غنت نجاة الصغيرة وغنى الكثيرون عن الشبابيك التى تُدخل الهوا والنور، وتكون رؤية عن العالم الخارجى تحدد شكل العلاقة معه «ومن الشباك لارميلك حالى»، وللشبابيك أشكال وأوصاف «شباكنا ستايره حرير من نسمة شوق بيطير» غنت شادية.. «بيتنا شبابيكه كتار بيخلوا الليالى نهار» غنت عايدة الشاعر. النوافذ اختراع قديم تزامن مع تطور المنازل الثابتة والمغلقة.. فى بردية «نخت» من الأسرة التاسعة عشرة وصف ورسم لبيت من العصر الفرعونى مبنى بالطوب اللبنى.. «فى المنازل الكبيرة وترتيب الغرف حول فناء داخلى أو على جانبى الممر. الجدار شرفات تواجه الشارع، باب واحد، وشبابيك صغيرة قريبة من السقف فى جدران الطابق العلوى مغطاة بالحصير لمنع دخول الذباب والغبار والحرارة».
تطور المجتمع انعكس على شكل العمارة وليتناسب مع المناخ الحار للمدينة وقيم سكانها. الشبابيك فى العمارة الإسلامية بنيت من قطع خشبية هدفها ستر من بالمنزل وتوفير ضوء، يكسر حدة الشمس، ويدخل تيارا هوائيا متجددا.
وازدهر فن المشربية كلمة مشتقة من شرب حيث توضع فيه جرار للماء الصغيرة لتبرد بفعل التبخر الناتج عن تحرك الهواء عبر الفتحات، والتى تمتع الساكن بالجلوس فى الداخل مع خصوصية تسمح له بالنظر إلى الخارج دون فقدان عامل الخلوة وبرودة الهواء المار فوق جرار المياه.
فى العمارة الحديثة أثرت الصناعة على العديد من عمليات البناء المعاصرة مثل استخدام إطارات معدنية للنوافذ فى البناء، والتى جعلت من الممكن استخدام نوافذ من الزجاج من الجدار إلى الجدار، وغالبا من الأرض حتى السقف، وبالتالى لم يعد هناك فتحات للهواء مما دفع إلى اللجوء إلى مكيفات.
كثير من شبابيك اليوم لا تراعى خصوصية السكان، ولا تحميهم من الحرارة. وإن كانت ما زالت تخدم هدف رؤية العالم وتكوين علاقة معه، لكنها أيضا تسمح للمارين بأن يتعرفوا على تاريخ مدينتهم من طراز المبانى وشكل الشباك، وعن حالة ومزاج سكانها. منهم من زينه بالورود والزرع والرسومات، ومنهم من علق غسيله وثومه، ومنهم من استخدم ماله وقلد الغرب واستخدم الزجاج الذى لا يسمح بدخول الهواء ولا يحترم خصوصية من بالداخل.