أكد الأديب والروائي بهاء طاهر، أن المثقفين على مر العصور كان لهم دور، وكان يسمع لهم، وأن من أيقظ فكرة الوطن والشعور بالهوية الوطنية هو رفاعة الطهطاوي، وكذلك دور قاسم أمين ومعركته التي قادها في تحرير المرأة، وطه حسين وسعيه لمجانية التعليم. إلا أن دور الثقافة والمثقفين تآكل بعد النكسة، وظهر الاستغناء عن الثقافة والمثقفيين واضحًا، وأصبح المثقف في عصر مبارك لا قيمة له، وتم استبدال المثقف بالواعظ الديني. وأكد طاهر خلال ندوته أمس الثلاثاء، بمكتبة الشروق بالزمالك، والتي ناقش فيها كتابه "أبناء رفاعة" الذي يتحدث عن دور الثقافة والفكر في البناء.
وقال طاهر: "إن الخطأ الوحيد الذي وقع فيه شباب الثورة هو تخليه عن الميدان يوم 11 فبراير، إلا أنه أكد أن الثورة مستمرة ولا داعي للتشاؤم."
وأضاف، أنه على الرغم من الأوضاع التي نعيشها الآن من إقصاء للمثقفين واختفاء دورهم، وظهر هذا واضحًا في الجمعية التأسيسية للدستور، إلا أنه شديد التفاؤل لأن مصر اجتازت العديد من الأزمات وستجتاز تلك الأزمة.
وأكد، أن شروط تحقيق أهداف الثورة "كرامة حرية وعدالة اجتماعية" تبدأ من الاستقلال الكامل لمصر من التبعية الغربية والفكر الوهابي. مضيفًا أنه لا سبيل لتحقيق أي تقدم دون التخلص من التبعية الغربية والفكرية، وهذا يتطلب مزيدًا من الكفاح، ويتطلب تعاون وعمل المثقفين لاستعادة دورهم المفقود. وأشار إلى أن الثقافة كما توجد من خلال التراكم هي تُخلق أيضًا من خلال الصراع.
وتمنى الأديب الكبير بهاء طاهر التوفيق للرئيس المنتخب محمد مرسي، على الرغم من أنه لم يقم باختياره في جولة الإعادة، وطالبه بناء على طلب أحد المشاركين في الندوة، بتقديم نصائح له بتحقيق وعوده التي قطعها على نفسه،عشية ليلة الانتخابات؛ من الحفاظ على مدنية الدولة والوحدة الوطنية.
ومن جانبها، أشارت الكاتبة فتحية العسال، أن المرحلة التي نعيشها الآن هي مرحلة تجذير للثقافة، وأصبح دور المثقف سياسيًا، في محاولة لإقصاء ومحو الثقافة باعتبارها سلاحًا، على حد وصفها.
وقالت العسال: "أدعو أن يتحول المثقفون لتكوين كتائب سياسية؛ لاستعادة دور المثقف في التطوير". مؤكدة أنه ينبغي التصدي بشدة أمام الجمعية التأسيسية للدستور، حتى لا نعود إلى الخلف.