لقي الوسط السياسي والثقافي صدمة كبيرة في وفاة الدكتور سامر سليمان، أستاذ الاقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكية، وأحد مؤسسي الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وأحد مؤسسي جريدة البديل، بعد صراع مع المرض استمر عدة أشهر. وفي تعليقه على فقدان الراحل، قال الشاعر والصحفي سيد محمود: بدأت معرفتي بسامر بشكل غير مباشر عن طريق قراءة مقالاته بمجلة البوصلة والذي كان يعبر خلالها عن دور مختلف لليسار المصري، وبعدها عرفته أكثر في الفترة التي عملت فيها في جريدة البديل، التي كان سامر أحد مؤسسيها، وتكشف لي وقتها عقليته ووعيه السياسي وتخصصه المتميز في الاقتصاد السياسي ، ومحاولته الدائمة فى الربط بين الأفكار -بوصفها أفكار سياسية- وعلاقة الدولة بذلك اقتصاديا. وأضاف أن سامر كان يتميز بلغة صحفية قادرة على الوصول إلى المواطن البسيط وقادرة على تبسيط الأفكار . ويتذكر سيد محمود، أحد المواقف للراحل ويحكي أن سامر كان مناصرا جداً لرفض التميز الطائفي، ولم يكن يتعامل مع نفسه أبدا كمسيحي الديانة، ويدافع عن ذلك بقوة، وفي الفترة التي عمل فيها بجريدة البديل، اختلف بشدة مع ملاك الجريدة عندما رفضوا مقال لكاتبة لها ميول إسلامية، وكان المقال به شيء من التحريض على البهائيين، مما اضطر سامر لرفض نشر المقال، وبناء عليه ترك مسئولية صفحة الرأي بالجريدة . أما الدكتور شريف يونس، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، وأحد أصدقاء سامر المقربين، والتي كانت حالته تنم عن حزن عميق للفقيد فقال : سامر إنسان مخلص جداً لأفكاره، و لا يدخر أي مجهود ليواصل العمل باستمرار من أجل إخراج العمل في أبهى صوره، مهما كان نوع العمل ، وكانت لديه القدرة على ممارسة أنشطة متعددة في وقت واحد... فكان يكتب بمجلة البورصة، وعضو نشط بالجمعية المصرية ضد التمييز، بجانب أبحاثه في الاقتصاد السياسي، وفي الوقت ذاته كان مهتما جداً بحياته الاجتماعية، ولم يكن منغلق في علاقاته الإنسانية، مؤكدا أن أثره الكبير باق في نفوس أصدقائه وتلاميذه بالجامعة الأمريكية. يذكر أن الراحل كان من مؤسسي الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وكان مشاركا في ورشة ثقافة المواطنة والثقافة المدنية بمدينة المنيا، ومن أبرز الكتب التي ألفها "النظام القوي والدولة الضعيفة" الصادر عن الدار، و الذي نشر في نسخة عربية ترجمت إلى الانجليزية والفرنسية، وتعرض خلاله لتطور حجم الدولة المصرية في ظل حكم "مبارك"، و تحولات توزيع الموارد على مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الأمن، بالإضافة لنقاشه للأزمة المالية وتأثيراتها على علاقة الحكومة المركزية بالأحداث المحلية، والحملة الاستثمارية ضد الجماعة الإسلامية في الصعيد.. مختتما كتابهبنهاية الدولة الريعية الرعوية وصعود الرأسمالية المصرية وصولاً الى نجاح نظام وفشل دولة. كما خصص الراحلمقالاته الأخيرة بجريدة الشروق للكشف عن نقاط التلاقي بين المشروع الاقتصادي للإخوان المسلمين ومشروع رجال أعمال الرئيس المخلوع حسني، مبارك حيث كان يعتقد صادقاً أن لا فرق بينهما. اخبار البديل -اخبار مصر Comment *