حصلت «الشروق» على نص شهادة العميد سامى لطفى، مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن السويس فى قضية قتل طالب الهندسة أحمد حسين عيد، والتى أكد أن التحريات كشفت عن أن المتهمين، عنتر عبدالنبى سيد أحمد، ومجدى فاروق معاطى أبوالعينين، ووليد حسين بيومى، متشددون دينيا، كما أكدت براءة الطالب والفتاة من ادعاء جلوسهما فى وضع مخل، وتأتى هذه الشهادة متناقضة مع ما أعلنه وزير الداخلية، محمد إبراهيم، من أن المتهمين غير متشددين و«ملتزمين دينيا» فقط. وقال العميد سامى لطفى، فى نص شهادته بتحقيقات النيابة، إن تحريات المباحث توصلت إلى أن الطالب القتيل والفتاة كانا جالسين بموقع الجريمة وظهرهم للشارع ووجههم للبحر، يتجاذبان أطراف الحديث ويجلس خلفهم بمسافة، على إحدى الأرائك شاهد يدعى عربى كامل، مضيفا أن المتهمين الثلاثة توقفوا عند رؤيتهم للطالب والفتاة وذهبوا اليهما مسرعين من أجل نهيهما عن الجلوس منفردين.
وبسؤال النيابة العامة عما إذا كان هناك ما يشذ عن السلوك الطبيعى فى جلوس المجنى عليه والفتاة، أجاب مدير مباحث السويس أنهما كانا جالسين مثل أى اثنين فى وضع عادى وطبيعى وغير لافت.
وأضاف أن المتهمين تجمعوا يوم الحادث، بعد الاتفاق على الصلاة داخل مسجد بمدينة بورتوفيق، مشيرا إلى أنه قبل رؤية الجناة للقتيل، سبق أن توجهوا إلى شاب وفتاة اخرين وطلبوا منهما الانصراف وعدم الجلوس منفردين، وهو ما استجاب لها الشابان، بعدها واصل المتهمون طريقهم إلى منطقة بورتوفيق، وأثناء ذلك شاهدوا القتيل وصديقته جالسين بإحدى الحدائق بالقرب من سينما رينسانس.
وأكد لطفى أن المتهم الأول عنتر عبدالنبى كان يحمل فى يده اليمنى سلاحا أبيض يشبه سلاح تقطيع الموز، ثم ذهب المتهمون للطالب والفتاة مسرعين و«شخطوا» فيهما وقالوا «إنتم بتعملوا إيه هنا»، مشيرا إلى ان المجنى عليه «زعق» فى المتهمين الذين هجموا عليه بطريقة أفزعته، ثم حدثت مشادة وحاول المجنى عليه إبعاد الفتاة عن المتهمين، بينما أمسك الجناة بملابسه وتصاعدت المشادة إلى أن طعن عنتر الشاب بالسلاح الأبيض، وأوضح العميد سامى أن المتهمين أمسكوا بالجانى فى الوقت الذى طعن فيه عنتر المجنى عليه والذى وصفه بأنه «متهور»، مشيرا إلى أن المتهمين هدفوا من ضرب المجنى عليه بالسلاح الهروب من المكان خوفا من الإمساك بهم وليس بقصد القتل، مؤكدا أن المجنى عليه لم يكن بحوزته سلاح.
وأكد مدير مباحث السويس أن المتهمين يعتقدون وفقا لأفكارهم ومفهومهم فى تطبيق الدين أنه لا يجوز أن ينفرد شاب بفتاة، كما أنهم تعودوا كثيرا، قبل الحادثة، منع كثير من الشباب والفتيات من الجلوس معا.
كما أكد أن تحريات المباحث توصلت إلى أن المتهمين متشددين دينيا وأنهم على علاقة صداقة منذ عام 2005، وأن المتهم وليد حسين بيومى، الشهير بالشيخ وليد، سبق اتهامه فى قضية سرقة مسجد وتحرر بذلك المحضر رقم 5579 لسنة 2010 جنح السويس.
من جهة أخرى، كشف مصدر قضائى مقرب من تحقيقات النيابة العامة، أن شهادة مدير مباحث السويس وضعت وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم فى مأزق شديد الصعوبة بعد أن كان الوزير قال فى مؤتمر صحفى عقب القبض على الجناة إن الطالب والفتاة كانا فى وضع مخل، وهو ما أنكره مدير المباحث، كما أن الوزير أكد أنهم غير متشددين دون أن ينتظر نتائج التحريات والتحقيقات.