قصفت مروحيات للنظام السورى فجر أمس عدة أحياء فى مدينة حلب (شمال)، وفى العاصمة دمشق، التى شهد عدد من أحيائها اشتباكات شرسة بين الجيشين «النظامى» و«السورى الحر». وقال نشطاء ميدانيون: إن القوات النظامية كثفت خلال الساعات الماضية من عملياتها فى ثانى أكبر المدن من حيث السكان، وسط أنباء عن وصول تعزيزات إضافية ل«الجيش السورى الحر». ومن حلب، قال الناشط أبوسامر الحلبى، ل«الشروق» إن قوات النظام قصفت أحياء صلاح الدين والمرجة والميسر والشعار والصاخور والفردوس والمشهد والأنصارى.
ورد «الجيش الحر» بدبابات استولى عليها من الجيش النظامى، حيث قصف مطار «منِّغ» العسكرى، وأعلن أنه أصبح مسيطرا على طريق مهم يربط بين محافظة حلب والحدود التركية بعد أن سيطر على حاجز عسكرى على مدخل المدينة الشمالى، ما سيساعده على حرية التحرك من وإلى حلب. ويشكل هذا الطريق محورا حيويا للتزود بالأسلحة والمواد الغذائية.
وفى دمشق، دارت اشتباكات شرسة بين «الجيشين الحر والنظامى فى شارعى لوبية والقدس وسط مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وأفاد نشطاء بأن حيى التضامن والقدم فى دمشق تعرضا لقصف مدفعى وشهدا اشتباكات شرسة، بحسب نشطاء ميدانيين.
ووفقا للصحفى السورى، براء البوشى، «من الصعب على القوات النظامية بسط سيطرتها بصورة كاملة على أحياء دمشق، ولا سيما القدم والتضامن، لأنهما حيان عشوائيان»، متحدثا عن «حرب شوارع وعمليات كر وفر ينفذها الجيش الحر».
وفى ريف دمشق، اندلعت اشتباكات فى بلدات مضايا وبيت سحم وجديدة عرطوز ودير العصافير والبويضة. وشهدت الكثير من المدن السورية مظاهرات ليلية أمس الأول، هتفت ل«الجيش الحر» ونددت بقصف النظام لأحياء حلب ودمشق.
سياسيا، بحث الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان عبر الهاتف، سبل تسريع عملية الانتقال السياسى فى سوريا بدون الأسد، وأعربا عن قلقهما تجاه «الهجمات الوحشية التى يشنها النظام على شعبه، وآخرها فى حلب».
وقد أفادت صحيفة «أيدنلك» التركية أمس بأن خمسة آلاف مقاتل سورى تلقوا تدريبات عسكرية فى قاعدة «انجرليك» الأمريكية بمحافظة «أضنة» جنوبى تركيا، ثم انتقلوا إلى الأراضى السورية للاشتباك مع قوات الأسد، مضيفة أن شاحنات تركية تحمل السلاح إلى الحدود وتوزعه المعارضة السورية.
فى غضون ذلك، قال وزير الدفاع الامريكى جون بانيتا، خلال زيارته لتونس، إنه يجب الحفاظ على تماسك الجيش والشرطة فى سوريا متماسكة عندما يطاح بالرئيس الاسد من السلطة محذرا من تكرار أخطاء حرب العراق.
ويذهب كثيرون إلى أن قرار إدارة الرئيس الامريكى السابق جورج دبليو بوش حل قوات الامن العراقية، والذى اتخذ بعد وقت قصير من الغزو الذى قادته الولاياتالمتحدة عام 2003، كان عاملا مساعدا مهما فى نشوب الحرب الأهلية الدموية.