أعربت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، عن قلقها الشديد، بعد التقارير الخطيرة، التى أصدرتها وسائل إعلام عديدة، بشأن الأضرار التى لحقت بالعديد من المواقع التاريخية والدينية، فى مناطق متفرقة من سوريا، حيال الظروف الأمنية للتراث الثقافى لهذا البلد. وقالت بوكوفا: "إنني أدعو المسؤولين عن إحداث مثل هذه الأضرار أن يكفوا فوراً عن ممارسة أعمال التدمير أياً كانت وأن يحترموا كافة المعتقدات والتقاليد التي يتعلق بها جميع السوريين، كما أني أوجه نداءً ملحا إلى جميع الأطراف المتحاربة لكي تتخذ كل ما يلزم من تدابير من أجل ضمان حماية الأضرحة والمساجد والمواقع الأثرية والقطع الثقافية ومظاهر التقاليد الحية، وغير ذلك من العناصر المكونة للتراث القديم".
وأضافت، "إن التنوع الديني الذي تميزت به سوريا خلال آلاف السنين إنما يشكل كنزا من الكنوز الأكثر قيمة وإثراءً في هذا البلد، ولقد أكدت على هذا الأمر في نداءاتي السابقة بشأن أعمال التدمير التي تلحق بالممتلكات التراثية في شتى البلدان؛ وفي ما يخص الاعتداءات التي يتعرض لها التراث الثقافي فإنها تمثل أخطارا جسيمة، إذ أنها تلحق الأذى بالهوية الثقافية ذاتها التي تتميز بها المجتمعات كافة، ومن ثم فإن حماية تراث ثقافات العالم إنما هي من الأمور الرئيسية التي تخصنا جميعا".
وتابعت، "وكما تبين من أوضاع النزاع العديدة التي شهدتها السنوات الأخيرة، فمن الممكن أن يمثل التراث الثقافي أداة قوية لتعزيز التفاهم والتلاحم الاجتماعي والسلام العالمي في نهاية المطاف، ففي الفترات التي تشهد نزاعا ما واضطرابات مدنية، يوفر التراث الثقافي شعورا طالما يتوق الناس إليه، وهو الشعور باستمرار البقاء والحفاظ على الكرامة وإحياء الأمل في مستقبل أفضل، وهذه كلها أمور من شأنها تعزيز الرغبة في التصالح والتفاهم".
وأوضحت بوكوفا أن اليونسكو على أهبة الاستعداد لتقديم ما لديها من خبرات تقنية لتقييم الأضرار التي تعرضت لها مواقع التراث، وإعداد وتنفيذ استراتيجيات الصون وترميم الآثار الثقافية التي لحقتهاالأضرار، وذلك بقدر ما تتيحه الظروف الأمنية غير المستقرة.
وختمت المديرة العامة لليونسكو قائلة: "إن تدمير التراث الثقافي للشعب السوري، وهو تراث فريد من نوعه، إنما يُعد خسارة