قال موقع ميدل ايست أون لاين، إن زيارة وزير السياحة هشام زعزوع مؤخرا إلى طهران تعكس سعيا لدى النظام الحاكم إلى إخراج مصر من عثرتها السياحية، من خلال تشجيع السياح الإيرانيين باعتبارهم يمثلون سوقا جديدة. وأضاف ميدل ايست أون لاين في تقرير له : "تتجه الحكومة المصرية إلى السياحة الإيرانية لإنعاش قطاع السياحة الذي يعاني من الركود، بسبب الاضطرابات الأمنية في أعقاب تولي الإسلاميين الحكم في البلاد وتراجع نسب الإشغال في فنادق القاهرة والأقصر وأسوان بصورة كبيرة، وكذلك في مدينتي شرم الشيخ والغردقة، كما بدأت بعض شركات السياحة في تسريح العاملين لديها، وعرض فنادق كبيرة للبيع وكذلك مراكب سياحية عائمة، وتشكل السياحة أكثر من عشرة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي قبل هذه الاضطرابات ويعمل بها نحو ثمن القوى العاملة في البلاد".
وتابع التقرير : "هشام زعزوع قال إن التقديرات الأولية تشير إلى إمكانية أن تحصل مصر على نصيب يتراوح بين مليون ومليون ونصف المليون سائح سنويا"، موضحا أن زيارته لطهران حظيت بأهمية كبيرة لأنها أول زيارة من نوعها لمسؤول مصري للقاء مسؤولين إيرانيين، وأنها ليست على هامش لقاءات دولية، مبيناً أنه التقى نائب رئيس الجمهورية، ووزير الاقتصاد، نظراً لعدم وجود وزارة سياحة في ايران، وأن المسؤول عن ملف السياحة هو نائب الرئيس ووزير الاقتصاد.
وأضاف زعزوع أن، "الزيارة مرتبطة بالجوانب الفنية المتعلقة بالسياحة، خاصة أن حجم حركة السياحة الإيرانية على مستوى العالم يبلغ 10 ملايين سائح، تحصل تركيا منها على مليوني سائح، ومن حق مصر بحجمها ومقاصدها الثقافية والشاطئية أن تحصل على جزء من السوق الإيرانية."
وأوضح تقرير ميدل إيست أون لاين: "ومن المواقع الدينية المقدسة لدى الشيعة في مصر مقام السيدة زينب ومسجد الإمام الحسين في القاهرة، ويعد السماح للسياح الإيرانيين بزيارة مصر من الاقتراحات القديمة التي طرحها ممدوح البلتاجي وزير السياحة في عهد حسني مبارك والذي عرف وقتها باسم مشروع "العتبات المقدسة" إلا أن اقتراحه رفض بشدة وتم تجميده لدواع سياسية وأمنية في ظل تجميد العلاقات بين القاهرةوطهران، وأثارت عودة مشروع "العتبات المقدسة" إلى الواجهة لإنقاذ القطاع السياحي مخاوف الكثير من الخبراء، خاصة وأن السياحة الدينية هي المدخل الذي تسعى من خلاله إيران إلى نشر مذهبها الشيعي في مصر من خلال نقل الكثير من مظاهر الثقافة الإيرانية الشيعية إلى الشعب المصري السني".
وقال التقرير :" ووفقاً تصريحات السفير مجتبي أماني رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة، فإن بلاده تطمح إلى أن يزور مصر سنوياً نحو ثلاثة ملايين سائح إيراني، في حين يرى مراقبون أن مشروع "العتبات المقدسة" يشكل فرصة للإيرانيين لاختراق مصر اجتماعيا وأمنيا.
وحاول زعزوع تبديد هذه المخاوف، وقال إنه "لا توجد أي مخاوف لدينا من فتح الباب أمام السياحة الإيرانية، خاصة أن تلك الخطوة لم تأت دون ترتيبات مسبقة"، مشيراً إلى أن السياحة الدينية الايرانية مرهونة بموافقة أجهزة سيادية وأمنية تضع أمن مصر القومي في اعتبارها".