جرس إنذار يدق.. سيارات تتحرك وسط الزحام ذهابا وإيابا على القضبان .. عريف شرطة ينهض من مقعده ويتجول ببصره في الأفق بحثا عن الجهة التي سيأتي منها القطار.. ثم يبدأ في ممارسة مهامه بتوقيف السيارات وإخلاء المزلقان ليعبر القطار, ومراقبة حركة السير حول المزلقان.. وتحرير المخالفات للمركبات المخالفة.. ذلك هو حال «محمود سليمان» عريف الشرطة الذي يعمل على مزلقان «سيدي بشر بالإسكندرية» من دون عامل للمزلقان من السكة الحديد. "هناك نقص في العمالة في السكة الحديد، وكل ما نسأل يقولوا لنا هنعمل مسابقة ونجيب لكم واحد".. بهذه الكلمات بدأ سليمان حديثه لل"الشروق"، موضحا أنه تولى عمله في المزلقان منذ أكثر من عام، دون أن يكون هناك "غفير" من السكة الحديد مسئول عن المزلقان معه، على الرغم من حيوية المزلقان وربطه بين العديد من المناطق المأهولة بالسكان، مما يجعله شديد الازدحام بشكل دائم.
وأضاف سليمان، "خاطبنا العديد من المسئولين في الداخلية الذين يقولون إنها مسئولية السكك الحديدية، وفي هيئة السكة الحديد يقولون إنهم في المستقبل سيقومون بتوفير غفر على المزلقانات التي تعمل بدون عمال من السكة الحديد، ويصل عددهم في الإسكندرية إلى 5 مزلقانات".
وأكد "عادل توفيق" العريف الذي يعمل بمزلقان محطة "فيكتوريا"، أنه بالفعل هناك نقص في العمالة في هيئة السكك الحديدية تتحمله وزارة الداخلية من خلال تكليفهم لرجال المرور بمتابعة الأوضاع على مزلقانات حيوية ومزدحمة بشكل دائم، مثل مزلقانات "سيدي بشر وفيكتوريا والرمل الميري، وسموحة، والمطار".
وقال توفيق: "هذا يعد استهتارا من هيئة السكة الحديد بترك تلك المزلقانات دون عمال، خاصة وأن تلك المزلقانات تعاني من التكسير في الطرق التي تعبر عليها السيارات، مما يجعل حركة السيارة أصعب على المزلقان، كما أن القضبان في بعض المزلقانات مرتفعة عن مستوى الأرض وتعاني من الاعوجاج، مما يجعل السيارات تتعطل أثناء مرورها على المزلقان ويشكل خطرا نظرا لأنه ليس لديه خبرة عن توقيف القطار في حال وجود مشكلة أو زحام على المزلقان".
وتجاذب أطراف الحديث على مزلقان فيكتوريا "العريف الثاني" الذي أتى لاستلام ورديته من توفيق قائلاً: "إن مئات الحوادث تكاد تقع يوميا بسبب الإهمال الذي تعاني من تلك المزلقانات من تركها دون رعاية أحد من السكة الحديد، موضحا أنه ليس لديه خبرة في وسائل الاتصال التي قد يحتاجها ليبلغ سائق القطار أو عمال التحويلة بوجود مشكلة ما عنده على المزلقان".
وبلهجة حزينة لا تخلو من التشاؤم أعرب عن خيبة أمله في الثورة والرئيس محمد مرسي قائلاً: "تحسنت أحوالنا المالية والوظيفية كثيرا بعد الثورة، وعقدنا آمالنا على تغييرات ستحدث إلى الأفضل، ولكن الأمور الآن تعود للوراء سواء في وزارة الداخلية أو في هيئة السكك الحديدية، ولا أمل في تحركها إلى الأمام ثانية".