قال الدكتور محمد السكران إن موقع مصر من حيث البيئة والمناخ والكثير من خصائص الوطن يصب في صالحها. وتحدث «السكران»، في ندوة بعنوان «التعليم والهوية» في القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عن خصائص المقومات الثقافية لمصر، لافتًا إلى أنه «لو لم يكن لمصر دين لاصطنعت لنفسها دينًا فهي بالإضافة إلى أنها وادي النيل فهي أيضا وادي الدين، ومصر متدينة قبل أن تظهر فيها الأديان، ومصر أضفت على الاسلام خصوصية فأصبح ما يعرف بالإسلام المصري». في السياق نفسه، قارن الدكتور مصطفى رجب بين التعليم والهوية في مصر من خلال نصين من النصوص المقررة في حقبتين تاريخيتين توضحان كيف يعبث نظام التعليم بالهوية. وقال «رجب»: «كنا ندرس قصيدة عمرو بن كلثوم، وهي من المعلقات السبع وبعد ثلاثين أو أربعين سنة من هذه النصوص، التي كانت تشعرنا بالعزة والمقاومة، وفي نفس كتاب النصوص قصيدة لا تخافي لا تخافي نحن أبطال المطافي، وكل هذا لأن مؤلف النشيد هو الموجه، الذي ألف الكتاب، وكأن الإحساس بالقوة والعزة ضاع فضلًا عن تدهور مستوى التعبير». ولم يتفق الدكتور كمال مغيث مع مفهوم «السكران» لثوابت الهوية، ورأى أنها «مزيج مركب ومعقد وثري»، وقال: «على هذا الأساس لست من الذين يرون أن الدين مكون أساسي من مكونات الهوية كما ادعى السلفيون في كتابة الدستور، فهذا الكلام ينطبق على سوريا والسودان والمغرب، ولا يمكن أن نعتبر الأمريكان ودول أوروبا شعبا واحدا لأنهم يتكلمون الإنجليزية ويدينون بالمسيحية».