رغم كل النجاحات التى حققها عبر أعماله المسرحية والتليفزيونية، والسينمائية وغيرها على مدى تاريخه الذى يصل إلى أكثر من نصف قرن، فإن الكاتب محفوظ عبدالرحمن يعتبر أن الجوائز والأوسمة التى حصل عليها هذا العام هى الأعز والأقرب إلى قلبه سواء جائزة النيل أو وسام العلوم والفنون. مؤكدا أن منحه تلك الجوائز فى المرحلة السنية التى يمر بها تعتبر خير ختام لمشواره، كما حدث مع كبار المثقفين من قبله. وقال محفوظ إنه شعر بحرج وخجل شديدين، حينما نزل الرئيس عدلى منصور من المسرح لتسليمه وسام الجمهورية للعلوم والفنون مؤخرا، وأضاف: لم أستطع الصعود إلى المسرح لتسلم الجائزة وإذ بى أفاجأ برئيس الجمهورية ينزل، حيث أجلس لتسليمى الوسام، وشعرت بامتنان شديد ومودة كبيرة فى تحيته لى التى لم تكن مصطنعة على الاطلاق وخالية من أى رسميات، وشعرت وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ سنوات أو كأننا كنا نجلس سويا على المقهى بالأمس القريب وتمنيت لو كنت قابلته من قبل. وأضاف: هذا الرجل الذى بدا وكأنه واحد منا يتحدث ببساطة شديدة، وفى نفس الوقت يحترم منصبه كونه رئيسا للجمهورية حتى لو كان رئيسا مؤقتا، فهذا أمر طبيعى أن يكون كل الرؤساء مؤقتين وأن يعلموا أنهم جاءوا لفترة بعينها لإدارة البلاد وسوف يأتى الوقت ليغادروا مناصبهم ويسلموا المهام لغيرهم ولن يخلدوا فى منصبهم. وعن تأثير موقف النظام الحالى من الفن والابداع على مستوى الثقافة المصرية والتى عانى أربابها من هجوم شديد تحت مظلة حكم الإخوان قال: الحق يقال إن الثقافة فى مصر تعانى منذ السبعينيات وليس فى ظل حكم الإخوان فقط ولأنى مؤمن بنظرية المؤامرة، فهناك مخطط لتجريف العقل المصرى ثقافيا وفنيا وكل ألوان العلوم الإنسانية سواء مخططا خارجيا لأنظمة ولدول ترفض أن ننهض فكريا أو بالداخل، حيث نعانى من أنظمة تحارب النهضة الثقافية حتى تتمكن من التلاعب بالعقول. وأضاف: ورغم إشادة النظام الحالى بدور الفن والمثقفين وخطاب الرئيس عدلى منصور الذى وجهه لرموز الثقافة والفن والابداع الجيد والعظيم فى محتواه، فإنه غير كافٍ بالمرة فنحن بحاجة إلى افعال وليس لأقوال، إلى نظام يتمتع برؤية ثقافية فى كل شىء حتى يمكن أن نحقق النجاح ونحارب الفساد الذى استشرى فى كل شىء بحياتنا وفى الفن سواء بالدراما أو بالسينما. وعن حقيقة اعتزاله الكتابة ورفضه إنتاج أعماله قال: لم أعلن اعتزالى الكتابة، ولكنى سأتوقف عن كتابة مسلسلات أو مسرحيات، حتى ينعدل الحال فأنا أخاف على اسمى وتاريخى أن أضع كتفى بكتف معدومى القيمة الفنية من فقاعات ظهرت على الساحة، وتقدم أعمالا مليئة بالابتذال والانحطاط، وشاهدت بنفسى اعمالا يتم إقحام الفاظ بذيئة بها وكأنها موضة. وبسؤاله: هل حسم موقفه هذا بعد إن فشل مسلسله الأخير «أهل الهوى» فى لفت الانتباه إليه رغم عرضه فى موسم رمضان الماضى بخلاف أعماله الأخرى التى كان ينتظرها المشاهد والناقد معا، قال: بالطبع متأثر بشدة بما حدث مع أهل الهوى الذى عُرض وكأنه غير موجود ونجحت مسلسلات مليئة بألفاظ خادشة ومشاهد مستفزة فى جذب الانتباه، ورغم إيمانى بأن الصالح يطرد الطالح لكن الإدارات التى تقف خلف الأعمال ترفض أن تترك مساحة للصالح فى حين أنها لا تبخل بأى شىء لتقديم أعمال ذات مستوى منحط، وفى ظل قراءتى لخريطة الدراما أؤكد أن الفساد مستمر وأن العام المقبل سيزداد الأمر سوءا وعليه اخترت أن أنأى بنفسى عن هذا المستنقع، وأن أركز فى ألوان أخرى من الفن وهى الرواية والقصة القصيرة.