بعيداً عن سيئ الخطاب فى حديث وحوارات ومراوغات رئيس الرقابة على المصنفات الفنية الموقر سيد خطاب، حول مسلسل «المزرعة» الذى ما زال يماطل فى منحى الموافقة الرقابية على تصويره رغماً عن تعليمات الوزير المثقف والمتنور الدكتور محمد صابر عرب، تعالوا نبحث عن إجابات منطقية لأسئلة محيرة: * من المتعارف عليه فى تاريخ رقابة المصنفات الفنية أن يترأس هذه الإدارة المهمة أحد كبار المبدعين كالعملاق والأديب العالمى نجيب محفوظ الذى تولاها عامى 1958، 1959.. أو أحد كبار الرقباء الذى تدرج فى سلك الرقابة وأصبح ذا خبرة ودراية بقوانين ولوائح الرقابة كالأساتذة اعتدال ممتاز وحمدى سرور وسامى زقزوق.. أو أحد كبار النقاد المؤثرين فى الحركة النقدية والفنية كالناقد المبدع على أبوشادى.. أو مخرج وفنان وأستاذ دراما كالدكتور مدكور ثابت.. لكن أن يتولاها ويترأسها فى غفلة من الزمن الدكتور سيد خطاب الذى لم يمارس على الإطلاق أى نشاط نقدى أو إبداعى ولم يتدرج فى وظائفها ولا حتى كان يعرف عنوان مبناها ليس إلا لصداقته أو علاقته الحميمة ببعض قيادات وزارة الثقافة فى عهد فاروق حسنى - فهذا يستوجب ألف علامة استفهام، وألف علامة تعجب واستنكار! * سيقول الدكتور سيد خطاب إنه حاصل على دكتوراه فى أدب المسرح ويعمل أستاذاً بمعهد الفنون المسرحية.. وللعلم -وهذه معلومة مؤكدة- أن الدكتوراه الحاصل عليها سيادته عنوانها «المسرح والتقنية الرقمية» أى تختص بفنيات وتقنيات الإضاءة والصوت وتغيير الديكورات، ولا علاقة لها بالدراما من قريب أو بعيد.. فما علاقة «المسرح والتقنية الرقمية» بالرقابة ومعادلاتها التى تستوجب فناناً أو أديباً أو ناقداً أو متمرساً فى قيادتها؟! * من حقى بعد عام من المماطلة ثم المراوغة ثم المماطلة فى منحى تصريح مسلسل «المزرعة» أن تساورنى الشكوك، خاصة أننى تلقيت تهديدات وإغراءات لمنعى من إخراج هذا المسلسل للنور من رجال أعمال من العيار الثقيل المرتبطين برموز النظام السابق.. ولما باءت محاولاتهم بالفشل معى تفجرت دون أى مبررات منطقية مشكلة الرقابة ورفضها للمسلسل وهذا ما لوح لى به أحدهم.. وأظن أن من حقى أن أرتاب خاصة أن رئيس الرقابة ما زال يضرب بتعليمات وأوامر وزير الثقافة عرض الحائط ويرفض منحى التصريح دون مبررات منطقية. * أن يأتى فاروق حسنى بعناية الأستاذ الدكتور سيد خطاب مشرفاً على الرقابة لدواعٍ أمنية تقيد حرية الإبداع حال تنفيذ سيناريو التوريث قبل خلع المخلوع فهذه كانت مبررات منطقية لتولى الرجل هذا المنصب شديد الحساسية، لكن أن يستمر بعد الثورة وحتى الآن وبنفس الأسلوب فهذا شىء مريب، خاصة أن بجهاز الرقابة من هم أكفاء لشغل هذا المنصب بوعى ودراية بقوانين ولوائح الرقابة التى لا أظن أن بها بنداً ينص على تحويل عمل فنى إلى لجنة الفتوى بمجلس الدولة كما يصر الموقر الدكتور سيد خطاب على ذلك بالنسبة لمسلسل «المزرعة». * أن يشاع أن الدكتور سيد خطاب قدم تقريراً لجهاز أمن الدولة فى أحد العاملين بالرقابة لعلمه أنه شارك فى ثورة 25 يناير ويتم استدعاء هذا الموظف ومواجهته فى أمن الدولة بتقرير رئيسه عنه.. فهذه طامة كبرى. * أن يتلون الرجل ويستأسد فى وسائل الإعلام بعد نجاح الثورة ويصرح بتاريخ 7/3/2011 فى جريدة الفجر أنه يطالب بإلغاء الرقابة ثم يواصل قمة حرية الإبداع والفكر حتى الآن، والمثال مسلسل «المزرعة» وأى أعمال تتناول فساد النظام السابق.. فالأمر يحتاج إلى آلاف من علامات الاستفهام والتعجب. * أن يكون الرد الدائم على المبدعين المترددين على الرقابة أن الدكتور سيد غير موجود وأن عدد المرات التى يذهب فيها إلى الرقابة لا تتجاوز الأربع مرات شهرياً ويتقاضى راتباً يتجاوز العشرة آلاف جنيه.. فهذا إهدار مؤكد للمال العام. * سؤال أخير لوزير الثقافة.. ما مؤهلات الدكتور سيد خطاب الإبداعية والنقدية والأدبية لتولى هذا المنصب الحساس؟ وما علاقة «المسرح والتقنية الرقمية» برقابة الإبداع؟!