تعرف على كيفية ضبط ساعتك على الوقيت الصيفي    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالصاغة    التحالف يتصدى لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون    هل يبيع الزمالك زيزو لحل أزمة إيقاف القيد؟.. عضو الأبيض يكشف التفاصيل    مواعيد أهم مباريات اليوم الخميس 25- 4- 2024 في جميع البطولات    حالة الطقس غدًا.. أمطار رعدية ونشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة    تغير مفاجئ في حالة الطقس.. «الأرصاد» توضح سبب انخفاض درجات الحرارة    رحلة عطاء فنية| الاحتفاء بالفنان الراحل أشرف عبد الغفور بالمسرح القومي    فريد زهران: «رقمنة» دار الكتب الحل الجذري لاستيعاب زيادة عدد الناشرين    وفاء وايتن عامر في حفل زفاف ابنة بدرية طلبة    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    كرة السلة، ترتيب مجموعة الأهلي في تصفيات ال bal 4    عماد النحاس يكشف توقعه لمباراة الأهلي ومازيمبي    منسق مبادرة مقاطعة الأسماك في بورسعيد: الحملة امتدت لمحافظات أخرى بعد نجاحها..فيديو    تجربة بكين .. تعبئة السوق بالسيارات الكهربائية الرخيصة وإنهاء الاستيراد    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    "مربوط بحبل في جنش المروحة".. عامل ينهي حياته في منطقة أوسيم    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا من بيت فوريك ويقتحم بيت دجن    الهلال الأحمر يوضح خطوات استقبال طائرات المساعدات لغزة - فيديو    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    ثلاثة منتجات توابل مستوردة من الهند تسبب السرطان.. ما القصة؟    وزيرة التضامن: المدارس المجتمعية تمثل فرصة ثانية لاستكمال التعليم    لبنان.. طيران إسرائيل الحربي يشن غارتين على بلدة مارون الرأس    ما موعد انتهاء مبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب    الآن.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بعد آخر انخفاض    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    وزير الرياضة يتفقد استعدادات مصر لاستضافة بطولة الجودو الأفريقية    خبر في الجول – الأهلي يتقدم بشكوى ضد لاعب الاتحاد السكندري لاحتساب دوري 2003 لصالحه    رئيس تحرير «أكتوبر»: الإعلام أحد الأسلحة الهامة في الحروب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أخبار الفن|طلاق الفنان أحمد جمال من زوجته سارة قمر.. وشريف منير يروّج ل«السرب».. وهذه الصور الأولى من زفاف ابنة بدرية طلبة    مصير مجهول ينتظر "مؤتمر المصالحة الليبية" ..تحشيد عسكري روسي وسيف الإسلام مرشحا للقبائل !    مراقبون: فيديو الأسير "هرش بولين" ينقل الشارع الصهيوني لحالة الغليان    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    «زي النهارده».. بداية الحرب الأمريكية الإسبانية 25 إبريل 1898    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    تجديد اعتماد كلية الدراسات الإسلامية والعربية ب«أزهر الاسكندرية»    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحمامات
برلمان.. وعيادة.. ومكان للمؤامرات
نشر في أخبار الأدب يوم 17 - 04 - 2012

الحمام، لم يكن فقط مكانا للنظافة، ولكنه لعب علي مدي التاريخ الإسلامي دورا يتجاوز ما تأسس لأجله. هنا نعرف أنه كان برلمانا يناقش فيه الناس أمور الدنيا ومشكلاتها.. وكان مكانا للمؤامرات. عمارة الحمامات ، وتخطيطها الجمالي والهندسي هي ما نناقشه في هذا الملف أيضا عبر عصور مصر المختلفة.
الحمامات في العمارة الأيوبية و المملوكية
يا حُسْنَ حَمّامِنَا و بَهْجَتّهُ مرأي مِنَ السّحْرِ كُلهُ حَسَنُ
ماءٌ و نارٌ حَوَاهُما كنفٌ كالقلبِ فِيهِ السُرورُ و الحَزَنُ
هكذا وصف أبو جعفر التطيلي الأندلسي المتوفي سنة 525 ، الأثر النفسي للحمام في حياة المسلمين في العصور الوسطي ، هذه المنشأة التي كان لها دور اجتماعي و طبي و ديني بارز.
حث الدين الإسلامي المسلمين علي النظافة و التطهر و من هنا أتت الأهمية الدينية للحمامات ، التي قادت بالتبعية لجعلها منتديات اجتماعية فكان الرجال يتبادلون فيها الآراء و المناقشات حول قضايا المجتمع، وكثيراً ما عقدت بها صفقات تجارية ، و حيكت بها مؤامرات سياسية.
كما لعبت بالنسبة للمرأة دوراً هاماً ، حيث عدت، مركزاً للتزيين و التجميل واستعادة الحيوية والرشاقة. إضافة لدورها في مجال »الخطبة والزواج« فكانت الخاطبة تحرص علي التردد علي هذه الحمامات لمشاهدة الفتيات و هن يستحممن لتصف العروسة المرتقبة لزبائنها ، و كثيراً ما عقدت زيجات ناجحة دامت العمر بين الأسر المرموقة.
تعد الاحتفالات الخاصة بالزواج في الحمام من أزهي احتفالات الزواج ، ففي ليلة الحناء ، تذهب العروس إلي الحمام في احتفال ترافقها فيه صديقاتها و رفيقاتها يتقدمنها اثنتين اثنتين بينما تلبس العروس أجمل ثيابها ، و تتدثر من قمة الرأس إلي أخمص القدم بشال كشمير من الحرير الأحمر. و يتوج رأسها بغطاء من الورق المقوي و يوضع عليها الشال فيحجب عن الأنظار وجهها و ملابسها الثمينة ، وتسير العروس تحت مظلة من الحرير ذات ألوان زاهية و يحمل المظلة من قوائمها الأربع المعلق علي كل منها منديل مطرز أربعة رجال. يتقدم الموكب فرقة موسيقية و راقصات و رجلان يحملان الأواني و الملابس التي تستعمل في الحمام علي صينيتين مستديرتين تغطيان بنسيج من الحرير المطرز. كما يحمل رجل مبخرة من الفضة يحرق فيها العود و غيره من المواد العطرية كل ذلك وسط صيحات التهليل و الزغاريد و تسير الزفة ببطء شديد، وتتبع طريقاً ملتوياً ليطول العرض و يأتي في ذيل الزفة فرقة موسيقية أو فرقة طبالين. قد يستأجر الحمام كله للعروس و حاشيتها فيمضين ساعات الاستحمام و خطواته المختلفة من تجميل و تعطير و إزالة شعر و تسريح شعر العروس ، و تراق العطور و يتصاعد البخور و يقدم الشربات ثم يعود الموكب مرة أخري إلي منزل والد العروس. و لا يفوت العريس أيضاً الذهاب إلي حمام عام ، و هذه عادة يتبعها الأثرياء علي الدوام حتي عندما يكون لديهم في منازلهم حمامات خاصة. و يبلغ الحمامي قبلها بيوم ليسارع العمال بتجهيز الحمام و تعطيره بالبخور و يذهب العريس في صحبة أصدقائه ، و يقوم الحلاق بحلاقة شعر العريس و تهذيب لحيته ، و ينقضي اليوم كله في بهجة و سرور.
كما يتم في الحمام أيضاً ختان الأطفال و يصاحب ذلك احتفالات خاصة. لكننا نستطيع أن نتوقف قليلاً عند الوظيفة الطبية للحمام ، كان للحمام الفضل الأول في الشفاء من الأمراض الجلدية الخطيرة كالجرب و البرص وغيرهما حيث كان السبب المباشر في استمرار إيقاظ الوظائف الجلدية في جو تسوده الحرارة المرتفعة و التراب و غيرها. هناك أمراض لابد من التوجه فوراً فيها إلي الحمام العام مثل أمراض الروماتيزم وآلام المفاصل فيصف الطبيب لعلاجها عنصراً أساسيا ومهما وهو البخار الساخن والمياه المتدفقة الساخنة مع تدليك مواطن الأوجاع و مسام الجلد متفتحة و عضلات الجسم مرتخية و دهنه بالمراهم و الدهون بشرط المداومة علي التردد علي الحمام العام عدة أسابيع ليتم الشفاء.
أوضح بعض الكتاب قيمة الحمامات الطبية و منافعها في أنها تشفي من الهرش و الجرب كما تشفي من النزلات الشعبية و الزكام والحمي. و تضيف النضارة إلي بدن الإنسان . إلا أن هناك بعض الشروط التي يجب علي المستحم اتباعها أثناء أخذه الحمام حتي لا يصاب جسده بمضاعفات من تعب أو إرهاق و حتي يستفيد الاستفادة الكاملة. كأن يذهب للاستحمام بعد تناول الطعام و بفترة تسمح بإتمام عملية الهضم . كما ينصح الأطباء بشرب سوائل معينة كعصير التفاح أو الرمان أو ماء الفاكهة أو عقاقير خاصة أثناء وجودهم بالحمام من أجل زيادة استفادة الجسم من العلاج و سرعة الشفاء أو لتحقيق الاستفادة القصوي للجسم من الاستحمام.
و الحمامات نوعان ، الأول مفرد خاص بالرجال فقط، والثاني مزدوج عبارة عن حمامين أحدهما للرجال و الآخر للنساء، و قد تفرد أوقات معلومة في حمامات الرجال المفردة لدخول النساء لاستخدامها.
مراحل الاستحمام :
أما خطوات الاستحمام فهي متعددة تتم علي مراحل مختلفة منذ دخول الزائر من باب الحمام الخارجي إلي أن يخرج مرة ثانية سليماً معافي من الأدران والأوجاع. وقد أمضي خلال ذلك وقتاً لطيفاً مع رفاقه و نستطيع أن نحصر تلك المراحل في عدة نقاط أولها:-
1-الدخول:
فعند دخول المستحم من الباب يستقبله المدير ، فيحسن استقباله و يسلمه الداخل ملابسه و نقوده و أماناته ويقدم إليه أحد الخدم قبقاباً من الخشب.
2-خلع الملابس
يتوجه المستحم إلي مكان خلع الملابس و الاسترخاء و هو المسلخ و يتكون من أواوين فيخلع المستحم ملابسه بأحد الإيوانات و يتناول مئزراً يلفه حول وسطه يصل إلي الركبتين و يسمي في نفس الوقت المحزم. و قد يحضر له مئزر آخر يتعمم به تاركاً أعلي الرأس مكشوفاً. و يحضر له عند اللزوم فوطة ثالثة عند صدره و أخري يغطي بها ظهره ، ويساعد المستحم علي خلع ملابسه و لبس المحزم ولد أو شاب أمرد لاونجي و هذه التسمية تحريف لكلمة ليوانجي أو خادم الليوان أو الإيوان.
3- الطقطقة:
يقصد المستحم بعد ذلك مكان الاستحمام فيمر في دهليز ضيق يعتاد بالمرور فيه التدرج علي الحرارة الأخيرة بالحمام ، و هي التي لا يطيقها المستحم إلا بهذا الانتقال التدريجي المتعاقب. و تتم هذه العملية في الحجرة الساخنة حيث تنبعث سحب الأبخرة الكثيفة و يستمر انبعاثها علي الدوام فتختلط بالروائح الزكية التي تحرق في المباخر فيتمطي المستحم علي قطعة من القماش بحافة الحوض و يسند رأسه إلي مخدة صغيرة ثم يتخذ من الأوضاع ما يراه الأنسب لحاله والأوفق لراحته ومزاجه، وفي نفس الوقت يكون البخار الشديد قد أحاط بجسمه كله وأحدث شيئا ًمن التمدد في مسام الجسم كله و عقب برهة من الوقت يقضيها المستحم في هذه الراحة تكون البشرة قد اكتست بطبقة خفيفة من الرطوبة فيأتي عندئذ المكيساتي أو اللاونجي ليبدأ عمله فيطقطق العامل جميع مفاصل الجسم تقريباً فيلوي الجسم في اتجاه واحد أولاً ثم في الاتجاه الأخر حتي يطقطق العمود الفقري و يطقطق الرقبة أيضاً مرتين بأن يلوي الرأس في الاتجاهين ويطقطق كذلك الأذنين ويلوي أطرافهما بعنف ظاهر و لكن ببراعة فلم يسمع بحادث مكدر أثناء هذه العملية التي كان الغرض منها تليين المفاصل.
4-التدليك:
وهي العملية التي تلي الطقطقة ... وهي عبارة عن دلك الجسم بكيس صغير من الصوف الخشن أو بكيس من شعر الخيل ثم يدلك الجسم بشدة حتي يظن المرء أن جلده سيفصل عن جسده و يتوالي سقوط خيوط سوداء.. فالجسم يتخلص من كل الأدران العالقة به بل إن المسام نفسها تتخلص من أقل شيء يمكن أن يسدها، ذلك أن الجزيئات الصغيرة التي كانت تسد المسام ينتزعها الكيس من مكانها فيتكون من اجتماعها مع بعضها ما يشبه الشكل الاسطواني السالف الذكر. ومتي تمت هذه العملية شعرت بالبشرة وقد تناسق سطحها و نعمت نعومة الحرير، ثم يدلك بطن القدم و الكعوب بمحك من الطين المحروق »حجر الحمام« فيعمل عمل المبرد في الحديد فيزيل الجلد الميت من القدم.
و في هذه الأثناء يكون النزيل الصبور غارقاً في عرقه ، و ذلك العرق المتصبب بسبب شدة الحرارة و الذي كان مثاراً لقرائح الشعراء الذي تناوله أحدهم بقوله:-
لم أبغ بالحمام طيب تنعم أفني البكاء دموع عيني أجمعا
فبكيت فيه أسي بجسمي كله حتي كأن لكل عرق مدمعا
5- الاغتسال:
ثم يقتاد بعد ذلك إلي حجرة مجاورة و هي حجرة الحنفية ليبقي وحده و يعلق المكيساتي علي مدخلها منشفة و يغتسل المستحم بالليف و الصابون و الماء العذب الذي يجلبه في وعاء نحاسي و يسخنه في أحد المغطسين ، لأن ماء الحنفية يصدر من بئر مالحة فلا يصلح للاغتسال. و يطلب المستحم بعد ذلك مجموعة من المناشف يغطي بها جسمه بالطريقة السابق ذكرها. و يعود إلي غرفة »بيت أول«. و يمد للمستحم فوق مسطبة »بيت أول« حشية تغطي بالمناشف و يجهز أحد طرفيها بوسادة أو وسادتين يتكيء عليها بينما يدلك اللاونجي أطرافه و هو يحتسي القهوة و ينعم بالتدخين , و بعد أن تهدأ درجة حرارة الجسم قليلاً يعود إلي المسلخ حيث يسترخي علي حشية من الحشايا علي المساطب أو بأحد الأواوين أو المقاطع حيث ينال قسطاً من الراحة ثم يرتدي ملابسه التي بخرها الخدم ببخور العود ، ثم يسترد أماناته و ينصرف.
و لا تختلف الخدمة التي تحصل عليها المرأة و لا طريقة استحمامها عما ذكرناه بخصوص الرجال فيما عدا أن قطعة الصوف التي يدلك بها الجسم تكون أكثر نعومة. و فيما إنهن يستهلكن قدراً كبيراً من الصابون. و تتم إراقة العطور أو استهلاك ماء الورد بترف بالغ من قبل سيدات الطبقة الراقية
هذا وقد حرصت الحكومات الإسلامية علي رعاية الحمامات العامة و حمايتها و سن القوانين من أجل تنظيمها و من ثم أسندت مهمة الإشراف عليها إلي صاحب الشرطة في الولايات أو إلي الوالي نفسه باعتباره الرئيس الأعلي في الولايات الإسلامية.
و قد تولي المحتسب الإشراف علي النظام بداخل الحمام و نظافته حيث يأمر المدير المشرف علي الحمام بنظافة الحمام و كنسه و تنظيفه بالماء الطاهر غير المستعمل و ذلك مرتين في اليوم الواحد. و يأمر بتدليك البلاط بالأشياء الخشنة لئلا يتعلق بها السدر و الخطمي و الصابون فتنزلق عليها أرجل الناس.
نستطيع من خلال الخبرات المعمارية المتوارثة أن نستقرئ مدي الخبرة التي اكتسبها المصريون في عمارة الحمامات ، ولدينا نص جيد يعكس هذه الخبرة ، ويمكن أن نتصوره في ضوء المصطلحات المعاصرة، بكونه النص المحدد للمواصفات القياسية لهذا النوع من العمائر ، فالشيخ عبدالرءوف المناوي نراه يحددها في كتابه (النزهة الزهية في أحكام الحمام الشرعية و الطبية) وفقاً للشروط التالية:-
- الأول: أن يكون مسدود النوافذ ليس فيه طاقات ولا كوات ولا أبواب مفتحة لأنه موضع مشتمل علي ماء جار و هواء حار ، و إذا كان فيه منافذ يرده الهواء فيخرج عن موضعه.
- الثاني: أن تكون جدره كثيفة بحيث تمنع تطرق الهواء من خلالها بأن يكون مبنياً بالحجر الصلب لا بنحو طين و مدر ، فإن فرض اتخاذه من خشب لغرض انتقاله لزم أن يسد ما بين الألواح سداً محكماً بزفت أو نحوه من الأشياء المانعة لدخول الهواء من الشقوق ، ولا يكفي سترها بغير ذلك. و إذا جعل من خشب ، فينبغي أن يكون من جميز و نحوه لقلة قبوله لحبس البخار.
- الثالث: أن يكون رفيع البناء لتصعد الرطوبات وتنبسط، فيصفو في مدة الصعود، فينقلب الهواء، وتلطف البخارات الصاعدة إلي الأعلي.
- الرابع: أن يكون واسع الفضاء ليصفو هواؤه باتساع محاله وتتفرق فيه الحرارة ولاتنحصر الأنفاس المختلفة فيه و دخولها سهلاً، و يرق فيه الهواء ويتخلص من الكثافة بخلاف الضيق ، فيقل هواؤه و يتكدر صفاؤه، فيعسر خروج النفس ودخوله فيه.
- الخامس: أن يكون كثير الضياء والنور، وذلك ليس إلا بأن يتخذ له جامات من زجاج شفاف فيقوي الشعاع فيه ، وذلك لما مر أن الحمام يتعين ألا يكون فيه منافذ لينحصر الهواء فيه و يستمر الماء حاراً ، و بذلك يكون مظلماً فيحتال علي حصول الضوء فيه بإحداث كوات تسد بأجسام شفافة غير مانعة من نفوذ الضوء مع منعها من نفوذ الهواء و الرياح.
- السادس: أن يكثر ازورار دهاليزه وانعطافها و يحكم طبق أبوابها لتمكث الحرارة ، ولا يجعل بابه إلي الجنوب.
- السابع: أن يستر جدره بالبياض المحكم حذراً من دخول الهواء.
- الثامن: أن يكون قديم البناء أي بأن يكون له سبع سنين فأكثر كما قال بعضهم ، لأن الجديد غير معتدل المزاج لبرد أحجاره و طينه و يبسها و افتقارها إلي الرطوبة و الحرارة ...إلخ. و هذه أفضلية أكد عليها المناوي.
- التاسع: أن تكون أرضه بالرخام الملون لما في مقاومة برده للحر، و لأن صلابته تعكس البخار بسرعة فيتصاعد فيلطف الهواء. ولما في النظر إليه من تفريح النفس الموجب لسرعة التحليل.
- العاشر: أن تكون جميع بيوته حتي المسلخ جامعة للأشكال المفرحة، وأن تنقش جدره بالصور البديعة كالأشجار و الثمار والدروع والسيوف والقسي والرماح و القلاع والحصون والبحار والسفن والوحوش والحيتان والأطيار المغردة وغير ذلك بأصباغ مختلفة الألوان. لأن الحمام يحلل القوي والنظر إلي ذلك يجبر ما تحلل. ويقسم ذلك التصوير إلي ثلاثة أقسام متغايرة لأن أرواح البدن و قواه ثلاثة: نفسانية و طبيعية و حيوانية فيكون كل واحد من التصاوير سبباً لإنعاش كل واحد من القوي ويرد ما تحلل منه. فللقوي النفسانية نحو صورة العاشق والمعشوق ، وللطبيعية نحوالبساتين وصور الأشجار والأزهار، وللحيوانية آلات الحرب و صفة الفرسان و الشجعان. هذا ما استنبطه الحكماء بأفكارهم و اقتضته القواعد الطبية، ولكن جاء الشرع بتحريم تصوير ما فيه روح لمضاهاته لخلق الله، و فيما عداه غنية و تحصيل للمقصود من تقوية القوي و رد التحلل.
- الحادي عشر: أن يعذب ماؤه كما أشار إلي ذلك ابن سينا في القانون بقوله:» خير الحمام ما قدم بناؤه و اتسع فضاؤه وعذب ماؤه«. وذلك لأن العذب يبرد ويرطب أكثر بخلاف الملح فإنه لايخلو من أجسام غريبة تؤذي البدن كالكبريتية والنطرونية، وهذا باعتبار الأصل وبالنظر لحفظ الصحة. و قد يستخدم الماء المالح لحالات يكون الملح فيها أولي و ذلك في معالجات الأمراض.
- الثاني عشر: أن يكون الحمام نظيفاً و كذا ماؤه نظيفاً غزيراً لتنعش به الروح و ترتاح النفس و تتراجع القوي. و أن تكون الحياض و المغاطس متسعة عميقة، بحيث تستر أكثر البشرة ليكون الترطيب عند المكث فيها متساوياً في البدن. فيجب أن يتعاهده بالتنظيف بحسب الحاجة ، و يزال ما فيه من المياه و يجدد لئلا يفسد فيضر ، بل الأحوط أن يجدد ماء الحوض و المغطس لكل وارد حذراً من أن يكون به مرض فيؤذي من نزل فيه بعده. و ينبغي أن يكون فيه حوض يحوي ماء بارداً ليترطب به عند الحاجة.
- الثالث عشر: أن يكون فيه من البخور والروائح الطبية لترتاح الروح ويرد علي القوي الثلاثة ما تحلل منها.
- الرابع عشر: أن يكون مصوناً عن الدخان و الغبار ما أمكن فإنهما يؤديان إلي الهرم و السقم و ذلك بإحكام بنائه و إبعاد المستوقد عنه و تسليط دخانه علي الفضاء الواسع ، و يتحري بالمستوقد أبعد المواضع عن المسلخ لتكون الحرارة سارية منه في البيوت علي التدريج و الترتيب. وقد قال المسيحي وغيره: »يحترز أن يخالط هواء الحمام دخان، فإن دخول الدخان من خارجه مضر جداً، جالب للأمراض«.
- الخامس عشر: أن يكون له مسلخ توضع فيه الثياب و يجلس فيه الخارج من الحمام للاستراحة ، لما سيجيء من أن الإنسان لابد أن يأخذ راحته فيه، و يمكث زمناً لئلا يهجم عليه من حر الحمام إلي برد الهواء دفعة واحدة فيكون سبباً لأمراض كثيرة. وينبغي أن يكون في المسلخ بركة ذات ماء وأنابيب يرتفع الماء منها بقدر صالح، فإن ذلك ينعش الروح و يروح القلب، فيتدارك بذلك الضعف الحادث عن التحلل و نحوه، فإن أمكن أن يكون مطلاً علي نهر أو بركة أو بستان كان أبلغ في النفع.
- السادس عشر: أن يكون وقوده بما ليس فيه كيفية رديئة كالحطب الخالي عن الحدة و الدخان والرائحة الكريهة ، فيجتنب الزبل و نحوه من كساحة الطرق ، فإن بخار الحمام هو ما يوقد في الأتون ، فإن كان الوقود جيداً كان البخار جيداً، وذكر المناوي أنه يفضل أن يسخن الماء بأغصان المشمش أو أغصان القطن.
- السابع عشر: أن يشتمل علي بيوت ثلاثة غير المسلخ مختلفة الحرارة ، فيكون بعضها أسخن من بعض. بيت أول معتدل الحرارة كثير الرطوبة ليلطف تحليله ، و تأنس به الأمزجة لقربه من الفضاء الذي هو المسلخ بحيث لا يحس فيه بحر و لا برد. ثم بيت آخر هو أقوي حرارة من الأول لكنه غير مكرب. ثم بيت ثالث حرارته فوق الثاني ، كثير الحياض و المغاطس المستديرة الغامرة للبدن لتناسب التحليل بالمكث فيها. هذه البيوت الثلاثة يجب أن تكون مترتبة في الحرارة ، الأول فالثاني فالثالث ليكون كل بيت منها مناسبا لمزاج من يلائمه ، و ليكون الدخول بالتدريج ، فلا يهجم من شديد البرد علي شديد الحر دفعة واحدة فيؤذي البدن. وانتقد المناوي الحمامات في مصر لجعلها بيتين فقط .
الحمامات في العصر الأيوبي:-
استقر تخطيط الحمامات العامة في مصر منذ العصر الفاطمي ، و إن كان لم يصلنا من حمامات العصور السابقة إلا بعض شذرات من المؤرخين ، والنادر من الآثار المعمارية ، خاصة حمامات الفسطاط التي تعود إلي الفترات المبكرة من التاريخ الإسلامي في مصر ،
وقد استقر رأي الأثريين أن حمام الدود الواقع حالياً بشارع محمد علي هو أحد الحمامات التي تعود للعصر الأيوبي، إضافة إلي حمام سعيد السعداء الذي جدد تقريباً بكامله فضلاً عن حمام الجبيلي الوارد ذكره في وثيقة وقف السلطان قايتباي .
كان للعثور علي وثيقة وقف الملك العادل الأيوبي الفضل في الكشف عن حمام البيمارستان الأيوبي من خلال الوصف الوثائقي له ، كان هذا الحمام يقع بخط البيمارستان و المشهد الحسيني و خزاين السلاح، وهو حمام صغير كان مخصصاً للرجال ، بيت الحرارة في هذا الحمام ذو ثلاثة إيوانات ، ضم الحمام أحواضا و مطاهر و مستوقدا وقدورا و مجاري صرف الماء المستعمل و غيرها ، يبدو أن هذا الحمام قد اندثر في فترة مبكرة إذ لم يرد ذكره لدي المقريزي .
حمام الدود:
قدمت وثيقة وقف السلطان قايتباي وصفاً دقيقاً لحمام الدود حيث آل إليه و صار ضمن أوقافه، وقد اشتهر الحمام باسم الأمير سيف الدين الدود الچاشنكير.
وصف الحمام من خلال الوثيقة:-
تذكر الوثيقة أن حمام الدود كان مزدوجاً حيث يشمل حمامين أحدهما للنساء و الآخر للرجال و هما متلاصقان ولهما مستوقد واحد ( لم يتبق الآن سوي حمام واحد فقط للرجال )، وكان يدخل إلي حمام الرجال بواسطة دهليز يفتح علي المسلخ وكان بالمسلخ ثلاث مقصورات صغيرة ( مقاطع ) تعلوها ثلاث أخري تطل عليه ويصعد إليها بسلم وعلي جوانب المسلخ أربعة مساطب ودرابزين من الخشب.
ويتوسط المسلخ نافورة مربعة (فسقية) يعلوها منور ( شخشيخة ) علي أربعة أعمدة من الرخام. وأرض المسلخ مفروشة بالبلاط الرخام الملون. وبأحد جوانب المسلخ يفتح بابان أحدهما باب دورة مياه والثاني يؤدي إلي دهليز مفروش بالرخام الملون يسقفه قبو به جامات مغشاة بالزجاج الملون يؤدي إلي بيت أول و بهذا الدهليز خلوة صغيرة تجاه الداخل مخصصة للأغراض العلاجية حيث نصت الوثيقة إنها خلوة دوا , و يسقفها قبو تفتح به جامات مغشاة بالزجاج الملون. علي يسار الدهليز باب بيت أول و يتكون من إيوان واحد بصدره حوض يعلوه شاذروان من الحجر الكدان وبه أيضاً حوض أخر صغير، يغطي الإيوان قبو به جامات زجاج ملونة و أرضه مفروشة بالزجاج الملون , يواجه بيت أول بيت الحرارة و يدخل إليه من باب صغير و يشمل أربعة أواوين متعامدة بكل منها حوض، تتوسط الإيوانات فسقية بوسطها فوار نحاس
و بأضلاع المثمن المحصورة بين فتحات الإيوانات تفتح ثلاثة خلاوي تشمل إحداها مغطسو حوض صغير ( طهور ) و بالثانية حوض واحد، وبالثالثة حوض و جرن و بداير بيت الحرارة جرن كبير كدان و طهور سكندريان.
أما حمام النساء فهو مشابه لحمام الرجال في التخطيط حيث كان يدخل إليه عن طريق ممر يؤدي إلي المسلخ , ومسلخه أصغر قليلاً من سابقه حيث يشتمل علي ثلاث مساطب فقط و ثلاث مقصورات (مقاطع ) سفلية لا يعلوها شيء , يفتح بالمسلخ باب يؤدي إلي علو الحمامين و المستوقد، يتوسط المسلخ فسقية مربعة علي أركانها أربعة أعمدة تعلوها قبة، و الأرض مفروشة بالبلاط و الرخام , و يفتح بالمسلخ باب يؤدي إلي دهليز به مرحاض يقود إلي بيت أول، و هو إيوان واحد به حوض و جرن يغطيه قبو و أرضه مفروشة بالبلاط الملون , و يواجهه بيت الحرارة الذي يتكون من أربعة أواوين متعامدة بكل منها حوض.
و من المفيد أن نقدم وصفاً معمارياً لحمام الدود الذي مايزال عامراً حتي اليوم و إن كان قد أصبح حماماً واحداً بعد أن كان حمامين أحدهما للرجال و الآخر للنساء كما تذكر الوثيقة.
الوصف الحالي للحمام:-
الموقع: شارع محمد علي عند تقاطعه مع شارع الحلمية الجديدة.
المدخل: مجدد حيث أزيل مدخله الأصلي عند فتح شارع محمد علي و يفتح مباشرة علي المسلخ.
المسلخ: مربع ينخفض عن مستوي أرض الشارع بحوالي 1متر به إيوانان علي الجانبين الأيمن و الأيسر و يجاور الإيوان علي يسار الداخل حجرتان متجاورتان و جميع المسلخ حديث , يسقفه سقف خشبي مسطح يتوسطه طنور علي شكل جملون , في مواجهة الداخل باب يتوجه عقد يؤدي إلي دهليز.
بيت أول: يؤدي إلي دهليز طويل و في بداية الدهليز من الناحية اليمني دورة مياه , و يسقف الدهليز قبو محدب به مثقبات علي شكل معينات، ينتهي هذا الدهليز إلي بيت أو، و هو إيوان اتساع فتحته 2.60 م و عمقه 3.70 م ترتفع أرضه عن مستوي أرض الدهليز بحوالي0.50سم.
و الإيوان يخلو من الأحواض و لا يقوم الآن بأي وظيفة , و يسقف الإيوان قبة ضحلة مقامة علي حنايا ركنية علي شكل مخموس , داخل كل حنية عقدان مدببان , و من الملاحظ أن هذه القبة لا تغطي مساحة الإيوان كله إذ أن عمقه أكبر من إتساعه بحوالي متر واحد و تشترك هذه المساحة التي لم تغطها القبة من الدهليز في التسقيف و يغطيها قبو منحني تتوسطه قبة صغيرة مثقبة.
بيت الحرارة: يتكون من أربعة إيوانات متعامدة بينها صحن مثمن صغير المساحة. تتوسطه فسقية تشغل معظم المساحة ولا تترك سوي ممر ضيق حولها , و قطر الفسقية 2.10 م و ارتفاعها 0.75 سم يتوسطها حوض مرتفع من الرخام الأبيض وهو أكثر إتساعاً من ذلك الذي رأيناه في فسقية حمام قلاوون و إن كان يشبهه من حيث استدارته و أن حافته علي شكل أوراق نباتية تنثني حافاتها إلي الخارج و الفسقية مغطاة بالرخام الأبيض، يسقف الصحن قبة ضحلة تغطي المساحة المثمنة التي تتحول إلي دائرة بطريقة غير محسوسة بحيث أنها لا تحتاج لوجود منطقة انتقال، و يثقب القبة فتحات صغيرة للإضاءة , و يشغل الأضلاع الكبيرة فتحات الإيوانات الأربعة و تتبادل معها الأربعة الأخري الصغيرة , فالإيوان الأول علي يمين الداخل يليه ضلع صغير يفتح به باب صغير يؤدي إلي الخلوة ، ويخلو الضلع المحصور بين الإيوان الثاني والثالث من الأبواب و يلتصق به جرن معلق يعلوه صنبور، يلي الإيوان الثالث ضلع يفتح به باب يؤدي إلي المغطس الكبير وهذا المغطس يشغل الإيوان الثالث حيث سد عقده المفتوح علي الصحن. أما ضلع المثمن الأخير فهو الذي يفتح به باب الدخول.
الإيوانات: تفتح الإيوانات الأربعة علي الصحن بعقود نصف دائرية عدا الإيوان الثالث الذي سدت فتحة عقده تماماً حيث تحول إلي مغطس.
الإيوان الأول: علي يمين الداخل إتساع فتحة عقده 2.85 م و عمقه 2.70 م يسقفه قبو منحني تفتح به جامات دائرية ،وبصدر الإيوان عقد نصف دائري مصمت ( تظهر به آثار باب مسدود) وهذا الإيوان خال تماماً.
الإيوان الثاني: اتساع فتحة عقده 2.85 م و عمقه 3.15 م ويسقفه أيضاً قبو منحني تتوسطه قبة صغيرة مرتفعة وفي النهاية الجدار الأيمن لهذا الإيوان يفتح باب يؤدي إلي خلوة، ويفتح بصدره باب يؤدي أيضاً إلي خلوة أخري.
الإيوان الثالث: في مواجهة الداخل إلي بيت الحرارة , سد عقده تماما وإن كانت آثار استدارة العقد مازالت واضحة ،و حول إلي مغطس يؤدي إليه باب يفتح في الضلع الصغير المحصور بين الإيوان الثالث والرابع.
الإيوان الرابع: بنفس شكل و إتساع الإيوان المقابل له ( الإيوان الثاني ) يسقفه قبو محدب قليلاً تتوسطه قبة صغيرة ، يفتح بجداره الأيسر باب يؤدي إلي خلوة ...
المغطس الكبير: يشغل هذا المغطس كما سبق القول- الإيوان الثالث و يدخل إليه من باب يفتح في الضلع الذي يلي الإيوان الثالث حيث يصعد إليه بخمس درجات , و نري أن خلوة هذا المغطس متسعة الأبعاد و هي 4.80 متر عرضاً و 5.20م طولاً ويتوسطها حوض المغطس و هو مربع طول ضلعه 2.20 م و هو غائر في الأرض , وينقسم سقفه إلي قسمين بواسطة عقد , فالقسم الأول و هو الذي يلي الباب مباشرة علي شكل ممر مستطيل ويسقفه قبو محدب قليلاً ، أما القسم الثاني فيسقفه قبو محدب أيضاً و تفتح به جامات ذات أشكال شبه مخروطية مطبقة بالزجاج تذكرنا في عمقها و دقة تنفيذها بأسقف حمام قلاوون من حيث عمقها و طريقة تنفيذها.
ًالمغطس الصغير: يفتح بابه في منتصف الجدار الأيسر للإيوان الثاني و يصعد إليه بخمس درجات , يتوسط خلوة المغطس حوض مربع , يعلو حافة الحوض عمود يرتكز عليه عقد يقسم السقف إلي أربعة أقباء بها جامات ( و هذا المغطس معطل الآن ).
الخلوات: يوجد ببيت الحرارة بهذا الحمام خلوتان :
الأولي يفتح بابها في الضلع المحصور بين الإيوان الأول و الثاني , وهي مستطيلة يسقفها قبو به جامات مستديرة , و قد قسمت الخلوة من الداخل إلي قسمين بواسطة جدار قصير و فتح للنصف الثاني منها باب يفتح علي الإيوان الثاني و بكل نصف منها حوض من الرخام الأبيض يعلوه صنبور و مسطبة.
أما الخلوة الثانية: فيفتح بابها بالجدار الأيسر للإيوان الرابع و هي مستطيلة بصدرها مسطبة و بها حوض و وصنبور ويسقفها قبو نصف دائري ، و يقول العامة أن بهذه الخلوة مقاما لولي يعتقد انه يشفي الأمراض و توقد له الشموع يومي الاثنين والجمعة ، و من الغريب أن هذا الولي إسمه سيدي قايتباي !!! و نعلم أن هذا الحمام كان ضمن أوقاف السلطان قايتباي و ذكر وصفه في وثيقة وقفه !!.
و جميع أرض بيت الحرارة مفروشة بالبلاطات الرخامية البيضاء و لكنه يخلو من الزخارف الرخامية وأعمال الفسيفساء.
خصائص عمارة الحمامات الأيوبية:-
- بدأ في العصر الأيوبي ظاهرة إلحاق الحمامات بالمنشآت الدينية ، حيث كان أول حمام بني في هذا العصر ملحقاً بخانقاه سعيد السعداء التي شيدها السلطان صلاح الدين الأيوبي.
- تعددت المداخل في حمامات العصر الأيوبي ، فبعد أن كان مدخل الحمام يتوسط الواجهة الرئيسية ، أصبح هناك واجهتان ، بكل واحدة منهما باب يؤدي كل منهما أيضاً إلي المسلخ ، ظهرت بداية هذه التعددية في حمام الخراطين الذي يعود للعصر الفاطمي ، غير أنها انتشرت في العصر الأيوبي , و قد كان بحمام الجبيلي و الدود واجهتان الأولي كبيرة بها المدخل الرئيسي ، والثانية صغيرة و بها المدخل الجانبي و عادة ما تكون الأخيرة بداخل أحد الأزقة أو الحارات , فإذا كان الحمام مزدوجاً ، فإن المدخل الرئيسي يكون قد خصص للرجال و الجانبي مخصص للنساء.
- ارتباط المدخل بدهليز منكسر يؤدي إلي المسلخ بالداخل ، فرشت أرضيته بالرخام الملون ، و زخرف بالسقوف الخشبية ، و قد تضاف إليه مزيرة لشرب الماء.
- تعددت المقاصير بالمسالخ الأيوبية ، فنشاهد في حمام الدود ثلاثة مقاطع تعلوها ثلاثة مقاطع مثلها يصعد إليها بسلالم. كما نشاهد علي جوانب المسلخ مصاطب قد يصل عددها إلي أربع. و المقاصير الهدف منها استخدامها كاستراحة للأثرياء، و هي نفس وظيفة المصاطب.
- ازداد الاهتمام في العصر الأيوبي بعنصر فساقي المسالخ في الحمامات. فقد كانت في العصر الفاطمي عبارة عن فسقية بسيطة أطلقت عليها الوثائق »فسقية حجر لطيفة « لكننا نراها في حمام الجبيلي عبارة عن فسقية مربعة في أركانها أعمدة رخامية حملت أوتاراً و أكتافاً. في حين أضيفت قبة فوق فسقية حمام الدود التي تتوسط المسلخ.
- ورد في وثيقة حمام الدود ذكر وجود ( خلوة دواء )، ورجحت دكتورة سعاد حسن إما أن تكون مكان مخصصا لتدليك المترددين علي الحمام بالمراهم و الدهانات ، أو مكانا مخصصا لحفظ الأدوية الخاصة لعلاج الحالات المرضية التي قد ترد للحمام للاستشفاء ، و الرأي الأخير أرجح.و إن كان من الممكن أن تكونا خلوة تجمع بين الغرضين معاً.
بلغت الحمامات خلال العصرين المملوكي البحري و الچركسي ذروة إزدهار عمارتها ، و قد وصلتنا العديد من نماذجها ، و تكاملت الرؤية الشاملة لها من خلال ما قدمته الوقفيات من وصف للحمامات المندثرة منها ، هناك العديد من العناصر التي أضيفت في مراحل تاريخية محددة كالفسقية التي عرفت بصورة محدودة في عصر المماليك البحرية قرب نهايته ، والمغاطس التي لم تظهر إلا بدءا من القرن الخامس عشر في وثائق الحمامات ، و سوف تقدم نماذج من حمامات هذه الحقبة التاريخية كما يلي:
- الحمامات المملوكية البحرية:
1) حمام قلاوون الشهير بالنحاسين :
الموقع: يقع بشارع النحاسين ملاصقاً للمدخل المستحدث لبيمارستان قلاوون ، في مواجهة المدارس الصالحية.
المدخل: من الوضح أنه مجدد تتوجه زخرفة من فرع نباتي من طراز الركوكو ، و يقع المدخل في الطرف الشرقي للجدار الشمالي للحمام , يفتح علي دهليز صغير يهبط بثلاث درجات إلي المسلخ.
المسلخ: المسلخ متسع جيد الإضاءة مربع علي يمين و يسار الداخل مسطبتان و يشغل الضلع المقابل للداخل حجرة يفصلها عن المسلخ حاجز خشبي و أخري مشابهة في الضلع المقابل له، ومن الواضح أن هاتين الحجرتين كانتا مساطب أي أن المساطب كانت تحيط بأضلاع المسلخ.
يفتح في الضلع المواجه للداخل بابان متجاوران ، أحدهما يفتح علي حجرة صغيرة ( تستخدم لإعداد القهوة حالياً ) أما الثاني فيؤدي إلي الدهليز الذي يقود إلي المسلخ. يجاور هذا الباب سلم صاعد إلي سطح الحمام و المستوقد ، يتوسط هذا المسلخ فسقية صغيرة مثمنة ارتفاعها 1.20 م تتوسطها نافورة ( وهي الآن متوقفة عن العمل ). يلتصق بأحد جوانبها جرن صغير من الرخام نصف دائري ينخفض قليلاً عن مستوي حافتها و يتصل بفسقية بواسطة ثقب في جدارها ليمكن عن طريقه خفض منسوب المياه بالفسقية قبل أن تمتليء و تظهر الفسقية بالصورة المشار إليها.
يغطي المسلخ سقف خشبي مجدد تتوسطه ( شخشيخة ) منور مربع يعلو الفسقية. يغطي أرض المسلخ بلاط حجري.
بيت أول: ذكرنا أنه يفتح بالمسلخ باب يؤدي إلي دهليز طويل طوله 8 م ، في بدايته دورة للمياه و يسقف هذا الدهليز قبو محدب قليلاً به مثقبات للإضاءة بأشكال نجمية متقنة. و يؤدي الدهليز إلي بيت أول و هو إيوان واحد مستطيل اتساع فتحته 3.50 م و عمقه 2.10 م ترتفع أرضيته عن مستوي أرضية الدهليز 40 سم و يفصله عن الدهليز درابزين قصير ، و يسقفه قبو محدب قليلاً به مثقبات للإضاءة بأشكال نجمية أيضاً ..
بيت الحرارة: يدخل إليه من باب صغير ذي عقد منكسر يفتح بالدهليز السابق. يتكون بيت الحرارة من أربعة إيوانات متعامدة يتوسطها صحن مثمن، يتوسط الحرارة فسقية مثمنة أيضاً تكسوها بلاطات الرخام الأبيض و ترتفع عن الأرض 60 سم و قطرها 2 م في وسطها مثمن أصغر مرتفع به نافورة و تكسوه قطع من الرخام الخردة الملون في تشكيل هندسي، يغطي صحن بيت الحرارة قبة ضحلة تعلو هذه المنطقة المثمنة دونما، الحاجة لوجود منطقة انتقال حيث تنحني أضلاع المثمن و تذوب زواياه ليتحول إلي دائرة بطريقة غير محسوسة وقد ميزت بداية هذه القبة الضحلة بجنزير قالبي و حطتين من المقرنص ذي الحنيات الدقيقة ، و قد ثقبت هذه القبة علي شكل زهرة (عباد شمس) بمنتهي الجمال والدقة ، أما أضلاع هذا الصحن الثمانية فأربعة منها كبيرة وأربعة صغيرة بالتبادل، و يشغل الضلع الأول منه علي يمين الداخل الإيوان الأول يليه الضلع الصغير فيفتح به باب يؤدي إلي خلوة ثم يليه الإيوان الثاني، وفي الضلع الصغير الذي يليه يقع باب المغطس الصغير ثم الإيوان الثالث ويليه ضلع صغير ليس به أبواب ويلتصق به حوض معلق يعلوه صنبور ثم الإيوان الرابع و يليه باب الدخول السابق ذكره.
الإيوانات الأربعة:-
جميعها تفتح علي الصحن بعقود نصف دائرية.
الإيوان الأول: علي يمين الداخل اتساع عقده 2.90 م وعمقه 3.45 م وهو خال تماماً يفتح في صدره باب يؤدي إلي الخلوة.
الإيوان الثاني: عمقه 3 3م ، أقيمت بفتحته جدار قصير و ترك به مدخل قصير حيث صار يستخدم خلوة و به مسطبة و حوض معلق و صنبور.
الإيوان الثالث: يقابل الإيوان الأول، اتساع فتحة عقده 2.90 م و عمقه 3.50 م و يسقفه قبو نصف دائري بنفس إتساع فتحة عقده، تتوسطه دائرة صغيرة بها ثقوب للإضاءة. يشغل صدر الإيوان مسطبة يتوسطها حوض بيضاوي كبير.
الإيوان الرابع: يقابل الإيوان الثاني و عقده بنفس الاتساع إلا أنه أقل عمقاً إذ أن عمقه 1.40 م فقط و بصدره صفة من الرخام ترتكز علي عقدين، و يفتح بصدر الإيوان أيضاً مجاوراً لتلك الصفة باب يتقدمه خمس درجات يؤدي إلي المغطس الكبير.
المغطس الكبير: يقع مدخل هذا المغطس بصدر الإيوان الرابع و هو باب صغير يصعد إليه بخمسة درجات حيث ترتفع أرضية خلوة المغطس عن مستوي أرض بيت الحرارة ، يتوسط
حوض المغطس أرض الخلوة و هو حوض مربع ضلعه 2 م غائر في أرض الخلوة ، تنتصب في أركان هذا الحوض أربعة أعمدة رشيقة ( أضيف إليها كتف حديث ) تحمل عقود تقسم سقف الخلوة إلي تسعة أقباء ضحلة مثقبة بأشكال نجمية يغشيها الزجاج.
المغطس الصغير: يفتح بابه في الضلع الصغير المحصور بين الإيوانين الثاني و الثالث و يصعد إليه بأربع درجات ، يقع حوض المغطس في نهاية خلوة المغطس و في مقابل الداخل إليها و هو حوض غائر أيضاً أصغر من المغطس الكبير ، يغطي خلوة المغطس قبو ضحل تثقبه أشكال نجمية و هندسية أيضاً.
الخلاوي: يوجد في بيت الحرارة بهذا الحمام خلوتان صغيرتان أضيف إليهما الإيوان الثاني الذي تحول إلي خلوة ثالثة فالخلوة الأولي : يؤدي إليها باب يفتح بصدر الإيوان الأول و هي صغيرة مستطيلة بها مسطبة و حوض يعلوه صنبور و أمامه مقعد حجري. سقفها قبو به ثقوب هندسية.
أما الخلوة الثانية فيقع بابها في الضلع الصغير المحصور بين الإيوان الأول و الثاني و هو باب صغير يتوجه عقد منكسر يفتح علي خلوة صغيرة مربعة بها حوضان و مسطبة و صنابير (ودش).
هذا و يغطي أرض بيت الحرارة و جميع عناصره بلاطات رخامية كما نلاحظ أيضاً إرتفاع مستوي أرضيات الإيوانات قليلاً عن مستوي أرض صحن بيت الحرارة.
(2) حمام بشتاك:
الموقع: يقع هذا الحمام بشارع سوق السلاح.
المدخل: مثال رائع و فريد لجمال العمارة المملوكية و التأنق في زخرفة المداخل و هي الجزء الذي احتفظ برونقه في هذا الحمام بعد أن أتت يد الدهر علي كل نفيس به و بغيره ، وهو دليل علي ما كان بالداخل من تأنق و ثراء زخرفي.
هذا و قد ارتفع مستوي أرض الشارع عن مستوي أرض الحمام بمرور الزمن بمقدار 2.20 م و صار ينزل الآن إلي الحمام بعدد من الدرج ، و واجهة مدخل هذا الحمام ضيقة تغطيها التكسيات الرخامية و يغطي صدر المدخل عقد منكسر من الرخام الأبيض المحفور علي شكل إشعاعات يتوسطه رنك المنشئ ( البقجة ) و يزين توشيحتي هذا العقد خطوط متقاطعة من الرخام الملون تكون زخارف هندسية و تنعقد أعلي قمة العقد علي شكل ميمة. يلي صدر المدخل شريط من الكتابة يشمل نص تأسيس محفورا من الرخام الأبيض بخط الثلث نصه »أمر بإنشاء هذه الحمام المباركة المقر الأشرف العالي المولوي الأميري الكبيري بشتاك الملكي الناصري دام عزه «- يفتح باب الدخول الذي يتوجه أسفل نص التأسيس و تحيط بوجه العقد صنج مزرة متبادلة باللونين الأبيض و الأسود و تحيط بهذه الصنج إطار من شريط رخامي أسود ينعقد علي شكل ميمة عند قمة العقد ، و يشغل توشيحتي عقد فتحة الباب زخارف الأرابسك المحفورة من الرخام الأبيض ، و يمتد علي جانبي فتحة الباب أشرطة متبادلة من الرخام الأبيض و الأسود باتساع وجه المدخل ...
المسلخ: يفتح باب الدخول علي دركاة مربعة صغيرة يفتح بجانبها الأيسر باب يؤدي إلي المسلخ و هو متسع رحب من أوسع مسالخ الحمامات القائمة فهو مربع يبلغ طول ضلعه 10.20 م ، توجد به ثلاثة أواوين بثلاثة من جوانبه ، و بالضلع الذي يفتح به باب الدخول للمسلخ يوجد إيوان صغير كانت تعلوه مقاطع علوية ( مقصورات) تطل علي المسلخ بمشربيات مازالت بقاياها تظهر أسفل الملاط الذي سدت به.
يتوسط هذا المسلخ فسقية كبيرة مربعة من الخارج و مثمنة من الداخل ، طول ضلعها 4.10 م ترتفع علي أركانها أربعة أعمدة رخامية ذات أبدان مثمنة ترتفع فوقها أكتاف مربعة تعلوها ( شخشيخة ) منور علي شكل جمالون يتوسط سقف المسلخ المسطح. و هذه الفسقية معطلة شأنها في ذلك شأن جميع الفساقي الباقية بمسالخ الحمامات القائمة.
و يفتح بجدار المسلخ علي يمين الداخل بابان أحدهما يؤدي إلي سلم يصعد إلي سطح الحمام و المستوقد أما الثاني فيفتح علي الدهليز المؤدي إلي بيت أول.
بيت أول: يؤدي الباب الذي يفتح من المسلخ إلي دهليز مستطيل طوله 4.20 م و عرضه 1 م ، علي يمين الدهليز دورة مياه و ينتهي الدهليز إلي بيت أول و هو إيوان عمقه 4.70 م و إتساع فتحته 3.80 م ترتفع أرضيته عن أرض الممر 0.50 سم و هو مفروش ببلاطات رخامية ، و بأضلاع الإيوان الثلاثة دخلات معقودة بعقود نصف دائرية بكل منها مسطبة ، يسقف الإيوان قبة ضحلة علي مثلثات كروية بينما يسقف الممر قبو و تفتح به جامات دائرية ..
بيت الحرارة: ينكسر الممر في نهايته بزاوية قائمة و يفتح به الباب المؤدي لبيت الحرارة ، و هو يتكون من أربعة إيوانات متعامدة يتوسطها صحن مثمن ، يتوسط الصحن المثمن فسقية مثمنة يكسوها الرخام ترتفع عن الأرض 0.70 سم و قطرها 2.10 م و يرتفع بوسط هذه الفسقية حوض مثمن من الرخام يرتفع قليلاً عن الفسقية. يسقف الصحن الأوسط قبة ضحلة .. و يشغل أضلاع المثمل الأربعة الكبيرة فتحات الإيوانات الأربعة و تتبادل معها الأضلاع الأربع الصغري حيث تفتح
بها أبواب تؤدي للخلوات و المغطس ، يلي الإيوان الأول ضلع صغير من أضلاع المثمن يلتصق به جرن صغير يعلوه صنبور ، أما الضلع الذي يلي الإيوان الثاني فيفتح به باب يؤدي إلي خلوة، و يفتح بالضلع الذي يلي الإيوان الثالث باب المغطس الكبير ، أما آخر الأضلاع الصغيرة وهو الذي يلي الإيوان الرابع فيفتح به باب الدخول.
الإيوانات: توجد أربعة إيوانات ذات عقود نصف دائرية و يسقفها جميعاً أقباء برميلية .
الإيوان الأول: علي يمين الداخل ، إتساع فتحته 3.40 م و عمقه 1.90م ويشغل صدره مسطبة وترتفع أرض الإيوانات قليلاً عن أرض الصحن الأوسط.
الإيوان الثاني:إتساع فتحة عقده 3.40 م و عمقه 3.70 م يشغل صدر الإيوان مسطبة مستطيلة يتوسطها حوض.
الإيوان الثالث: يشبه الإيوان الأول المقابل له تماماً، و قد حول هذا إلي خلوة بواسطة إقامة جدار قصير يفتح به بابين في طرفيه و وضع به حوضين و صنبورين ، و نلاحظ ان الجدار الحادث يرتد عن وجه العقد داخل الإيوان بمسافة 0.90 سم.
الايوان الرابعة: اتساع فتحته 3.20 م و عمقه أيضاً 3.20 م ، يشغل صدر الإيوان مسطبة و يفتح بجداره الأيسر باب يؤدي إلي خلوة صغيرة.
و نلاحظ أن أقباء الإيوانات تخلو من فتحات الإضاءة.
المغطس الكبير: يؤدي إليه باب يفتح في ضلع المثمن المحصورة بين الإيوان الثالث و الرابع و يصعد إلي خلوة المغطس بسبع درجات ، و طول خلوة المغطس 6.20 م و عرضها 4.70 م و يتوسط خلوة المغطس حوض مربع طول ضلعه 2م و هو غائر في أرض الخلوة و ترتفع فوق أركان الحوض الأربعة أربعة أعمدة رخامية مثمنة الأبدان رشيقة ذات تيجان مقرنصة وهي تحمل عقود تقسم سقف حجرة المغطس إلي تسع أقسام ، الثلاثة الوسطي منها مربعة و الثلاثة علي الجانبين مستطيلة و تسقفها جميعاً أقباء محدبة بها جامات مطبقة بالزجاج ذات أشكال هندسية علي شكل نجوم.
المغطس الصغير: يفتح باب هذا المغطس في الضلع الأيسر من الإيوان الثاني و يصعد إليه بأربع درجات و يقع حوض هذا المغطس في ركن الخلوة و هو حوض مربع طول ضلعه 2 م، كما أن خلوة المغطس أيضاً مربعة طول ضلعها 3 م و تسقفها قبة ضحلة علي مثلثات كروية.
الخلوة الأولي: يفتح باب هذه الخلوة في ضلع المثمن المحصور بين الإيوان الثاني و الثالث وهي مستطيلة طولها 2.90 م و عرضها 1.30 م ، و في نهاية الخلوة حوض و حنفية و يسقفها قبو.
الخلوة الثانية: يفتح باب هذه الخلوة في الجدار الأيسر للإيوان الرابع و هي خلوة مستطيلة بها حوض و صنبور بالإضافة إلي ( دش ) هذا كما سبق أن ذكرنا أن الإيوان الثالث المقابل لباب الدخول و الذي تحول إلي خلوة عن طريق إقامة جدار قصير و أضيف إليه حوضان يعلو كل منهما صنبور.
و نظرة فاحصة لتلك النماذج السابقة الذكر نري أن التكوين العام ظل كما هو دون أن يلحق به تغيير ، فالأقسام الرئيسية ثابتة و هي المسلخ ثم بيت أول يليه بيت الحرارة علاوة علي الملحقات و هي المستوقد و البئر و الساقية.
الموقع: يقع بشارع أمير الجيوش الجواش ، و هما حمامان متجاوران و متشابهان
أحدهما للرجال و الآخر للنساء و نكتفي هنا بوصف حمام الرجال.
المدخل: يوجد بالواجهة مدخلان بطرفيها بينهما شباكان يغشيها خشب الخرط ، و المدخلان متشابهان. يعلو باب الدخول صدر مقرنص تتوسطه نافذة صغيرة داخل صفة تزينها مجموعة من المقرنصات ، يتوج المدخل ثلاثة حطات من المقرنصات الحجرية ذات دلايات و براقع ، أما فتحة الباب فهي معقودة بعقد مدبب تزينه حنيات صغيرة تدور بالعقد. و يزين وجه العقد حليات قالبية من جفوت تكون سلاسل ذات ميمات سداسية ، و يفتح باب الدخول علي دهليز صغير يقود إلي المسلخ.
المسلخ: صغير به إيوانان متقابلان علي يمين و يسار الداخل ، نري الإيوان الأيسر ينقسم إلي ثلاثة أقسام بواسطة عمودين و القسم الأوسط أوسعها ، و يتوج فتحة هذا القسم كريدي خشبي ، أما الإيوان المقابل فيتوسطه عمود واحد. في الضلع الذي يفتح به باب الدخول نري حجرتين تعلو احداهما الأخري (مقطعان) ويصعد للعلوية بسلم خارجي من المسلخ. يواجه الداخل بابين أحدهما يؤدي إلي دهليز بيت أول ، والثاني يؤدي إلي سلم يصعد إلي سطح الحمام و المستوقد ، يسقف المسلخ سقف خشبي مسطح ليس به منور ، والمنطقة الوسطي بهذا المسلخ مربعة ، ضلعها 5.70 م و عمق كل من الإيوانين 3.40 م.
بيت أول: يؤدي إلي بيت أول دهليز طوله 5.20 م و عرضه 0.90 سم. في بدايته علي اليمين دورة مياه و ينتهي الدهليز إلي بيت أول و هو إيوان صغير مربع طول ضلعه 3 م ، و ترتفع أرض الإيوان عن مستوي أرض الدهليز ب0.40 سم ، يسقف هذا الإيوان قبة مجددة حديثاً علي مثلثات كروية ..
بيت الحرارة: يفتح بابه في مقابل بيت أول. و هو يتكون من أربعة إيوانات متعامدة ذات عقود نصف دائرية يتوسطها صحن مثمن قطره 4 م. يتوسط الصحن فسقية مثمنة بها حوض صغير غائر في بدن الفسقية و يكسو سطح الفسقية بلاطات رخامية صغيرة و بها بعض قطع الرخام الملون ، يسقف الصحن قبة ضحلة علي مثلثات كروية تفتح بها جامات يغشيها الزجاج ، و تشغل فتحات الإيوانات الأربعة أضلاع المثمن الأربعة الكبري ، أما الأضلاع الأربعة الصغري فنلاحظ أن الضلع الذي يلي فتحة الإيوان الأول و كذلك الضلع الذي يلي فتحة الإيوان الثاني لا تفتح بها أبواب ، أما الضلع الذي يلي الإيوان الثالث فيفتح به باب يؤدي إلي المغطس الصغير ، ويفتح بالضلع الأخير الذي يلي الإيوان الرابع باب الدخول لبيت الحرارة.
الإيوانات: يشتمل بيت الحرارة علي أربعة إيوانات ذات عقود نصف دائرية و أقباء بنفس الإتساع، ترتفع أرضياتها 0.20 سم عن مستوي أرض الصحن الأوسط.
الإيوان الأول: علي يمين الداخل، اتساع فتحته 2.50 م و عمقه 2.20 م ، بصدره حوض يعلوه صنبور ، يفتح بجانبه الأيمن باب يؤدي إلي خلوة.
الإيوان الثاني: اتساع فتحته 2.50 م و عمقه 3.45 م ، ويشتمل علي حوض معلق يعلوه صنبور و مسطبة ، يفتح بنهاية الضلع الأيمن منه باب يؤدي إلي خلوة صغيرة ، يتوسط القبو النصف دائري الذي يغطي هذا الإيوان قبة صغيرة ( من الواضح أنها مجددة حديثاً ).
الإيوان الثالث: إتساع فتحة عقده 2.50 م و عمقه 3.50 م ، بالجانب الأيمن منه حوض معلق يعلوه صنبور وبصدره حوض مبني، يجاوره باب يؤدي إلي المغطس الكبير.
الإيوان الرابع: بنفس مساحة و اتساع الإيوان الأول ، بصدره مسطبة يتوسطها حوض مستطيل ، يغطي الإيوان قبو برميلي تتوسطه قبة صغيرة.
المغطس الكبير: يفتح الباب المؤدي إليه بصدر الإيوان الثالث ويصعد إليه بأربع درجات، يتوسط خلوة المغطس حوض مربع طول ضلعه 2.10 م و هو غائر في أرض الخلوة ، يعلو المغطس قبة علي مثمن و تنتصب علي أركان الحوض أربعة أعمدة تقوم عليها عقود تقسم السقف إلي تسعة أقسام (أضيفت أكتاف صغيرة لتساعد الأعمدة ) و يسقف هذه الأقسام أقباء برميلية صغيرة عدا القسم الذي يعلو حوض المغطس كما سبق القول و جميعها مثقبة بجامات مغشاة بالزجاج.
المغطس الصغير: يفتح باب خلوته في الضلع الذي يلي الإيوان الثالث و يصعد إليه بخمس درجات ، و حوضه يشغل ركناًً من حجرة المغطس علي يمين الداخل وهو لايغور كله في داخل أرض الخلوة و لكن يبرز منه حوالي 0.30 سم فوق مستوي أرض الخلوة ، يغطي الخلوة قبو مستطيل تفتح به جامات يغشيها الزجاج.
الخلوة الأولي: يؤدي إليها باب يفتح بالجانب الأيمن للإيوان الأول و هي صغيرة المساحة و تشمل حوضاً معلقاً يعلوه صنبور و بها مسطبة ....
الخلوة الثانية: يفتح بنهاية الجانب الأيمن للإيوان الثاني باب يؤدي إلي هذه الخلوة و هي صغيرة مستطيلة يغطيها قبو مستطيل و تشمل حوضا معلقا يعلوه صنبور و أمامه مقعد حجري و بها أيضاً ( دش ).

و جميع أرضيات بيت الحرارة مفروشة بالبلاطات الرخامية البيضاء، و ليس به أي نوع من زخارف الفسيفساء و أعمال الرخام الزخرفية.
حمام السلطان إينال
يقع حمام السلطان إينال بشارع النحاسين و تجاور باب المدرسة الكاملية.
المدخل:
تشير الوثيقة إلي المدخل الأصلي بأنه مبني (في كل من بابي القسم الخاص بالنساء و القسم الخاص بالرجال (بالحجر الفصي النحيت المشهر الأبيض و الأحمر المنعم معقود و
يعلو كل واحد منها مقرنص و طراز مذهب. و يصعد إلي الباب بدر مكون من ثلاث درجات، وقد علق علي المدخل فردة باب خشبي.
أما المدخل بحالته الراهنة فهو مجدد و بسيط و يقع داخل دخلة صغيرة عرضها 1.50 متر بها فتحة باب عرضها 1 متر ، و هذا المدخل تعلوه زخرفة من المقرنصات و إطار هندسي ضيق. و يعلو عتب الباب النص التأسيسي للحمام:» أمر بإنشاء هذا الحمام مولانا السلطان الأشرف إينال عز نصره بتاريخ رجب سنة إحدي و ستين و ثمانمائة».
و تؤدي فتحة المدخل إلي ممر منكسر يفضي إلي المسلخ. و قد كان بهذا الممر باب يدخل منه إلي حاصل صغير به مسطبة و يتوصل من هذا الدهليز . الذي سقف سقفاً نقياً إلي باب مقنطر عليه فردة باب يدخل منه إلي المسلخ.
المسلخ:
تنص الوثيقة المملوكية التي تصف حمام السلطان إينال إلي أن المسلخ به ثلاثة أواوين و مساطب دايره. وقد غطي أحد هذه الأواوين بسقف معقود. أما الإيوان الثاني والثالث فهو مسقف سقفاً نقياً أي من خشب جيد و مسطح. وبالمسلخ المذكور خمسة مقاطع يغطي هذه المقاطع حواجز من خشب الخرط كما يعلو هذه المقاطع أغاني و هي المقاعد العلوية تطل علي القاعات و تحجبها من خشب الخرط.
كما يوجد بوسط المسلخ فسقية مثمنة بها ثمانية » فواوير دايرة و وسطاني«. (40) أما المسلخ الآن بحالته الراهنة فهو مجدد تماماً وهو عبارة عن مستطيل كبير يتوسطه صحن مستطيل طوله 7.70 م وعرضه 5.50 م . و علي جانبي هذا الصحن يصنف إيوانان فقط و ليس ثلاثة كما في الوثيقة.
و عمق الإيوان الأول 2.80 م ويحمل سقفه الخشبي دعامة مربعة أما الإيوان الثاني وهو إلي يسار الداخل إلي مسلخ فعمقه 3.40 م و قد قسم هذا الإيوان إلي «مقاطع» ثلاثة فقط في الطابق الأول. و ثلاثة مثلها في الطابق الثاني و هذا يخالف ما كانت عليه مقاطع المسلخ حين إقامة الحمام. و تطل المقاطع جميعها علي صحن المسلخ. و يغطي سقف المسلخ بالعروق الخشبية و يتوسط السقف شخشيخة.
وبالمسلخ الآن حوض رخامي معلق يتضح من زخارفه أنه مجدد في العصر العثماني ، أما الحوض الأصلي الذي تشير إليه الوثيقة في مسلخ حمام السلطان إينال فهو « جرن للماء الحار.
أماالفسقية التي أشارت إليها الوثيقة فقد أزيلت الآن حيث تنعدم تماماً وجود أي فساقي بالمسلخ. و قد فرشت أرضية المسلخ بالرخام الملون. و بالمسلخ فتحة باب تؤدي إلي دهليز عرضه 0.80 م إلي يساره مرحاض ، و إلي اليمين يؤدي إلي بيت أول.
بيت أول:
تشير الوثيقة إلي أن بيت أول يشتمل علي إيوان و حوضين متقابلين ، و قد فرش أرض الإيوان المذكور بالرخام الملون و مسقف بمقلاة ( قبة ) بزوايا و مقرنص و صدر مقرنص معقود و المقلاة المذكورة مخرمة مسدودة بالجامات الزجاج الملون.
ومن خلال وصف بوتي لبيت أول يتضح أن هذا الجزء من الحمام قد جدد. فقد أشارت الوثيقة إلي أنه مغطس بقبة صغيرة قائمة علي مقرنصات كما يزين صدر الإيوان دخلة تتوسط صدره زينت بمجموعة من صفوف المقرنصات و القبة الصغيرة بها فتحات للإضاءة يغشيها الزجاج. في حين أن بوتي يذكر أن بيت أول غطي بقبو نصف مستدير.
أما بيت أول الآن فهو عبارة عن إيوان طوله 2.80 م و عرضه 2.20 م بصدره مسطبة و مفروش أرضه بالرخام الملون. و بنهايته فتحة باب صغيرة عرضها0.75 م تؤدي لأي بيت الحرارة.
بيت الحرارة:
أشارت الوثيقة إلي أن بيت الحرارة يشتمل علي أربعة أواوين متقابلة بصدر كل إيوان منها حوض يعلوه صدر مقرنص كما يحتوي علي جرن و طهورين متقابلان و خلوتان و مغطس.
وقد أشار بوتي إلا أن بيت الحرارة يحتوي علي تخطيط صليبي و علي خلوة و مغطسين.
أما بيت الحرارة الآن فهو مختلف من حيث عد الخلاوي و المغاطس فهو يحتوي علي ثلاث خلاو وثلاثة مغاطس. و أربعة إيوانات متعامدة ، يتوسطها صحن مثمن ، و تشغل الإيوانات الأضلاع الأربعة الكبري للمثمن في حين تشغل الأضلاع الصغري للمثمن أبواب صغيرة تؤدي إلي خلوات . و بوسط صحن بيت الجرارة الآن فسقية قطرها 2.90 م و هذا ما أضيف حديثاً للحمام حيث لم تنص عليه الوثيقة.
و تعلو الفسقية قبة ضحلة قائمة علي مثلثات كروية. وقد فتحت بها فتحات للإضاءة و التهوية. كما فتحت الإيوانات الأربعة علي الصحن بعقود نصف دائرية و ترتفع أرضيتها عن أرضية الصحن الأوسط بمقدار 0.10 م و قد غطيت الإيوانات بأقبية نصف دائرية بها فتحات للإنارة و التهوية.
الإيوان الأول:
و يقع إلي يمين الداخل و عمقه 2.80 م و يطل علي الصحن بفتحة عرضها 3.40 م وبصدره مسطبة (وليس حوضاً كما في الوثيقة) عمقها 1.10 م يغشيها بلاطات رخامية.
الإيوان الثاني:
و يبلغ عمقه 3.80 م ، و يطل علي الصحن بفتحة عرضها 3.10 م . و بهذا الإيوان أربع فتحات صغيرة تؤدي إلي خلوة و ثلاثة مغاطس.
الإيوان الثالث:
عمقه 1.80 م و عرضه 3.10 م . ولكنه سد بحائط مستجد من الطوب الأحمر و ترك مسافة 0.60 م للوصول إلي داخل الإيوان . و بصدر هذا الإيوان دخلة صغيرة.
الإيوان الرابع:
عمقه 0.52 م ، و يطل علي الصحن بفتحة عقد عرضها 3 م و بصدره مسطبة عمقها 0.70 م .
المغطس الكبير:
يدخل إليه من الفتحة الثانية التي بالإيوان الثانية، و تؤدي هذه الفتحة إلي ممر غير منتظم الشكل طوله 3.10 م . و يفضي إلي حجرة الغطس التي يصعد إليها بخمسة سلالم نظراً لارتفاعها عن أرضية الصحن الأوسط و يبلغ طول حجرة المغطس 3.40 م بركنها حوض مغطس طوله 2.10 م و عرضها 1.70 م . و قد غطيت هذه الحجرة بقبة ضحلة قائمة علي مثلثات كروية بها فتحات للإنارة.
المغطس الثاني:
و تؤدي إليه الفتحة الثالثة بالإيوان الثاني ، و يصعد إلي حجرة المغطس سلم من ثلاث درجات و هي أصغر من حجرة المغطس الأول إذ تبلغ أطوالها 2 م * 1.60 م .ويتوسط الحوض تلك الحجرة و يغطيها قبو نصف دائري بها فتحات للإضاءة.
المغطس الثالث:
و تؤدي إليه الفتحة الرابعة بالإيوان الثاني. ويصعد إلي حجرة المغطس بدرج مكون من ثلاث درجات سلم و هي حجرة أصغر من حجرة المغطس الثاني و الأول ، و أبعاد الحجرة
1.90 م * 1.70 م ، وطول حوض المغطس 1.70 م و عرضه 1.20 م .
و يغطي هذه الحجرة قبو نصف دائري به فتحات للإنارة و التهوية. أما الأضلاع الصغري للمثمن الأوسط المنحصرة بين الإيوانات الأربعة المتعامدة فيها فتحات تؤدي إلي خلاو.
الخلوة الأولي:
يؤدي إليها باب صغير بالضلع المحصور بين الإيوان الأول و الثاني و هي خلوة صغيرة وأطوالها 2.10 م * 2م بصدرها مسطبة عمقها 0.80 م و بها حوض صغير.
الخلوة الثانية:
و هي الخلوة التي توجد بصدر الإيوان الثاني . و الخلوة يؤدي إليها ممر طوله 2.20 م و طول الحجرة 3.20 م و عرضها 4.70 م و يغطيها سقف من قبو به فتحات للإنارة.
الخلوة الثالثة:
و بابها يوجد بالضلع المحصور بين الإيوان الثالث و الرابع . و هي خلوة مستطيلة عرضها 1.80 م و طولها 2.80 م و بها مصطبة بصدرها حوض صغير. و مفروش أرضية الإيوانات و الصحن بالبلاطات الرخامية المختلفة الألوان.
خصائص عمارة الحمامات المملوكية
شهدت عمارة الحمامات المملوكية زيادة في الاهتمام بالزخارف و العناية بالترخيم فضلاً عن اتساع مساحة الحمامات ، و إذا أوجزنا ذلك في عبار ة نستطيع ان نقول « إن عمارة الحمامات المملوكية كانت من السعة المناسبة و العمارة المتأنقة و الزخرفة المبهرة بحيث أصبحت لافتة لأنظار كل من زار القاهرة « و نستطيع أن نوجز خصائص عمارة هذه الحمامات فيما يلي:-
- تميزت مداخل الحمامات في العصر المملوكي بروعتها خاصة مع شيوع استخدام التكسيات الرخامية بزخارفها المتنوعة فيها ، فضلاً عن النصوص التأسيسية ، و أبرز أمثلة مداخل هذه الحمامات حمام بشتاك ، و حمام السلطان إينال.
- تميزت المسالخ و هي قاعات الاستقبال في الحمامات المملوكية بالمصاطب و الإيوانات ، غير أن أهم ما في هذه المسالخ هو الاهتمام المتزايد بالمقاصير و التي كانت تشيد في مقاطع ذات طبقات علوية و سفلية تطل علي المسلخ، ولها أبواب و شبابيك من خشب الخرط الدقيق. و يصعد للعلوية منها بسلالم.
- ظل بيت أول في تخطيطه المعماري مستمراً كما كان في العصر الأيوبي ، فهو إيوان يحوي مصاطب أو أحواض وخلاوي و أجران و ما إلي ذلك. سقفه مغطي بأقبية نصف دائرية كما فرشت أرضه بالرخام.
- كما استمر النظام التخطيطي لبيت الحرارة وفقاً لنظامين :-
الأول: التخطيط المتعامد ذو الأربعة إيوانات ، وهي متعامدة في شكل يشبه الصليب. عبرت عنه الوثائق بأنه ( أربعة أحواض ) حيث يحوي كل إيوان منها حوض. تحصر الإيوانات فيما بينها صحن مثمن أوسط تنخفض أرضيتها عنها.ربما كان استعمال التخطيط الإيواني في الحمامات أسبق عنه في المدارس ويؤكد هذا الرأي ما قام به الدكتور محمد سيف النصر من دراسات.
الثاني: النظام ذو الثلاثة إيوانات المتعامدة ، و من أبرز أمثلته حمام جوهر اللالا 834 ه (مندثر)الذي تغطي المنطقة الوسطي فيه قبة ضحلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.