امتدت رقعة الاحتجاجات على قرار الحكومة زيادة أسعار المحروقات التي ابتدأت أمس في الخرطوم ومدينة ود مدني بولاية الجزيرة إلى مدينة أم درمان غرب العاصمة السودانية. وردد المحتجون ومعظمهم - بحسب ما يقول مراسلنا في الخرطوم محمد عثمان - من الطلاب شعارات تطالب بإسقاط النظام، وأحرقوا إحدى محطات الوقود، وسيارة نقل عامة. وتصدت قوات الشرطة للمحتجين مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وكانت قوات الأمن قد اعتقلت العشرات الاثنين في مدينة ود مدني، وقالت إنها ستقدمهم للمحاكمة الثلاثاء باتهامات متعلقة بإثارة الشغب. ولم يتبن أي حزب أو جهة تنظيم هذه المظاهرات التي خرجت بعد يوم واحد من تطبيق قرار إلغاء دعم أسعار الوقود الذي أدى إلى زيادة أسعار البنزين والديزل وغاز الطهي. وقالت الحكومة السودانية إنها كانت تتوقع خروج هذه المظاهرات الاحتجاجية، بعد أن وصفت القرار بأنه قاس، ورأت أنه لا مفر من تطبيقه. اشتباكات وقرار رفع الدعم عن الوقود جزء من حزمة إصلاحات اقتصادية تنفذها الحكومة السودانية للخروج من الأزمة الاقتصادية، تشمل أيضاً خفض الإنفاق الحكومي، وزيادة الإنتاج. وتسببت مواجهة الاحتجاجات في وقوع اشتباكات بين قوات الشرطة من ناحية، وأفراد الأمن التابعين لحزب الرئيس السوداني عمر البشير، وأعضاء في قوات الدفاع الشعبي وجماعات للطلاب موالية للرئيس، من ناحية أخرى. وسمع إطلاق نار كثيف في ود مدني بين الطرفين، عقب طلب بعض قوات الشرطة من ميلشيات الحكومة الابتعاد والسماح للشرطة بالتعامل مع المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجا على زيادة أسعار الوقود.