أطلق المستشار محمد فؤاد جاد الله، نائب رئيس مجلس الدولة والمستشار القانوني السابق لرئيس الجمهورية، اليوم الثلاثاء، مبادرة لتهدئة الموقف السياسي والأحداث الميدانية بمناسبة بدء شهر رمضان المعظم، أطلق عليها اسم "مبادرة أول رمضان.. تهدئة، مساءلة، حوار، استفتاء وبناء". وتشمل المبادرة أن تتخذ جميع الأطراف على الساحة في اتخاذ كافة إجراءات التهدئة، وفتح تحقيق شامل في كل الأحداث منذ 30 يونيو وحتى الآن، والبدء فورًا في حوار لمناقشة التحديات الجسام المتعلقة بمستقبل هذا الوطن، وتحديدًا ما يتعلق بالتيار الإسلامي بما فيه الإخوان ووضع الرئيس المعزول، وموقف الشعب من الإجراءات التي اتخذت منذ 3 يوليو وحتى 8 يوليو تاريخ صدور الإعلان الدستوري، حتى نصل إلى اتفاق حول إدارة المرحلة الانتقالية وما بعدها ليتمكن الجميع من المشاركة في التعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية.
وأوضح جاد الله أنه في البداية يجب أن يعترف الجميع أن لديه أخطاؤه فلا الحكم كان رشيدًا ولا المعارضة كانت بناءة، حتى الإعلام والقوات المسلحة كان يتعين عليهما احتواء الجميع وإدارة حوار يقرب أكثر مما يباعد ويتصدى للعنف والاعتداء من الجميع دون تمييز، حفاظًا على الأمن القومي المصري والسلام الاجتماعي، وعلاج هذا الانقسام السياسي والديني الذي يستحيل معه بناء وطن وتنمية شعب.
وأكد جاد الله، الذي استقال من مؤسسة الرئاسة السابقة في إبريل الماضي، أنه لا ينتمي لأي تيار أو حزب أو مؤسسة، ويرفض التقسيم السياسي الذي بات يهدد أمن وسلامة الوطن والتقسيم الديني الذي أضحى يسقط الوطن في حرب بين أبنائه؛ لأن مصر ملك لكل أبنائها، ولا يمكن أن تكون حكرًا لفصيل أو تيار كما لا يمكن عزل أي فصيل أو تيار سواء كان الإخوان المسلمون أو غيرهم طالما لم تلوث يداه بالدماء ولم يفسد حياتنا السياسية.
وفيما يلي خطوات تنفيذ المبادرة التي يقترحها جاد الله على القوى السياسية:
1- التزام جميع الأطراف بهدنة تبدأ مع حلول شهر رمضان الكريم والبدء فورًا في اتخاذ إجراءات التهدئة وعدم التصعيد من قبل جميع الأطراف وعلى رأسها القوات المسلحة والتيارات الإسلامية وخاصة الإخوان وباقي التيارات المؤيدة والمعارضة ووقف أي تصعيد من أي نوع والبعد تمامًا عن أي عنف أو عدوان. 2- التزام كافة وسائل الإعلام بهذه الهدنة والتهدئة وعدم التصعيد وإعادة القنوات التي تم غلقها. 3- فتح تحقيق فوري وشامل في جميع الأحداث التي وقعت منذ 30 يونيو وحتى البدء في الهدنة من خلال قضاة تحقيق مستقلين ولجنة تقصي حقائق لمعرفة الحقيقة وإعلان نتائج التحقيقات على الشعب، وتطبيق العدالة الناجزة والعدالة الانتقالية. 4- البدء فورًا في حوار وطني شامل بمشاركة الجميع بما في ذلك التيارات الإسلامية والإخوان لتقرير ما يلي: أ- استفتاء الشعب على ما تم اتخاذه من إجراءات وقرارات بدءًا من خلع رئيس الجمهورية وحتى إصدار الإعلان الدستوري، وذلك بهدف إنهاء الصراع حول الشرعية وحديث كل طرف بأنه يمتلك الأغلبية. ب- موضوعات المحاكمات بالنسبة لجميع الأطراف، والعدالة الانتقالية وتقرير المركز القانوني لكل أطراف المشهد والأحداث حتى يقف كل طرف على مركزه القانوني. ج- تصور المرحلة القادمة وكيفية مشاركة التيارات الإسلامية في إدارة المرحلة الانتقالية والتعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية والرئاسية. د- تحديد موقف الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي. 5- حال نشوب خلاف حول وضع الرئيس أو القوات المسلحة أو غيرها من الموضوعات يتم الاحتكام للجنة من الحكماء يتم الاتفاق على تشكيلها في الحوار حتى نتفادى أي صدام بين المؤيدين والمعارضين حقنًا لدماء المصريين وحفاظًا على السلام الاجتماعي، وعدم عودة العنف أو الاعتداءات.