«سامر سليمان .. الأفكار لا تموت»، تحت هذا الشعار نظم أصدقاء وتلاميذ المفكر الأكاديمي اليساري والناشط المصري، سامر سليمان، حفل تأبين في نقابة الصحفيين، أمس الأول. سليمان الذي «رحل جسده» عن عالمنا مؤخراً، ترك لنا أفكاراً تقوم على العدالة الاجتماعية والديمقراطية في الوقت نفسه ، بحسب مؤبنيه، والذين استشهدوا بالمقال الأخير للكاتب الراحل ، والذي نُشر في «الشروق« ودافع خلاله عن بناء «طريق ثالث» بديلاً عن تيار الإسلام السياسي ، والعسكر وفلول النظام السابق، باسم تحالف الكتلة المصرية. منتقداً في مقاله الأخير فشل التيارات المدنية في الحشد أسوة بالتيار الديني، خاصة وأنها فاقدة للتنظيم مثلما كان الحال لدى بعض الأحزاب سابقاً مثل الوفد والتجمع . ورغم مرضه الشديد إلا أنه استمر في كتاباته رغبة منه في أن تستكمل مصر طريقها بعيداً عن الأحزاب غير المجدية على الساحة السياسية، والحل الأنسب هو إنشاء تكتل للديمقراطيين الاجتماعيين المصريين من كافة التيارات، بالدموع لخصت زوجة الراحل، ماري مراد، لحظات سامر سليمان الأخيرة وأفكاره التي كان يتمنى رؤيتها تُترجم على أرض الواقع. مشيرة إلى نيتهم تخليد ذكراه بمشروع جديد يحمل اسمه وفكره لم تتضح معالمه بعد.
وتذكر رئيس الحزب المصري الاجتماعي الديمقراطي، محمد أبو الغار، دور سليمان العظيم وتفانيه في عمله السياسي والأكاديمي وإخلاصه الذي كان دائماً ما يدفعه إلى العمل للوصول إلى حلول سياسية بعيداً عن أي استقطابات بين القوى السياسية حالياً، أما وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، عبد الغفار شكر، فقد أشاد بالدور الكبير لسليمان وسعيه الدائم لتجديد اليسار في مصر ليجمع بين العدالة الاجتماعية والديمقراطية، وحلمه بأن يحفر مجرى ثالث في مصر للمهمشين والعاطلين.
يذكر أن الراحل شغل منصب نائب رئيس قسم الاقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكية، وساهم بتأسيس الحزب المصري الاجتماعي الديمقراطي ومجلة البوصلة اليسارية. كما عمل كصحفي بجريدة «الأهرام» بنسختها الفرنسية. ومن أبرز كتبه «النظام القوي والدولة الضعيفة»، حيث قدم فيه مختصراً لتحليلاته للسياسات المالية للدولة المصرية على ضوء مصروفات الدولة المعلنة، وتم نشر الكتاب في نسخة إنجليزية محدثة ومعدلة بعنوان «خريف الديكتاتورية» عن دار نشر «ستانفورد» بأمريكا.