أكد عدد من فنانات مصر رفضهن لمشروع الدستور، ووصفن بعض مواده بأنها تحول دون حرية الفرد والإبداع والصحافة وتمنع استقلال القضاء. فمن جانبها، أعربت الفنانة إلهام شاهين عن أملها في عدم التعجيل بإجراء عملية الاقتراع على الدستور الذي يعد مصيريا بالنسبة للمصريين، وأن يتم إرجاؤه لحين إقامة حوار وطني.. مؤكدة حاجة المواطن إلى التعرف على مواده من خلال إتاحة الوقت الكافي له لفهم مواده قبل التصويت عليه.
وتساءلت "كيف تجرى عملية الاستفتاء في ظل محاربة الإعلام وتعرض رجال القضاء لضغوط نفسية رهيبة وعدم إتاحة الفرصة لهم لمباشرة أعمالهم بحرية كاملة ومحاصرة المحاكم وهو الأمر الذي يتنافى مع العدالة والحرية؟".
وأبدت تحفظها على أكثر من مادة والتي تحفظ عليها العديد من فقهاء الدستور، مشيرة إلى أن بعض المواد تحتوي على العديد من العبارات الفضفاضة.
وقالت "كيف يتسنى للدولة والمجتمع حماية الأخلاق، وخاصة أن محاسبة الناس لبعضهم مسألة كارثية، بالإضافة إلى أن مواد الدستور لا تكفل حقوق المرأة ويفقدها العديد من مكتسباتها، فضلا عن عدم تحديد سن الزواج، الأمر الذي يتيح الفرصة لزواج الفتيات المبكر".
ولفتت إلى أن عبارة مصر دولة لا تقبل التجزئة لسنا بحاجة إلى أن نكتبها في الدستور ، كما أن كل أمة لها طابع ثقافي وعادات وتقاليد خاصة بها وبالتالي فإن عبارة الشعب المصري جزء من الأمتين العربية والإسلامية ليست دقيقة نظرا لأن كل دولة إسلامية لها طابعها وعاداتها وثقافتها الخاصة بها، وبالتالي فإن الكثيرين تحفظوا على تلك العبارة.
ورأت أن دستور 1971 لم يحدث مثل هذا الانشقاق باستثناء التعديلات التي أدخلها عليه الرئيس السابق حسني مبارك وتتيح الفرصة لتوريث الحكم.
ووصفت الفنانة رانيا محمود ياسين، التعجيل بإجراء عملية الاستفتاء بأنه خطأ وخطر فادح في ظل الأجواء المتوترة التي تشهدها مصر حاليا .. مؤكدة أن عملية التصويت تتطلب توفير أجواء مناسبة له.
وقالت "إن تطور وتصعيد الأجواء المتوترة على الساحة السياسية سيؤدي إلى اندلاع ثورة جياع لا محالة في ظل هروب الاستثمارات وازدياد الفقر، وبالتالي ينبغي أن ينظر الجميع إلى إعلاء مصلحة الوطن وخاصة أننا على شفا الهاوية".
وترى أن إجراء عملية الاستفتاء وسط أجواء غير مؤمنة وفوضوية وتعرض البعض لتهديدات قد يدفع المعارضين إلى المقاطعة، نظرا لأن الفوضى قد تؤدي إلى وقوع الجريمة وسفك الدماء .. لافتة إلى أنها تنوي مقاطعة الاستفتاء لعدم شعورها بالأمان وشيوع حالة من الفوضى في الشارع.
وأعربت عن رفضها الاعتصام داخل مؤسسات الدولة وخاصة وسائل الإعلام والقضاء .. واصفة هذا الأمر بأنه خطأ فادح.
وأشارت إلى أن التظاهر الحضاري يتم في الميادين المختلفة بعيدا عن المؤسسات، مؤكدة في الوقت نفسه أن تأمين مسيرات التظاهرات مسئولية الجهات الأمنية شرط إبلاغها بها.
وأوضحت أن التعجيل بعملية التصويت لم يتح الفرصة الكافية لعقد مناظرات بين المؤيدين والمعارضين عبر وسائل الإعلام وطرح الدستور من خلال فقهاء وخبراء وقانونيين أمام المواطن كي يفهمه، وخاصة في ظل وجود مواد محل خلاف وجدل كبير لتوضيح المواد أمام المواطن العادي.
وقالت الفنانة غادة إبراهيم "إن الدستور مختلف عليه من قبل المصريين، نظرا لأنه لم يتم إشراك فئات الشعب المختلفة في الجمعية التأسيسية، وخاصة الأقباط والتيارات المدنية وهو الأمر الذي تسبب في حدوث حالة الاحتقان الموجودة في الشارع.
وأعربت عن رفضها لعملية الاستفتاء في ظل الأجواء المتوترة الحالية، مشددة على ضرورة إدلاء كل مصري بصوته بحرية كاملة والتعبير عن رأيه في ظل أجواء صحية.
وأشارت إلى أن عملية المقاطعة ستصب في صالح فصيل بعينه، لافتة إلى أنها قررت التصويت بلا حال ذهابها للادلاء بصوتها باعتبار الدستور باطل، لأنه ليس عليه توافق وطني.
وترى أن مواد مشروع الدستور الجديد تقمع الحريات وخاصة حرية الرأي والتعبير والإبداع وتمثل تهديدا صارخا بغلق القنوات الفضائية وحبس الصحفيين، مؤكدة في الوقت ذاته أن جميع القوى المدنية والتيارات الليبرالية تؤمن بأن مصر دولة مدنية ديانتها الإسلام.
ولفتت إلى أن مصر على مدار تاريخها لم تشهد أي قمع متعلق بالعبادة أو الأديان وأن المصريين يتعايشون على مدار التاريخ مسلمين وأقباط في وحدة وإخاء جنبا إلى جنب.
وأضافت أن رئيس الدولة هو المسئول الأول عن تأمين المحتجين السلميين أثناء التظاهرات، مشيرة إلى أن الحكم الصادر ضد الرئيس السابق مبارك تم إصداره ضده باعتباره المسئول الأول في البلاد ولم يستطع أن ينهي عمليات سفك الدماء التي ارتكبت أثناء التظاهرات، ومن ثم فإنه ينبغي على الرئيس والحكومة تأمين المتظاهرين خلال احتجاجاتهم واحترام رؤيتهم.
ووصفت الدستور للبلاد بأنه فاقد للشرعية، حيث ترى أن الجمعية التأسيسية المنوطة بوضع مواده لم يتم تشكيلها بشكل متوافق يعبر عن مختلف فئات وطوائف المجتمع، وهو ما أظهرته الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد، ومن ثم فإن ما بنى على باطل فهو باطل على حد تعبيرها.