ارتكبت قوات الرئيس السورى، بشار الأسد، مجزرتين جديدتين حصدتا أرواح أكثر من ثمانين شخصا، فى وقت تصاعدت فيه الانتقادات لإعدامات ينفذها «الجيش السورى الحر» بحق من يقول إنهم شبيحة «بلطجية» تابعون للنظام. إذ أفادت «الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان» بأن القوات الحكومية والميليشات المسلحة الموالية لها أعدمت 55 شخصا فى منطقة جديدة عرطوز بريف دمشق فجر أمس الأول، بالرصاص وذبحا بالسكاكين وهم مكبلى الأيدى من الخلف، وحملت الجثث آثار تعذيب. وبنفس الطريقة، أعدمت 27 شخصا فى بلدة يلدا.
فى المقابل، تتناقل وسائل إعلام غربية خبرا وصورا لإعدام كبار «شبيحة» آل برى (عشيرة من السنة) فى حلب، لقتالهم بجانب قوات الأسد، والذى نفذه رميا بالرصاص أفراد من «الجيش السورى الحر»، وسط تساؤلات استنكارية من نشطاء سوريين عن مدى الإفادة التى جناها «الحر» من هذا الفعل، ومطالبات بتشكيل محاكم ثورية لمحاكمة الشبيحة، حتى لو نفذ عقاب ما يكون تحت مظلة القانون.
جاء ذلك فى وقت تتزايد فيه حدة القتال يوما بعد آخر فى حلب «شمال»، ثانى أكبر مدن سوريا سكانا. وقالت الناطقة باسم بعثة الأممالمتحدة بسوريا، سوسن غوشة، إن قوات المعارضة تمتلك الآن أسلحة ثقيلة، بينها دبابات استولت عليها من الجيش الظامى.
ومجددا، قصف «الجيش الحر» صباح أمس بدبابة مطار «منغ» العسكرى قرب حلب. وعن أهمية هذا المطار، قال عضو «الهيئة العامة للثورة السورية» بحلب، أبوسامر الحلبى، فى اتصال مع «الشروق»: «من هذا المطار يتم قصف ريف حلب، وبه توجد الكثير من الطائرات، كما أعدم النظام بداخله العشرات من ضباطه الذين حاولوا الانشقاق» عن الجيش النظامى.
ويردد النظام السورى أنه لا يقمع المحتجين، وإنما يلاحق عصابات إرهابية مسلحة، قتلت أكثر من ثلاثة آلاف من عناصر الجيش والأمن، ما تنفيه المعارضة، متهمة القوات النظامية بقتل أكثر من 21 ألف شخص، معظمهم مدنيون، منذ تفجرت فى مارس 2011 الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء 42 عاما من حكم عائلة الأسد.
ومع اشتداد القتال بين الجيشين «النظامى» و«الحر» باتت الحدود السورية ملتهبة، ففى ثانى حدث من نوعه خلال أسبوع، تجددت فجر أمس اشتباكات شرسة بين الجيشين الأردنى والسورى، عقب إطلاق عشوائى للنيران من طرف الجيش السورى باتجاه منطقة الرمثا الأردنية.
وفجرا، سقطت عدة قذائف سورية على بعض البلدات فى عكار شمالى؛ مما اضطر بعض الأهالى إلى النزوح داخليا خشية تعرضهم لهذه القذائف، قبل أن يعودوا إلى منازلهم. فيما أجرى الجيش التركى مناورة بالدبابات فى منطقة نصيبين بإقليم ماردين على بعد كيلومترين فقط من الحدود السورية، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء. خارجيا، ذكرت محطات تلفزيونية أمريكية، بينها «سى.إن.إن»، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سمح بدعم سرى للمعارضة السورية، ووقع فى الأشهر القليلة الماضية على قرار يسمح لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سى آى إيه) وهيئات أخرى بدعم الثوار سرا، ولا سيما عبر إمدادهم بالمعلومات.
فيما أعلنت الخارجية الأمريكية عن تخصيص 25 مليون دولار فى شكل مساعدات «غير مميتة» للمعارضة السورية، بعد أن خصصت سابقا 15 مليون دولار لمساعدات تتضمن أدوية ومعدات اتصال، ثم أضافت أخيرا عشرة ملايين دولار.