قنديل ل«للشروق»: بدأنا التسوية مع الشركات المخالفة..ولن نصطدم مع آل ساويرس

طوينا صفحة الخلافات مع الجزائر على المستوى الرسمى.. ونحتاج جهودًا أخرى شعبيًا

فى السابعة والنصف وخمس دقائق دخلت الجناح الخاص بالدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء فى الدور السادس بفندق الأوراسى بالعاصمة الجزائرية، لإجراء هذا الحوار الذى استغرق حوالى نصف الساعة اجتهدت كثيرا أن يجيب عن أسئلة تهم المواطنين.

الرجل لديه آمال كبيرة فى المستقبل. ويؤكد أن درجة تفاهمه مع الرئيس محمد مرسى كاملة، ويتصل به يوميا لمدة ساعة ليلا.

قال قنديل إن الاتفاق مع صندوق النقد الدولى سيتم قبل نهاية العام، والتسويات مع الشركات بشأن الضرائب غير المسددة تجرى على قدم وساق، ولن يكون هناك صدام مع آل ساويرس بشأن هذا الأمر بل حل فى إطار القانون.

وعن رحلته إلى الجزائر قال قنديل إنها حققت نتيجة إيجابية وهى إعادة الدفء فى علاقات البلدين وطوت صفحة الماضى على الجانب الرسمى، لكن فيما يتعلق بالجانب الشعبى فنحتاج جهدا مستمرا.

بعد الحوار مباشرة رافقت رئيس الوزراء للقاء مع الجالية المصرية فى مقر إقامة السفير المصرى عز الدين فهمى، وكان لقاء تكررت فيه شكاوى المصريين الموجودة فى معظم البلدان كثيرا خصوصا غياب الدور الرسمى عن دعم المصريين فى خلافاتهم مع سلطات البلدان التى يقيمون فيها.

فى هذا اللقاء تحدث قنديل ووزير البترول المهندس أسامة كمال ووزير الخارجية محمد كامل عمرو ووزير التخطيط والتعاون الدولى الدكتور أشرف السيد العربى، ووعدوا جميعهم بأن يكون هناك تعامل أفضل فى المستقبل.

قبل أن أبدأ هذا الحوار الخاص سألنى د.قنديل: هل نمت جيدا؟ فقلت له لا، لأننى حاولت ومجموعة من الزملاء والزميلات الإعلاميين البحث عن مقهى أو أى مكان مفتوح فى الجزائر ليلا، لكن فوجئنا أن كل المحال تغلق فى الثامنة ليلا من دون استثناء، وإلى نص الحوار الذى جرى فى حضور السفير علاء الحديدى المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء..




● هل ستنفذون فعلا قرار إغلاق المحال التجارية فى العاشرة ليلا؟
نعم سننفذه ولكن فى كل الأحوال بالتفاهم مع اتحاد الغرف التجارية، الموضوع يأتى ضمن إجراءات كثيرة لترشيد وضبط الشارع، كثير من أصحاب المحال يفتح لأن جاره فاتح. ويعتقد أنه سيخسر الزبون إذاأغلق المحل. تنفيذ وتطبيق هذا القرار سيعنى ليس فقط توفير الكهرباء والتخلص من القمامة بصورة منظمة، وقبل الإعلان عنه أجرينا دراسات على نماذج كثيرة فى معظم بلدان العالم ووجدنا أنه لا أحد يتأخر بعد منتصف الليل، واتفقنا على استثناء المحال ذات الطبيعة السياحية.

● لكن البعض يرى أن تنفيذ القرار سيفاقم مشكلة البطالة؟
ليس صحيحا.. وكل من يريد الاستمرار فى العمل بعد الموعد عليه أن يتقدم ويغير طبيعة عمله لتصبح سياحية، ثم إننا راعينا البدء فى تنفيذ القرار بعد انتهاء موسم بداية المدارس ورمضان والعيد، وسيظل أكثر الناس غضبا هم أصحاب المقاهى.

● نعود إلى زيارتكم للجزائر.. هل تعتقدون أن صفحة الماضى السيئة قد تم طيها تماما؟
كما رأيت فقد كان الاستقبال حافلا والحفاوة بالغة، أعتقد أن الأزمة طويت على المستوى الرسمى، لكنها تحتاج جهدا مستمرا ليتم طيها على المستوى الشعبى، ويتأتى ذلك عبر التواصل المجتمعى من ثقافة وفنون ورأينا كيف كانت مصر ضيف شرف معرض الكتاب الأخير هنا، وتملك فى هذا الإطار تراثا كبيرا من العلاقات المميزة وعلى الجميع إدراك أن البلدين عندما ساعدا بعضهما البعض لم يكن ذلك نتيجة تفكير مسبق بل للأواصر والتاريخ والعروبة والدين.

● هل تشعرون أن هناك مردودا نتيجة لزيارتكم الخارجية على الأوضاع الداخلية؟
كل رحلة ولها غرض، ورغم أن رحلة إثيوبيا كانت لتقديم واجب العزاء فى وفاة ميلس زيناوى فقد التقيت بخليفته، كما التقيت هناك رئيس جنوب السودان.

وعندما زرت الخرطوم كان الاستقبال حافلا رسميا وشعبيا وتم التوصل لاتفاقيات عديدة منها التصنيع الزراعى والإنتاج الحيوانى، لكن أهم خطوة هى فتح الطريق البرى بين البلدين قريبا لأنه سيكون رابطا حقيقيا بين الشعبين.

وبالنسبة لزيارة الجزائر فقد كان هدفها إعادة الدفء للعلاقات، وأعتقد أن النتيجة إيجابية. ومن مظاهر ذلك أن شركة «المقاولون العرب» حصلت على حق إقامة حى سكنى بالكامل فى الجزائر، وهناك اتفاقيات أخرى فى الطريق.

● وماذا عن زيارتكم لجنوب السودان وهل تحدد موعد محدد؟
ستكون الزيارة قريبا، وخارجيا أيضا يفترض أن يزورنا رئيس الوزراء التركى رجب طيب أودوغان ربما خلال شهر أو شهرين، وسأحضر فى منتصف الشهر المقبل قمة الغذاء العالمية وسألقى كلمة مع أمير قطر والأمين العام للأمم المتحدة.

● المواطن يسأل دائما: ما الذى تحقق على الأرض نتيجة هذه الزيارات؟
بعض الناس سيغضبون حينما نتكلم عن دور مصر الريادى، ونحن نحاول فعلا وسننجح إن شاء الله فى استعادته وذلك عبر تقديم نموذج يكون جاذبا للآخرين. وعندما يحدث ذلك سوف يعود بالنفع على المواطن، إضافة بالطبع إلى الفوائد المباشرة للعلاقات الخارجية من توقيع اتفاقيات تعاون.

● البعض داخل مصر يقول إنكم لم تحققوا شيئا ملموسا على الأرض؟
حققنا نتائج طيبة كثيرة، لكن المطالب كبيرة والتحديات متعددة وأعذر الناس لأنهم صبروا وعانوا كثيرا، ويريدون قطف ثمار الثورة، ويحاولون محاسبة حكومتى وكأنها تتولى المسئولية منذ قيام الثورة.

● السؤال بصورة أوضح: حكومتكم تقترب من قضاء ثلاثة أشهر فى المسئولية.. ماذا فعلتم؟
هناك تحسن فى الخدمات رغم التركة الثقيلة. نحن نبذل مجهودا كبيرا، وقد تمكنا من إزالة المتراكم من القمامة، لكن هناك مشكلة نحاول حلها فى إزالة القمامة اليومية. لكن أكبر إنجاز هو عودة الشركة لأداء دورها، ثم إننا نهيئ الأجواء لبداية جذب الاستثمار. ونجحنا عبر حل مشاكل بسيطة لمستثمرين ورجال أعمال من إعادة مشروعات كانت متوقفة قيمتها 46 مليار جنيه ويعمل بها 109 آلاف شخص، وتمكنا أيضا من زيادة الصادرات بنسبة 16٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، ثم إن السياحة بدأت فى الانتعاش.

● ما درجة التفاهم بينك وبين الرئيس محمد مرسى؟
الدرجة كاملة والتفاهم فى كل شىء تقريبا والحمد لله، وأتحدث معه يوميا لمدة ساعة ليلا للتشاور فى كل الأمور، والرجل يدعمنى بصورة كاملة.

● وهل تتمتع بصلاحيات كاملة بصورة تجعلك تحقق أهداف حكومتك؟
عندى صلاحيات سلطات رئيس الوزراء فى النظام السياسى الذى يحكمنا.. هو النظام الرئاسى، وبفضل الله التفاهم كامل مع الرئيس.

● ما مدى صحة وجود فجوة بينك وبين حزب الحرية والعدالة؟
لا ألتفت إلى المناوشات من هنا أو هناك والمرحلة تحتاج إلى تركيز شديد.

● وهل تؤثر المظاهرات المستمرة خارج مكتبك على أداء الحكومة؟
أحترم حق التظاهر، وأرسل متخصصا لكى مطالب المحتجين ويتفاوض معهم ولدينا مكتب للشكاوى مؤخرا لكن البعض يريد أن يقابلنى شخصيا وهو أمر يصعب تحقيقه مع الجميع.

● هل تحقق شىء فى الخلاف بينكم وبين مجموعة من رجال الأعمال فيما يتعلق بالضرائب التى يفترض أن يدفعوها؟
نحاول حل كل مشكلة على حدة ومن لديه مشكلة فى أرض تم سحبها نحاول حلها، وتمكنا من استرداد أربعة مليارات جنيه من مشروع لشركة قطرية فى التجمع الخامس. وهناك تسويات لشركتين من الإمارات قريبا وكذلك تسوية لشركة سعودية، والمبدأ الذى نسير عليه أننا نحاول أخذ حق الدولة، وفى الوقت نفسه عدم الإضرار بالمستثمر الجاد ومنحه الفرص لكى يعيد توفيق أوضاعه.

● هل من جديد فى الخلاف بين الحكومة وآل ساويرس فيما يتعلق بمبلغ ال14 مليار جنيه الذى تقولون إنه ضرائب مستحقة عليهم؟
سيتم حل المشكلة فى إطار القانون، ولن نصطدم مع أى شخص، وللعلم فإن الميناء الذى تم إعادة افتتاحه مؤخرا فى طابا وساعد فى زيادة عدد السائحين بنسبة 35 ألف سائح يملكه آل ساويرس.

● متى ستوقعون الاتفاق مع صندوق النقد الدولى؟
قبل نهاية العام إن شاء الله، وزيارة رئيسة الصندوق للقاهرة أعطت إشارة إيجابية، ثم إن تحسن التصنيف الائتمانى مؤخرا قلل تكلفة الاقتراض بحوالى 8٪.

● هل تغضب من نقد الإعلام لك؟
أنا لا أغضب شخصيا، لكن أحزن من تأثير النقد غير الموضوعى على ثقة المستثمرين فى الأوضاع ويحزننى أكثر أن البعض يسألنى دائما: هل هناك أمل.

● كيف أثر منصب رئيس الحكومة على حياتك؟
لم أعد أفعل أى شىء سوى العمل، لا أرى أولادى ولا أتواجد فى منزلى.

● هل هم غاضبون منك؟
بالطبع نعم. التقى بهم فقط صباح الجمعة ونقرأ معا سورة الكهف ثم أصلى الجمعة وأتوجه إلى مجلس الوزراء للعمل.

● الكوبونات والكروت الذكية الخاصة بالوقود كل يوم هناك تناقص فى المعلومات؟
نعمل الآن على ضبط السوق ومعرفة الواقع قبل أن نتخذ أى إجراء على الأرض، ونطبق الكوبونات بصورة غير رسمية فى بعض المناطق مثل سوهاج، والهدف أن يصل الدعم فعلا إلى مستحقيه، لأن الحاصل الآن أن الدعم يجعل الفقير يزداد فقرا.