«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهرجانات السينما فى مصر..فعل فاضح فى الطريق العام
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 05 - 2010

حال المهرجانات السينمائية المصرية ليس ببعيد عن حال السينما نفسها فبالأمس ودعنا واحدا من أهم مهرجانات العالم السينمائية، مهرجان كان السينمائى، والحقيقة أن «كان» لم يعد حدثا فنيا فحسب، بل أصبح علامة من علامات الصناعة فى العالم كله وهو شىء يبدو تحقيقه صعب المنال فى مصر .
التى لم تبحث مهرجاناتها حتى عن شرف المحاولة فأصبحت مثل الفعل الفاضح فى الطريق العام أمام الجميع وعلى مرأى ومسمع منهم والغريب أن الفاعل ليس مجهولا وأصابع الاتهام تشير إلى سوء التنظيم والإدارة وأشياء أخرى ولا يتحرك أحد.فى هذه الحلقة من الملف الذى بدأناه قبل أكثر من ستة أسابيع نستطلع هلال المهرجانات المصرية ومشكلاتها وطموحاتها.
شبه مهرجان
الدكتور عزت أبوعوف: رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يقول: عدم وعى المصريين بشكل عام، يؤثر على المهرجان سلبا، فنحن فى بلد مؤمن بأن التمثيل حرام، فكيف نقيم مهرجانا سينمائيا ناجحا فى بلد يفكر بهذا المنطق. ومثلا ونحن نتابع مهرجانا كبيرا مثل مهرجان كان تجد الناس فى هذا البلد الصغير يساهمون ويشاركون فى إنجاح المهرجان لرغبتهم فى ذلك، ورغم أنى أعرف جيدا أنه من الظلم أن يقارن أى مهرجان فى الدنيا بمهرجان «كان»، لأنه وحده فى كفة، وكل المهرجانات الأخرى فى كفة أخرى، وليس القاهرة فقط.
فالمقارنة ظالمه لأن ميزانية مهرجان «كان» 100 ضعف ميزانية مهرجان القاهرة، فليس عادلا المقارنة، ولكن هناك طموح موجود أن نكون مثله بل وأفضل منه. وأضاف أبوعوف: أننا نعانى غياب التنظيم، فى مصر كاملا وليس فقط مهرجان القاهرة، وبطبيعة الحال هذا ينعكس على الفنون والأدب وبالتالى المهرجان.
فنحن نعيش زمن الأشباه فمثلا من يهلل لانتصارات كرة القدم يعرف أننا لا نلعب الكرة وإنما نقدم شيئا شبه كرة القدم ونفس الحال مع مهرجاناتنا السينمائية فنحن نقيم شبه مهرجان.. نحن نفتقد ثقافة النظام، ولا أنكر أن هناك نسبة فى سوء التنظيم من المهرجان ولكنها لا تتخطى 30% أما ال70% الباقية فهى من المتعاملين مع المهرجان.
وعن أهم المشكلات التى تواجه المهرجان أوضح أبوعوف قائلا: الإعلام بشكل عام لا يقف معنا، ويكسر مجاديف القائمين على المهرجان، ويتصيد الأخطاء، وهذا يصيبنا بالإحباط، الذى ينتج عنه تخبط، وأخطاء كثيرة.
والإعلام جزء وليس كل لأن الأزمة الأكبر التى تواجهنا هى ضعف الميزانية، ولا نستطيع أن نطالب الحكومة بدعم المهرجان أكثر من ال6 ملايين جنيه التى تمدنا بها فى كل دورة، والحقيقة نحن فى حاجة إلى ميزانية لا أجرؤ على نطقها، على أقل تقدير 20 مليون جنيه، وفى نفس الوقت اعترف بأنه من غير المعقول أن نحصل على هذا المبلغ وأنا أرى الناس نائمين أمام مجلس الشعب لضعف أجورهم، فمؤكد أن هؤلاء أولى بالدعم من المهرجان.
وأشار أبوعوف أن تردى وضعف الإنتاج المصرى هو عائق أيضا أمام نجاح المهرجان فيقول: هناك أزمة مع المنتجين فهم يخلطون بين الفيلم الجيد والفيلم الذى يصلح للمشاركة فى المهرجان الدولى، فليس معنى عدم مشاركة أى فيلم أنه سيئ، وعلى سبيل المثال فيلم «عمر وسلمى» الذى شاركت أنا به هو فيلم جماهيرى جميل جدا إلا أنه لا يصلح للعرض فى المهرجان.
وعما إذا ما كانت لائحة المهرجان جزءا من مشاكله أكد أبوعوف أنه ليس من اختصاصه التدخل فى هذه المنطقة، لأن المهرجان يسير حسب اللائحة التى وضعتها المنظمة العالمية لاتحاد المنتجين، وكشف أبوعوف عن أنه يسعى لتغيير البند الذى ينص على أن تكون أفلام المسابقة الرسمية فى أول عرض لها وفسر ذلك بقوله: حتى أحل مشكلة المشاركة المصرية التى نواجهها كل عام، لأنهم يخشون من أن يتأثر الفيلم بالعرض فى المهرجان قبل عرضه جماهيريا وهذا حقهم.
وعن سبب تأثر القاهرة السينمائى بالمهرجانات الإقليمية الناشئة مثل «أبوظبى ودبى» حديثا أكد أبوعوف أن الفلوس تصنع كل شىء، فبدونها لن يكون هناك إبهار، ولذلك أصبحت هذه المهرجانات تجذب السينمائيين أكثر من مهرجاناتنا. وأنهى أبوعوف حديثة بأنه لن تتقدم المهرجانات المصرية إلا إذا تغيرت ثقافة البلد تجاه السينما أولا، وليس أمامنا حل إلا أن نكمل طريقنا.
بروباجندا
الناقد على أبوشادى: رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية، والمهرجان القومى للسينما.. يقول:
تجربة مهرجان الإسماعيلية لاقت احتراما ونجاحا كبيرا من دول العالم المختلفة، حيث استطعنا من خلال مجهود بسيط خلق مهرجان خاص ومتميز ومختلف، يحترم جمهوره من خلال تقديم مادة جيدة يشاهدونها، فى الأوقات المحددة لها بدون تأجيل أو إلغاء، كما يتمتع بنزاهة فى لجان تحكيمه.
تفرد «الإسماعيلية» كما يقول أبوشادى لأنه عرف أن المهرجان لا يقف على حضور نجوم الممثلين، وأيقن أن نجومه الحقيقيين هم المخرجون وكتاب السيناريو، لذلك أدعى أن هذا المهرجان لا يوجد مثله فى الشرق الأوسط، ولا ينافسه إلا «الجزيرة» وهو المهرجان الذى يتم دعمه بمبالغ ضخمة.
وأضاف أبوشادى أنه يتمنى تخصيص إمكانات أكبر لمهرجان «الإسماعيلية» حتى يتوسع ويحقق نجاحات أكبر، وقال: «القروش الضئيلة التى ندعم بها تصنع مهرجانا كبيرا»، ينافس مهرجانات عالمية بالمجهود والعمل وليس ب«البروباجندا» كباقى المهرجانات المصرية التى عادة ما تكون دعايتها أكبر من طاقتها.
«تجربه محليه ولها ظروفها الخاصة» هكذا يرى أبوشادى المهرجان القومى للسينما، ويضيف: هذه التجربة تختلف شكلا ومضمونا عن «الإسماعيلية» لأن «القومى» يعتمد على مسابقة يتقدم لها البعض فيما يرفض الآخرون المشاركة فيها، ورغم ذلك ليس لى أى سلطة على ضم الأفلام رغم أنها عرضت جماهيريا بدون علم منتجيها، لأن هذه لوائح وقوانين ولا نستطيع كسرها.
وتابع: رغم أن المهرجان القومى ليس فيه فرصه اختيار أفلام مثل «الإسماعيلية» فإنه لم يظهر فيه مشكله واضحة حتى الآن، وإن اتهمه البعض بأنه فقد بريقه.ولكن الأزمة الحقيقية تكمن فى أن المنتجين والممثلين أنفسهم لا يحترمون عملهم، ولا يحرصون أن تصل للجمهور.
ويرى أبوشادى الحل فى أن يصل إلى مسامع النجوم أن المهرجانات لا تصنع من أجلهم، بدليل أن نصيبهم من الجوائز 4 فقط، والباقى يتم توزيعه على مختلف عناصر العملية السينمائية. وتابع: أعتقد أن النجوم لا يحضرون الندوات لأنهم يخجلون من مواجهه الجمهور بما يقدمون فى الأفلام.
وفيما يخص عزوفهم عن حفلى الافتتاح والختام قال: أتعجب من أنهم لا يشعرون بالمسئولية تجاه المهرجانات المصرية بما فيها «القاهرة» نفسه، وأدعى أنه لولا أن رئيسه عزت أبوعوف، وله مجموعة أصدقاء يأتون مجاملة له، لما حضره أحد، وأتعجب أكثر عندما أجد جميع الممثلين يسعون لحضور مهرجانات العالم، فهل نقيم لهم المهرجانات المصرية فى «كان» ليحضروها.
وعن رأيه فى المهرجانات المصرية بشكل عام أكد أبوشادى: أن هناك قواعد يجب تطبيقها فى كل العالم وليس فى مصر فقط، وهى بسيطة جدا تختصر فى كلمة واحده «الاحترام».. سواء فى مواعيد العرض، والمادة المقدمة، ونزاهة لجنة التحكيم، أعتقد أن مهرجاناتنا إذا استطاعت تطبيق هذه القواعد البسيطه وغير المكلفة ستحقق النجاح المرجو.
وأنهى أبوشادى حديثة قائلا: صناعة المهرجان ليست «لوغاريتم». ونجاح مهرجان مثل «كان، وفينسيا، وبرلين» يأتى لأنها استطاعت تحقيق الاحترام والثقة المتبادلة بينها وبين الجمهور وصناع السينما.
عدم وعى
النجم والمنتج محمود حميدة: أيضا له وجهة نظر فى المهرجانات المصرية والعربية أيضا، فيقول: نحن كعرب نتعامل مع المهرجانات وكأنها أفراح! بما فى ذلك المهرجانات باهظة التكلفة مثل «أبو ظبى، ودبى».
فنظرتنا للمهرجان لا تختلف أبدا عن نظرتنا للفرح، والدليل أنه إذا مات عزيز لدينا ألغينا المهرجان وكأنه ليس عمل وصناعة مستقلة بذاتها، ولا أقصد المهرجانات السينمائية فقط لأن كلمة مهرجان يندرج تحتها أى منتج سواء سينما أو موسيقى أو حتى سباق جمال.
فما يحدث نتيجة إلى غياب الوعى العام وعدم معرفة معنى كلمة مهرجان أصلا، ولا الهدف منه، فنحن جاهلون بثقافة المهرجانات تماما، لذلك فنحن نحتاج إلى من يضع أقدامنا على أول الطريق، وأدعى أننا سنكون من أنجح المهرجانات فى العالم، لأننا أفضل عمال فى العالم، وخير أجناد الأرض، وهذا ليس كلام تسويق، فهذه طبيعتنا البشرية كمصريين، ولكن طالما يسيطر علينا الجهل والمرض والفقر سنظل عاطلين، وهذا ليس بأيدينا.
فالأزمة أكبر من عدم نجاح مهرجان، لأنه كيف لإنسان لا يأكل جيدا أن يعمل وينتج شيئا.
ويرى الفنان الكبير أن معظم المهرجانات الموجودة هى مجرد هيئات تسعى لتكريم نجوم الفن لتحقق شهره ومكانة لنفسها وليس لأنها حقيقية، وأكد أنه يعف بنفسه عن حضور أى من هذه المهرجانات.
خدمة الضيف
أكد السيناريست ممدوح الليثى :رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى أن نجاح أى مهرجان يتوقف على جودة الأفلام المشاركة فى المسابقات المختلفة، وأن توجه الدعوة إلى ضيوف مختارين وليس بطريق الوساطة.
وأضاف: نحن نحرص دائما على دعوة الأسماء التى تليق بحجم المهرجان، والأهم من دعوتهم توفير أشخاص وظيفتهم العمل على راحة هذه الضيوف وخدمتهم بداية من لحظة وصولهم المطار وحتى مغادرتهم بما فى ذلك تنقلاتهم طوال فترة المهرجان. من أهم العناصر نزاهة التحكيم لأنه إذا فقد عدالته يفقد المهرجان سمعته، فلا يجب أن يكون هناك مجاملة ولا تعصب لبلدك، وتكون النتيجة سرية لا تتسرب إلا لحظة إعلانها، بذلك يضمن المهرجان احترام الجميع. ومهم جدا أن يتوفر عنصر الإبهار على الأقل فى حفلى الافتتاح والختام، وتركيز الأضواء عليهما.
واعتبر الليثى أن مهرجان الإسكندرية السينمائى محظوظ بمكانه الساحر، والذى أكد أنه أفضل وأجمل من موقع مهرجان «كان»، لأن شواطئ الإسكندرية بداية من المعمورة وحتى الساحل الشمالى أفضل من الريفيرا، ونيس، ومونت كارلوالتى يرى أنه عند تقيمهم ستجدها «بلاجات» عادية مقارنة بالإسكندرية. ويقول: الفرق بين المهرجانين ينحصر فى عملية الإبهار التى يجيدونها، والفرق شاسع فى الإمكانات فهم يلعبون بميزانية تتخطى 30 مليون يورو ومثلهم مهرجانات دبى وأبوظبى، أما نحن فنعمل بمليون وأربعمائة ألف جنيه.
ونحاول عمل المستحيل بهذه الإمكانات المحدودة. ولكن فى النهاية هذه هى ظروف البلد الاقتصادية، وليس طبيعى أن نطلب زيادة من الحكومة.ونحن نتنازل عن أمور كثيرة ترشيدا للنفقات، فمثلا نستغنى عن السجادة الحمراء لأنها مكلفة جدا، وأنا يشغلنى فى النهاية الجوهر وليس المظهر.
وأشار الليثى إلى أن تخصيص المشاركة فى المهرجان لدول حوض البحر المتوسط تحرمه من أفلام متميزة من دول أخرى، وليست هذه الأزمة لأن المشكلة تكمن فى خوف المنتجين من المشاركة بأفلام، كما أنهم يطلبون مبالغ مادية كبيرة مقابل حق عرض الأفلام المهرجان وهذه العملية تكلفنا 100 ألف جنيه تقريبا.
ونفى الليثى أن تكون المهرجانات الإقليمية ك«أبوظبى ودبى» أثرت على مهرجاناتنا، واعتبرها بكل ما فيها من عمليات إبهار «فقط منافسة»، ورفض ما يشاع بأن منتجينا يفضلونها على مهرجاناتنا قائلا: الحكاية كلها تختصر فى أنهم يقدمون جوائز للفيلم الفائز تقترب من مليون جنيه، أما نحن فنمنح الفائز شهادة تقدير.
بدون تنسيق
الأب بطرس دانيال نائب رئيس المهرجان الكاثوليكى يقول: على الرغم من طبيعة مهرجاننا الخاصة لاعتماده على معايير أخلاقية، فإنه مثل مختلف المهرجانات المصرية يعانى من مجموعة من المعوقات إذا تلاشت ستضيف له الكثير، أهمها عدم وجود تمويل للإنفاق على المهرجان، وهذا لأن رجال الأعمال المصريين لا يساندون ولا يشجعون مهرجاناتنا، الأمر الثانى هو عدم اهتمام الإعلام بتسليط الأضواء على المهرجان، الأمر الثالث والمخجل أن الفنانين أنفسهم لا يلتزمون ولا يهتمون بالمهرجانات إلا إذا تم تكريمهم، وفى الدورة الأخيرة زادت المسألة ووصلت إلى أنهم لا يحضرون الندوات المخصصة لأفلامهم.
ونحنى نحزن لأن الفنانين المصريين يذهبون إلى المهرجانات العربية التى يسافرون إليها، ولا يحضرون المهرجانات المصرية التى لا تبعد عنهم الكثير.وأكد بطرس أن ضعف مشاركة الأفلام المصرية فى مهرجاناتنا بشكل عام ليس لها أى علاقة بضعف الإنتاج، وإنما لبخل المنتجين أنفسهم ولعدم شعورهم بالمسئولية تجاه بلدهم.
وأرجع بطرس مشكلات المهرجانات المصرية إلى عدم التنسيق بينها، واقترح أن يجتمع رؤساء المهرجانات جميعهم ليتم التنسيق فيما بينهم فى مواعيد المهرجانات. وكشف بطرس دانيال أنه سيحرص أن يوجه دعوة لكل فنانين مصر قبل الدورة الجديدة بشهرين على الأقل، حتى يضع كل فنان فى أجندته أن هناك مهرجان فى هذا التاريخ ويحرص على الحضور.
سوء سمعة
المنتج والموزع هشام عبدالخالق: له رأى فى المهرجانات المصرية.. فيقول: منذ شهرين تقريبا حصلت على جائزة الأوسكار المصرية، ورغم أننى المفروض أن أفرح فإننى حزنت جدا لما وصلنا إليه من غياب كل شىء.وتابع: لدرجة أننى تعاملت مع هذا التكريم أفضل إنتاج على أنه جاء من مجموعة ناس طيبين، ولم أرفضه حتى لا أكسر بخاطرهم، أو يغضبوا منى.
وقال مستنكرا، هل هناك مهرجان فى الدنيا يمنح جائزة أحسن إنتاج إلى 6 جهات، وأحسن تمثيل إلى 6 أشخاص، إلى آخر عناصر العملية الفنية.. أدعى أنهم لا يعرفون معنى كلمة أوسكار أصلا؟
كما أن جوائز هذا المهرجان غير منطقية بالمرة، العجيب أنهم يقولون إن مجموعة من الخبراء هم من يختارون المكرمين..
فمن هم هؤلاء الخبراء؟ يجب أن نقضى على هذه الكلمة؟ لأنها خاصة بالعمل الحكومى.. ويجب أن تكون النتائج محترمة وعلى درجة كبيرة من الشفافية حتى يحترم النجوم هذه الجائزة، وهذا ليس حال هذا المهرجان فقط ولكنه حال كل المهرجانات المصرية، ولكنه مثال مصغر للكل.
وأعتقد أن سبب انهيار سمعة جوائز المهرجانات المصرية، أنها تمنح لمن يحضر وليس لمن يستحق، ولا أنكر أن النجوم المصريين لهم دور فيما يحدث، لأنهم بالفعل لا يذهبون إلى المهرجانات إلا إذا كان لهم نصيب من التكريمات التى يتم توزيعها حسب هوى الخبراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.