محمد أبوتريكة ليس مجرد لاعب موهوب ظهر علي البساط الأخضر وإنما هو أكبر من ذلك بكثير.. أخلاقه العالية لا تقل عن موهبته الكبيرة ولذلك كان القدوة والمثل الأعلي ليس للاعبين الصغار فقط وإنما لفتيات المدارس وطالبات الجامعة. الكل يجد في أبوتريكة الرمز والأمل والطموح والحلم، الآن يعيش أبوتريكة أصعب المراحل في حياته.. تطارده الإصابة اللعينة وتحرم عشاقه من ابدعاته ولمساته السحرية وبدلاً من أن يتم مد يد العون والمساعدة تطارده الشائعات وتحاول تدميره وتعطيله ودفعه للخلف، لقد قرر محمد أبوتريكة أن يقاطع الإعلام وساءت حالته النفسية بعد الهجوم الذي تعرض له من جانب عدد من رجال الاعلام وبعض جماهير الفرق المنافسة وقام بالفعل بإغلاق هاتفه المحمول ربما لوضع حد للشائعات التي تحيط به.. والتي وصلت إلي تأكيد اعتزاله الكرة بسبب إصابة الركبة · من يريد للقديس أن تتوقف ألعابه السحرية ويغادر الملعب ويترك الساحة لأنصاف الموهوبين ولتجار الكلام من اللاعبين؟ أبوتريكة علي موعد مع إنجاز وتاريخ جديد.. بعد 24 ساعة يعلن الاتحاد الافريقي جائزة أحسن لاعب في القارة السمراء والتي يتنافس فيها مع اديبايور مهاجم الأرسنال الانجليزي وإيسيان لاعب وسط تشيلسي الانجليزي.. فهل يحتكم الكاف للعدالة ويفوز أبوتريكة باللقب ويضيفه للإنجازات العديدة التي حققها علي مدار تاريخه مع الكرة. محمد أبوتريكة حقق 18 بطولة مع منتخب مصر والنادي الأهلي خلال 5 سنوات فقط منذ يناير 2004 الذي انتقل فيه من الترسانة إلي الأهلي حيث المجد والشهرة والبطولات وحتي يناير 2009. أولاً مع منتخب مصر:ساهم بجهده في فوز منتخب مصر ببطولتي كأس الأمم الأفريقية عامي 2006 بمصر و2008 في غانا ووضع البصمة واللمسة الأخيرة في البطولتين بقدمه اليمني وسجل ركلة الترجيح الحاسمة في مرمي كوت ديفوار والتي أكدت فوز مصر 42 ولم يكن يعلم أبوتريكة أن ركلته قد منحت البطولة للمنتخب وأسعدت شعب مصر كله عام 2006 وفي بطولة كأس الأمم الافريقية في غانا 2008 نجح أبوتريكة في إسعاد العالم العربي ووحده علي قلب رجل واحد بالهدف الذي سجله في مرمي أسود الكاميرون في النهائي وفاز به المنتخب 1صفر وباللقب الثاني علي التوالي وفي غانا أيضاً حصل أبوتريكة علي أشرف إنذار من الحكم البنيني كودجيا كوفي الذي أدار لقاء مصر والسودان حيث فاجأ أبوتريكة الجميع بعد أن سجل هدفاً في مرمي السودان برفع فانلته لتظهر فانلة أخري تحتها مكتوب عليها «تعاطفاً مع غزة» ليلفت أنظار العالم لما يحدث في غزة من حصار وتجويع وكان ذلك تضامنا إنسانيا من أبوتريكة لأهالي غزة وهز به مشاعر وضمير العالم كله بالرغم من أن غطرسة إسرائيل آنذاك كانت أقل من المذبحة والمحرقة التي قامت بها إسرائيل في يناير 2009 أي بعد عام من موقف أبوتريكة. والبطولة الثالثة مع المنتخب حققها في نوفمبر 2007 وهي ذهبية الدورة العربية الحادية عشرة التي نظمتها مصر وفاز المنتخب علي الإمارات 3 صفر وعلي السودان 5 صفر وعلي السعودية 21 وتعادل مع ليبيا صفر صفر وأسهم أبوتريكة بجهده في فوز مصر باللقب. ثانياً: أبوتريكة حقق 15 بطولة مع الأهلي في 5 سنوات بمعدل 3 بطولات كل عام كما يلي: أحرز درع الدوري 4 مواسم متتالية في إنجاز فريد يتحقق للمرة الأولي في المسابقة وذلك مواسم 20042005، 20052006، 2006 2007،20072008. وحصل علي كأس مصر مرتين متتاليتين وعلي حساب المنافس التقليدي الزمالك ففي موسم 20052006 فاز الأهلي 3صفر وفي موسم 20062007 فاز الأهلي 43. وفي دوري أبطال أفريقيا أسهم أبوتريكة في تأهل الأهلي إلي النهائي 4 مرات متتالية حسم خلالها البطولة 3 مرات أعوام 2005،2006،2008 وخسر في 2007 بمؤامرة تحكيمية من المغربي عبدالرحيم العرجون في النهائي أمام النجم الساحلي التونسي . وحصل الأهلي علي كأس السوبر المصري 4 مرات علي التوالي في افتتاح مواسم 2005 2006، 20062007،20072008،20082009. حقق الأهلي كأس السوبر الافريقي مرتين عامي2006،2007. كما أسهم أبوتريكة بإيجابية في حصول الأهلي علي المركز الثالث في كأس العالم باليابان عام 2006 وحصل علي لقب هداف البطولة برصيد3 أهداف من بينها هدفان في مرمي كلوب أمريكا المكسيكي وفاز الأهلي 2-1 وبالمركز الثالث والميدالية البرونزية ولذلك هو يستحق أن نشيد به لا أن نتصيد له الأخطاء ونطارده بالشائعات لتدميره، ومحمد أبوتريكة حصل في عام 2008 علي لقب أفضل لاعب في أفريقيا في جميع الاستفتاءات الإعلامية في العديد من الدول العربية والأجنبية وإذاعة ال بي،بي، سي البريطانية وتوجها بالحصول علي لقب أكثر لاعبي العالم شعبية للعام الثاني علي التوالي وتفوق علي مهاجم هندوراس ديفيد سوازو نجم نادي بنفيكا الذي احتل المركز الثاني بعد أمير القلوب الذي حصل علي اللقب أيضاً العام 2007 وتفوق علي ياسر القحطاني نجم فريق الهلال السعودي.. لكل ذلك نجد أن محمد أبوتريكة جوهرة غالية وثروة قومية يجب الحفاظ عليها من الضياع