهم ليتم التنسيق فيما بينهم فى مواعيد المهرجانات. وكشف بطرس دانيال أنه سيحرص أن يوجه دعوة لكل فنانين مصر قبل الدورة الجديدة بشهرين على الأقل، حتى يضع كل فنان فى أجندته أن هناك مهرجان فى هذا التاريخ ويحرص على الحضور.
سوء سمعة
المنتج والموزع هشام عبدالخالق: له رأى فى المهرجانات المصرية.. فيقول: منذ شهرين تقريبا حصلت على جائزة الأوسكار المصرية، ورغم أننى المفروض أن أفرح فإننى حزنت جدا لما وصلنا إليه من غياب كل شىء.وتابع: لدرجة أننى تعاملت مع هذا التكريم أفضل إنتاج على أنه جاء من مجموعة ناس طيبين، ولم أرفضه حتى لا أكسر بخاطرهم، أو يغضبوا منى.
وقال مستنكرا، هل هناك مهرجان فى الدنيا يمنح جائزة أحسن إنتاج إلى 6 جهات، وأحسن تمثيل إلى 6 أشخاص، إلى آخر عناصر العملية الفنية.. أدعى أنهم لا يعرفون معنى كلمة أوسكار أصلا؟
كما أن جوائز هذا المهرجان غير منطقية بالمرة، العجيب أنهم يقولون إن مجموعة من الخبراء هم من يختارون المكرمين..
فمن هم هؤلاء الخبراء؟ يجب أن نقضى على هذه الكلمة؟ لأنها خاصة بالعمل الحكومى.. ويجب أن تكون النتائج محترمة وعلى درجة كبيرة من الشفافية حتى يحترم النجوم هذه الجائزة، وهذا ليس حال هذا المهرجان فقط ولكنه حال كل المهرجانات المصرية، ولكنه مثال مصغر للكل.
وأعتقد أن سبب انهيار سمعة جوائز المهرجانات المصرية، أنها تمنح لمن يحضر وليس لمن يستحق، ولا أنكر أن النجوم المصريين لهم دور فيما يحدث، لأنهم بالفعل لا يذهبون إلى المهرجانات إلا إذا كان لهم نصيب من التكريمات التى يتم توزيعها حسب هوى الخبراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.