أسأل عن الجائزة التى كنا ننتظرها، وليس عن الجائزة التى فاز بها ويصطنع ويمثل الجميع أنه فى منتهى السعادة فرحا بها وبنجمنا الموهوب.. وربما كان من المنطقى أن يكون السؤال عن الفائز، إديبايور، ولماذا فاز بها وليس عن الذى خسرها؟!. مثل ملايين المصريين أشعر بالضيق وبالغضب لعدم فوز أبوتريكة بالجائزة التى كنا ننتظرها، وهو شعور لاعلاقة له إطلاقا بنعرة التعصب أو الحب الأعمى لكل ما هو مصرى، وإنما فى هذه السنة وفى تلك المرة تحديدا كان أبو تريكة يستحق اللقب.. وهو لم يكن يستحقه من قبل ولم يكن هناك أى لاعب مصرى يستحقه منذ عام 1983.. وكان أبوتريكة الأحق من إديبايور، خاصة أن نجمنا دخل دائرة المرشحين بقوة، وأن المنتخب والأهلى حققا سيطرة كاملة تقريبا على كرة القدم فى القارة.. والجائزة تمنح لأحسن لاعب فى أفريقيا أو أفريقى بغض النظر عن "غطاء الكازوزة" الذي يمنحه الكاف لمن يسمون باللاعبين المحليين فى دورى رابطة الأبطال..! كان أبوتريكة يستحق الجائزة لأنه شارك فى فوز المنتخب بكأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية على التوالى وخارج أرضه، وكان ذلك إنجازا كبيرا، وهو صاحب هدف الفوز باللقب ومسجل لأربعة أهداف مهمة فى البطولة، بجانب أنه شارك فى فوز الأهلى بدورى رابطة الأبطال الأفريقى، للمرة السادسة، والدورى وكأس السوبر المصرى.. بينما لم يفز إديبايور بلقب واحد مع منتخب بلاده توجو، ولا مع ناديه أرسنال الذى قد يخرج من دائرة الأربعة الكبار فى إنجلترا هذا الموسم، وهذا مع تقديرنا واعترافنا بموهبة إيديبايور الرائعة..! سوف تعلن أسماء المدربين الذين منحوا أصواتهم لأبوتريكة أو لإديبايور كما أعلن الكاف من قبل حرصا على الشفافية، وكما فعل الفيفا فى جائزة أحسن لاعب حيث أعلن أسماء المدربين الذين منحوا أصواتهم للمنافسين الخمسة، وسوف نكتشف أن مدربى غرب القارة ودول الفرانكفون وبعض مدربى الدول السمراء أعطوا أصواتهم لإديبايور لأنه من الجارة توجو، أو لأنهم يتابعون الدورى الإنجليزى ويشاهدون موهبة ومهارات النجم التوجولى، ولا يهتمون بالدورى المصرى، ويرون أيضا أن كأس الأمم الأفريقية ليست بقوة المسابقة الإنجليزية المحلية.. لكن فى الواقع تقترن البطولات والإنجازات بالجوائز غالبا. وأكثر من 80% من جوائز الفيفا وفرانس فوتبول والاتحادين الآسيوى والأفريقى تذهب إلى أصحاب الإنجازات من المدربين واللاعبين. وهى ليست القاعدة دائما، لكن هكذا فاز الإيطالى فابيو كانافارو بلقب أحسن لاعب فى العالم حين فاز منتخب بلاده بكأس العالم، وهو المدافع، ولم يفز بالجائزة فى نفس العام أى لاعب من أصحاب المواهب لمجرد أنه موهوب.. وهكذا أيضا فاز البرازيلى كاكا بنفس الجائزة حين توج ميلان بطلا لأوروبا، وفاز كريستيانو رونالدو أيضا بنفس الجائزة حين فاز مانشستر يونايتد ببطولة أوروبا ولقب إنجلترا، وقبل ذلك منحت جائزة أحسن لاعب فى أفريقيا إلى النيجيرى كانو لفوز منتخب بلاده بذهبية دورة أتلانتا الأوليمبية، وفاز مواطنه إيمانويل إيمونكى بنفس الجائزة حين فازت نيجيريا ببطولة الأمم الأفريقية.. وكان منتخب النسور يهيمن على الكرة الأفريقية فى تلك الفترة، فلماذا تذهب الجوائز الأفريقية إلى المهيمن الأسمر وتدير ظهرها إلى المهيمن المصرى؟! دون تعصب وبمنتهى الموضوعية ولو كانت هناك معايير حقيقية لا تتدخل فيها الألوان واللغة والمزاج وشركات الدعاية والرعاية التى تحارب بعضها البعض على "تورتة" كرة القدم من خلف الأبواب، وتراهن على نجوم أوروبا فى الساحة الأفريقية، لفاز أبوتريكة باللقب.. مصر كانت تستحق جائزة أحسن لاعب أفريقى وأحسن لاعب داخل أفريقيا فى رابطة الأبطال لفلافيو، وأحسن منتخب وأحسن مدير فنى، وأحسن ناد وأحسن جمهور.. والباقى يروح لأى دولة إن كان "هناك باقى"..؟!