"الجميع هنا يلجأ إليه فى أى مشكلة، لأنه يحلّها بما يرضى الله".. بتلك الكلمات بدأ "عم جمال" أحد المقيمين بمساكن العبد 1640 فى مدينة النهضة، حديثه عن "عم عبد الشافى" كبير منطقة النهضة، وهو لقب منحه الأهالى له عن رضا واحترام. أضاف عم جمال أن عم عبد الشافى "عمره ما افترى على حد رغم أنه يقدر.. بالعكس، هو حماية لسكان المدينة من هجمات البلطجية أيام الثورة والانفلات الأمنى"، موضحًا أن عائلة عبد الشافى تصل إلى 5 آلاف نسمة، فهم "عزوة"، على حد تعبيره، مؤكدًا أنه كثيرًا ما لجأت الشرطة إليه لفض "المنازعات الكبيرة"، معللًا ذلك بأن "كلمته مسموعة"، وتُحترم من قبل الجميع.
قال شريف، الشهير ب"أبو عبده"، 30 سنة، إن "عم عبد الشافى مش بس بيفض منازعات وبيجيب حق الضعيف من المفترى، كمان بيساعد وبيقف جنب المحتاج.. غير أنه مهتم بمشكلات منطقته.. وولاده بيقفوا مع أهالى المدينة عشان ياخدوا حقوقهم فى السكن من المحافظة".
وأضاف "أبو عبده"، "كتير بمر من قدام قهوته بلاقيه بيخلّص مشكلة.. سواء كانت خناقة أو حتى مشكلة عائلية، وأحيانًا أزمة مالية".
محمد عبد الشافى أحد أبناء "كبير النهضة"، والبالغ من العمر 27 عامًا، حكى لبوابة "الشروق" عن هجرة العائلة من محافظة سوهاج إلى "قلعة الكبش" بحى السيدة زينب-محافظة القاهرة، على مدار 40 عامًا، إلى أن نشب حريق "قلعة الكبش" الشهير عام 2007، فتم تهجير سكان المنطقة ومعهم عائلة "عبد الشافى"، إلى مدينة النهضة فى أطراف محافظة القاهرة وصحرائها.
هكذا أجاب الابن على طلبنا بالتصوير معه، وفى أثناء محاولة إقناعه بالتصوير، جاء "عم عبد الشافى"، قصير القامة، نحيف البدن، أسمر الوجه، بسبب كثرة التعرّض للشمس، يرتدى جلبابًا أسود بسيطًا، ليؤكد ما قاله نجله عن رفض الظهور فى وسائل الإعلام، موضحًا بعبارة مقتضبة "ما دام الناس اتكلّمت هقول إيه أنا.. معلهش، شغلى أهم"، وانصرف، تاركًا نجله يبرّر لنا سبب الرفض، بقوله "إحنا صعايدة، ومش بنحب نعرض نفسنا على الشاشة".
"عم عبد الشافى" الذى كسب احترام أهالى منطقته على مدار خمس سنوات مضت، وهى مدة إقامته فى "النهضة"، يرفض الترشّح لانتخابات مجلس الشعب أو المجالس المحلية، لأنه لا يسعى للسلطة و"الكراسى"، على حد تعبير عدد من أهالى المنطقة الذين طالبوه أكثر من مرة بالترشّح عوضًا عن شخصيات تأتى من خارج المنطقة بهدف دخول البرلمان، ولا يرونها بعد ذلك.