مع زيادة حركة العمران في المناطق الجديدة واتجاه العديد من الأفراد إلي اقتناء وحدات سكنية خاصة يلاحظ فيها غياب النسق المعماري المميز الذي اتسمت به العمارة العربية القديمة التي كانت تستخدم خامات طبيعية وتصميمات تلائم ظروف ومناخ البيئة المصرية وتوفر تهوية طبيعية للمباني السكنية التي أصبحت تعتمد بشكل أساسي علي أجهزة تكييف الهواء مما أدي إلي تزايد معدل استهلاك الطاقة الكهربية في مصر سنويا بنسبة نحو 7% حيث بلغت جملة الطاقة الكهربية المستهلكة خلال عام 2005 2006 نحو 9.92 مليار ك. و. س كما بلغت جملة الاستثمارات المنفذة بقطاع الكهرباء خلال عام 2005/2006 نحو 813.5 مليار جنيه لتوفير الطاقة الكهربائية لحوالي 99% من السكان بالاضافة إلي استخدام خامات صناعية تلائم المناطق الباردة بدعوي التحضر والتماشي مع روح العصر ولا تتناسب وأجواءنا الحارة معظم شهور السنة مما أفرز وحدات سكنية غير صحية وأدي إلي انتشار الأمراض. كما أن هناك مبالغة شديدة في أسعار الفيلات والوحدات السكنية في المناطق العمرانية الجديدة، وبالرغم من تأكيد المختصين أن السعر المعقول للفيلات مساحة 150 مترا لا يزيد علي 120 ألف جنيه نجد المعروض في السوق حاليا يبدأ من نصف مليون وقد يصل إلي 3 أو 4 ملايين جنيه وإن كان البعض يرجعها إلي أخطاء التصاميم الهندسية وتدني مستوي الحرفيين والفنيين العاملين بصناعة البناء والتشييد الذي يتسبب في اهدار كميات كبيرة من المواد الخام كما يضاعف نظام تنفيذ المقاولين بدلا من مهندسي الإنشاءات المتخصصين زيادة تكلفة أي عملية إنشائية من 40% 100% فالمدن الجديدة تحتاج إلي شركات مقاولات متخصصة بعيدا عن عشوائيات التنفيذ. فعلي سبيل المثال من أخطاء التصميم عدم تعرض دورات المياه لأشعة الشمس وكما جاء في بحث طريف قام به فريق علمي سعودي بجامعة الاحساء بالمملكة السعودية مؤخرا يؤدي إلي نمو عفن فطري بين الجدران الاسمنتية والسيراميك ويفرز مادة سامة معروفة علميا "بيتريوتوكسي كوسزز" من شأنها تدمير العصب البصري في المخ لدي الرجال البالغين مما يتسبب بعد فترة بسيطة في استبدال رؤية أشكال جميع الاناث إلي أشكال بشعة وغريبة وغير مقبولة وهو ما يترتب عليه في النهاية تصرفات غير طبيعية من الرجل تؤدي إلي حالات عنف أسري وصولا إلي الطلاق (وبالطبع هو أمر يقلق جميع الزوجات فلا يشجع عن أزواجهن علي الاقتصاد في تكاليف البناء والاستعانة بغير ذوي الخبرة والعلم). المعمار الأخضر ويؤكد الدكتور بهاء الدين بكري أستاذ التصميم البيئي والعمران الحيوي بكلية الهندسة جامعة القاهرة وعميد المعهد العالي للهندسة المدنية والمعمارية بمدينة 15 مايو: أن مقاييس البناء الغربية لا تناسب بلادنا الحارة فارتفاع الاسقف علي سبيل المثال في البلاد الأوروبية الباردة مثل فرنسا يبلغ 40.2 متر وفي دول حوض البحر المتوسط يصل إلي 70.2 متر أما ارتفاع السقف المناسب في المناطق الصحراوية التي تنتمي إليها مصر هو 5.3 4 متر حتي لا يتم الاعتماد بصورة كلية علي أجهزة التكييف التي تكاد لا تخلو منها غرفة في المنزل باستثناء المطابخ والحمامات فتكون أقل من ذلك وعلي المعماري المتخصص أن يتعامل مع فراغ الشقة السكنية بالبعد الثالث وليس بالبعد الثاني فقط أي لا يكون ارتفاع الاسقف في جميع الغرف علي مستوي واحد وهو ما يعرف باسم (المعمار الأخضر) green architecture والذي بدأ تدريسه في هندسة القاهرة سنة 1964 موضحا أن العمارة الخضراء توظف كل عناصر البيئة المحيطة لايجاد نوع من الراحة الكلية داخل المنزل. وأضاف بكري أن اختيار أماكن فتحات النوافذ لا يتم بشكل عشوائي فالشباك في الغرفة البحرية لابد أن يكون له علاقة بالشباك في الغرف القبلية حيث يوفر تهوية طبيعية للوحدة السكنية وسمك الحوائط تبعا للمقاييس الغربية يبلغ من 12 25 سم وهو ما يستخدم الآن في المباني الحديثة وهو غير كاف لعزل الحرارة والضوضاء وبالنسبة للحوائط المعرضة للشمس يفضل استخدام نظام (الحائط المزدوج) ويتكون من جزأين الداخلي سمكه 25 سم والخارجي 12سم وبينهما فراغ أو شق هوائي سمكه 8 سم لعزل المبني عن سخونة أو برودة الجو الخارجي مشيرا إلي أن التكلفة المادية للحائط المزدوج لا تزيد علي 2% من تكلفة المبني كله ويوفر من 8 إلي 10 آلاف جنيه ثمن أجهزة التكييف المستخدمة بالاضافة إلي فاتورة الكهرباء المكلفة ماديا. وقال إن أجهزة التكييف في المنازل قد تتحول إلي مخازن للبكتريا التي تصيب الانسان بأمراض الربو والحساسية مشيرا إلي أنه لا يفضل استخدام مادة (الفوم) كعازل لجدران الوحدات السكنية حيث تتصاعد منها أبخرة مسرطنة بفعل حرارة الشمس الحارقة في بلادنا بعكس الدول الباردة التي تستخدم هذه المادة بكفاءة.