حول عنوان «التعليم والهوية» فى القاعة الرئيسية أمس تحدث الدكتور محمد السكران عن موقع مصر والبيئة والمناخ والكثير من خصائص الوطن التى تصب فى إناء الوطن فضلا على الخصائص الثقافية المرتبطة بالمقومات المادية الوسطية، وهى الهوية قبل أن يحدث لها انتكاسة! ذكر خصائص للمقومات الثقافية أولها الدين، وقال: لو لم يكن لمصر دين لاصطنعت لنفسها دينا فهى بالإضافة إلى أنها وادى النيل فهى أيضا وادى الدين ومصر متدينة قبل أن تظهر فيها الأديان، ومصر أضفت على الإسلام خصوصية فأصبح ما يعرف بالإسلام المصرى. واعتبر السكران أن مصر عربية بالفعل، فرعونية بالاسم، عربية بالحاضر والمستقبل فرعونية بالماضى وهى محور كل المناورات، التى ترغب فى العروبة. وأضاف إن مصر تزخر بعشرات المقومات الثقافية، ومنها التدين والتسامح والاعتدال، ويبقى السؤال ماذا حدث لكل هذه المقومات بخصائصها؟ واستطرد: عن هذا حدث ولا حرج فالموقع تفسخ والزراعة تم تجريفها والوسطية أصبحت مجرد وقوف على الحياد دون قرار. والإسلام دين العقل والعلم أصبح مسرحا للخزعبلات والخرافات، وتم استغلاله استغلالا سيئا، وتمزقت العروبة وحلت الإقليمية والارتباط بالقوى الأخرى، بينما وامتلكت أمريكا 99% من اللعبة. وأضاف السكران إن الهوية تعرضت لانتكاسة، فمصر مسلمة دون أن تكون فى حاجة للأممية الإسلامية ولاداعى أن نخلع مصر من عروبتها وإسلاميتها. وفيما يتعلق بالتعليم، فالتربية بمفهومها الشامل كان لها دورها الخطير فى وضع هذه الهوية فى أزمات فرأينا المدارس والجامعات الخاصة التى تؤثر على الهوية، بينما التعليم والعلم والثقافة ثلاثية التقدم. وأشار إلى منظومات كارثية لحقت بالتعليم فى الأونة الأخيرة وعليه أن يهتم، ويتناول المقومات المادية للشخصية المصرية موقعا وزراعة وسكنا وسكانا والجوانب الثقافية الدين والعروبة والإسلام، وهى بحاجة إلى إعادة تنظيم ووضع استراتيحيات لا تتعلق بوزير معين، نريد تعليما للمستقبل من أجل بناء مصر المستقبل، ونثق فى ذلك لأنها مصر التاريخ والحضارة والاستنارة. وقارن الدكتور مصطفى رجب إلى التعليم والهوية من خلال نصين من النصوص المقررة فى حقبتين تاريخيتين توضح كيف يعبث نظام التعليم بالهوية كنا فيقول: كنا ندرس قصيدة عمرو بن كلثوم وهى من المعلقات السبع وبعد ثلاثين أو أربعين سنة من هذه النصوص التى كانت تشعرنا بالعزة والمقاومة وفى نفس كتاب النصوص قصيدة لا تخافى لا تخافى نحن أبطال المطافى وكل هذا لأن مؤلف النشيد هو الموجه الذى ألف الكتاب.. وكأن الإحساس بالقوة والعزة ضاع فضلا عن تدهور مستوى التعبير. ولم يتفق الدكتور كمال مغيث مع مفهوم السكران لثوابت الهوية ورأى أنها مزيج مركب ومعقد وثرى، وقال: على هذا الأساس لست من الذين يرون أن الدين مكون أساسى من مكونات الهوية كما ادعى السلفيون فى كتابة الدستور. فهذا الكلام ينطبق على سوريا والسودان والمغرب، ولا يمكن أن نعتبر الأمريكان ودول أوروبا شعبا واحدا لأنهم يتكلمون الإنجليزية ويدينون بالمسيحية. وقال: أظن أن الهوية ليست من السهل اختزالها، وتحدث وجمال حمدان تحث عن أشياء كثيرة، وهناك محاولات صعبة فى البحث عن الهوية كما فى كتابات كتاب طه حسين ولويس عوض. فالأعراق وأنماط السكان والدين واللغة هى عناصر من الهوية ولا يمكن التسليم بأن الدين هو المكون الرئيس فقد كانت لمصر فى الماضى عقائد فرعونية وتغيرت فى مع الرومان ومع المسيحية والإسلام. وهنا نتحدث عن خمسة أنواع من الهوية المصرية وما يُقال عن الدين يقال عن اللغة ويجب البحث عن سمات فى الشخصية المصرية مثل الإيمان بالعدل والمساواة، وأحاول الرجوع للأصل المكون الرئيسى الإيمان بالعدل والمساواة. وقال مغيث إن تعليمنا يخاصم روح التسامح، ونحن نتحدث عن الإجادة ولا يشجع على قبول الآخر، والمؤلفون يحتاجون العرض على أطباء نفسيين ويلتقط الدكتور مصطفى رجب الخيط: التعليم لا يعكس الهوية المصرية على الإطلاق، وحين أقرأ كتاب القراءة المقرر سنة 20، وأقارنه بين كتاب اليوم أجد أن كل درس مختار بعناية ودقة لبناء إنسان منتمٍ ووطنى وحقيقى.