قتلي وجرحي وضحايا ودماء علي القضبان.. فلا يمر عام إلا وتشهد قطارات السكة الحديد حادثا مفجعا يلفت الأنظار إلي أن الحل لا يكمن في إقالة وزير أو عزل رئيس هيئة من منصبه ولكن في إعادة هيكلة المنظومة الفاشلة للسكة الحديد بأكملها.. فالسائقون والعمال بالسكة الحديد في حاجة ملحة وسريعة لإعادة تأهيل وتدريب خاصة بعد إغلاق معهد وردان العريق وتحويله إلي مخزن خردة.. بينما يعمل عمال التحويلة في أبراج لا يمكن وصفها إلا بعشش الفراخ فلا أجهزة متطورة ولا دورات للمياه في الوقت الذي يمثل فيه هؤلاء العمال إحدي الحلقات المهمة جداً لمنع وقوع كوارث فيما تستمر الفوضي في السيطرة علي المزلقانات وتحولها إلي مزلقانات للموت علي قضبان السكة الحديد. الفوضي تحكم مزلقانات السكة الحديد كشفت دراسة أعدها معهد السكة الحديد الألماني أجريت علي ثماني دول أن مصر تحتل المرتبة الأولي من حيث عدد حوادث الطرق والقتلي بها وذكرت الدراسة أن مزلقانات السكة الحديد تأتي في مقدمة أسباب تزايد الحوادث ووفقا لحصر هيئة السكة الحديد فإن مصر يوجد بها 1260 مزلقاناً ولكن يحكم أغلبها الفوضي وتعاني من تهالك الحواجز الحديدية التي تحمي المواطنين أثناء مرور القطارات. وفي جولة ل"روزاليوسف" ببعض المزلقانات لاحظنا عشوائية إدارتها من قبل الموظف المسئول نظراً لأنهم مازالوا يستخدمون أدوات بدائية في إغلاقها عند قدوم القطار البعض منها يستخدم السلاسل الحديدية المتهالكة والبعض الآخر ترك كما هو يسير عليه المواطنون حتي يتوقفوا عند سماع صوت قدوم القطار حتي تقع الكارثة وتلقي المسئولية علي عدم التزام المواطن بقواعد المرور المعمول بها ومن الممكن ملاحظة ذلك بسهولة بمزلقانات غمرة وأرض اللواء. علي بعد أمتار بسيطة من محطة مترو غمرة تجد مزلقان الموت الذي يتكدس بالباعة الجائلين وسيارات السرفيس المتجهة إلي الوايلي والشرابية الذين خصصوا هذه النقطة موقفاً خاصاً بالسرفيس. ورغم مرور عام علي إعلان هيئة السكة الحديد باستمرار تطوير المزلقانات والأدوات المساعدة لجميع المزلقانات توجد ثلاثة مزلقانات تقع ما بين منطقة غمرة والقصيرين تعاني الإهمال والتسيب، المواطنون يسيرون بعشوائية والباعة الجائلون والسيارات تتكدس وعند سماعهم لصفارة القطار يبتعد الجميع عن القضبان ويقف الموظف المسئول عن المزلقان حتي مرور القطار بسلامة وأمان. ولا يختلف الوضع كثيراً بمزلقان أرض اللواء الذي تحول إلي سوق عشوائية للخضار والفاكهة والذي يفتقد لأي كبار أو أنفاق للمشاة حتي يستطيع المارة استخدامها. صابر عبدالعزيز من أهالي منطقة أرض اللواء ويضطر لعبور مزلقان السكة الحديد مرتين يومياً ويشير إلي أن العابرين في بعض الأوقات لا يلتفتون لقدوم القطارات نظراً للزحام الشديد وتجمع الباعة الجائلين وارتفاع أصوات السيارات والأتوبيسات إلا بعد أن تتعالي الأصوات بأن القطار قادم كما وقعت أكثر من حادثة وفاة بهذا المزلقان. وطالب عطية جمعة من أهالي المنطقة المسئولين بضرورة وسرعة وضع حواجز حديدية وتجهيز المزلقان بوسائل الأمان والإنذارات الحديثة حتي يتم إغلاقها عند مرور القطارات أو توفير كوبري للمشاة حيث إن أقرب كوبري مشاة علي بعد ثلاث محطات بالإليزية مما يصعب الوصول إليها. وأكد مصدر مسئول بهيئة السكة الحديد بأن هناك 1261 مزلقاناً علي مستوي الجمهورية وهي تمر بحالة سيئة للغاية مشيراً إلي أن الهيئة تنبأت لهذه السلبيات منذ أربع سنوات بعد أن تكررت الحوادث بها وهو ما أدي إلي وضع خطة تطوير ل700 مزلقان ذات كثافة مرورية ولكن للأسف خطة التطوير بطيئة جداً.