أعربت الصحف القطرية والإماراتية في افتتاحيتها اليوم، عن أسفها من استمرار المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه منذ اشتعال الثورة السورية المطالبة بالحرية والتغيير والكرامة الإنسانية، مطالبة بموقف دولي ينهي هذه المعاناة التي تمر بها سوريا بعد 22 شهرا من الصراع وسقوط أكثر من 60 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين وملايين النازحين واللاجئين . ومن جانبها، رأت صحيفة «الراية» القطرية أن المجتمع الدولي قد ارتقى أخيرا لمسئولياته الأخلاقية والإنسانية من خلال العزم على إطلاق عملية إنسانية ضخمة لتوفير الاحتياجات الأساسية لملايين السوريين، الذين تضرروا من النزاع الدامي المستمر في بلادهم منذ 22 شهرا .
وأشارت إلى، أن المؤتمر الذي تستضيفه الكويت اليوم ويعقد برعاية الأممالمتحدة يهدف إلى جمع 5.1 مليار دولار لصالح حوالي خمسة ملايين سوري يعانون من النزا ، لافتة إلى أن الكويت شهدت أيضا اجتماعا ل77 منظمة خيرية عربية ودولية تعهدت بتقديم 182 مليون دولار كمساعدات ستوزع على المدنيين داخل سوريا وعلى اللاجئين في الدول المجاورة الذين يبلغ تعدادهم 700 ألف لاجئ سوري فروا إلى البلدان المجاورة لسوريا، حسب أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ودعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى عمل وجهد إنساني متواصل للتخفيف من آثار المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري، وتوفير الحد الأدنى من الحياة الإنسانية له سواء داخل المدن السورية التي تقصف بالطائرات والأسلحة الثقيلة من قبل النظام أو في مخيمات اللجوء في دول الجوار السوري.
واستنكرت صحيفة «الراية» ما يحدث من مجازر بسوريا بلا توقف، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب السوري بالضغط بكل السبل لوقف العنف بسوريا، وإنهاء الانقسام الحاصل في مجلس الأمن الدولي تجاه هذه المأساة الإنسانية.
ومن جهتها، قالت صحيفة «الشرق» القطرية إن مسألة سفك الدم السوري، لم تعد فقط مسألة وطنية أو إقليمية بل هي مسئولية المجتمع الدولي الذي يتحتم عليه التحرك لحقن هذه الدماء، انطلاقا من مواثيقه الغنسانية وتشريعاته العالمية في هذا المجال، لافتة إلى أن تكرار هذه المجازر والجرائم لا يمكن أبدا أن يظل في مصاف المساومات الدولية، وخارج الحسابات الإنسانية
وأوضحت الصحيفة، أن المجتمع الدولي قد أعطى المبرر، بسبب خلافاته، لعمليات القتل ضد المواطنين السوريين وهدم البيوت والتدمير، مؤكدة أنها حذرت من تداعيات هذا الموقف في جانبه الإنساني منظمة "أطباء بلا حدود" الفرنسية في بيان لها أمس، كشفت فيه عن سير عملية توزيع المساعدات الدولية المقدمة إلى سوريا وما يكتنفها من "خلل خطير" لصالح المناطق الخاضعة للسلطات الحكومية، على حساب المناطق الثائرة" التي تسيطر عليها المعارضة السورية".
وبدورها، دعت صحيفة «البيان» الإماراتية، المجتمع الدولي إلى إيجاد حل للأزمة السورية يتناسب مع تضحيات وآلام الشعب السوري، مؤكدة أن الأزمة طالت أكثر مما يجب ولا بد من حل يوقف نزيف الدم السوري.
وتحت عنوان "جمود مدمر في سوريا"، نبهت الصحيفة من أن المواقف الدولية غير الحاسمة من الأزمة السورية أدت إلى دخولها في مرحلة من الجمود المدمر الذي تنذر عواقبه بإخراج هذا البلد المحوري في الشرق الأوسط من الحسابات الإقليمية والدولية وتحويله إلى بلد فاشل تعبث الفوضى في أرجائه.
وقالت «البيان» إن استمرار الأمور كما هي عليه، سيؤدي إلى أن يطول أمد المعركة و يدفع بالملايين من السوريين إلى البحث عن الأمان والطعام في دول الجوار التي تعجز عن تلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من هؤلاء اللاجئين.
وأوضحت، أن المواقف الدولية لا تبدو مقنعة لعدم التدخل المباشر، فالموقف الروسي يدعي أن الأمر بيد الشعب السوري، وأنه هو صاحب الكلمة، متسائلة: «ألا يكفي هذا العدد من القتلى وسقوط مدن وأقاليم بأكملها وتوقف جميع المطارات والطرق الدولية كي تغير قناعات ومواقف الأطراف الدولية وتجعلهم يتخذون مواقف أكثر إيجابية وفاعلية ؟».
وأوضحت الصحيفة، أن الموقف الأمريكي الذي عبر عنه الرئيس باراك أوباما أول أمس في لقاء صحفي يندرج أيضا في سياق عدم اتخاذ موقف حاسم، والتساؤلات حول جدوى التدخل وانعكاساته على الوضع السوري ليست مقنعة أيضا لأن الأسوأ قد حدث فعلا وأي تدخل مهما كان لن يكون له تأثير أشد مما جرى ويجري الآن.