انطلقت اليوم أعمال مؤتمر "عام على انطلاق ثورة 25 يناير - ثورتنا مستمرة حتى تحقق أهدافها" والذي دعا إليه المهندس الاستشاري ممدوح حمزة وأقيم بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات. واستهل الجلسة الثانية للمؤتمر الأديب بهاء طاهر وأدارها الناشط السياسي جورج اسحق المنسق الأسبق لحركة كفاية.
وتحدث طاهر عن "الحرية" مستعرضا دور المثقفين في قيادة الشعب عبر تاريخ مصر.. وعن دور رفاعة الطهطاوي في إرساء مفاهيم الحرية إلى أن تسلم الراية منه الإمام محمد عبده وشارك في الثورة العرابية بنفسه وقلمه، وكتب بيان الحزب الوطني ونص على حق المصريين في الحرية، وأعلن عرابي بوضوح أن ليس في مصر سلطة دينية، ولم ينزع الإمام محمد عبده القداسة عن أي حاكم بشري فقط ولكن عن أي مؤسسة تدعي لها سلطة دينية.
وتناول طاهر "تحرير المرأة" بفضل مثقفين هما قاسم أمين والشيخ محمد عبده، كما تحدث عن "الكفاح من أجل الاستقلال الكامل لمصر من التبعية لأوروبا"، وكان الفضل في ذلك للمثقفين الذين حشدوا الوعي الوطني بدءا من عبد الله النديم وخطبه.
ورأى بهاء طاهر أن الدولة المدنية تعثرت منذ السبعينات وتم ضرب الدولة المدنية ومنجزاتها في مجال الحريات وبدأ الرئيس الراحل السادات عهده بحملة شاملة على المثقفين فأغلق المؤسسات الثقافية والمسارح الجادة والمؤسسة الوطنية للسينما، واعتقد البعض أنها ضربة لخصومه السياسيين ولكن مشروعه السياسي كان موجها إلى قلب الدولة المدنية، وزادت الضربات الموجهة للدولة المدنية بعودة الإخوان المسلمين ليمارسوا نشاطهم في النقابات المدنية وبين طلاب الجامعات والمدارس وفي الريف، وتم التراجع إلى ما كان عليه الحال، وتسيدت الرأسمالية المتوحشة مدعومة بفساد الجهاز الإداري، وهذا ما ثار غضبا منه الشباب في 25 يناير.
وأكد طاهر أن استعادة الحرية يلزم لها برنامجين قصير الأجل وطويل الأجل وينجز قصير الأجل "برنامج الأزهر الشريف" وأساسه عودة الجيش إلى ثكناته ومع المحاكمات العسكرية، وإطلاق طاقات الشعب لبناء الدولة دون هيمنة أو إقصاء وسرعة إنجاز المحاكمات لرموز النظام الفاسد، أما المهام طويلة الأجل لاسترداد الدولة المدنية فأكد أنها تتمثل في طرح أسئلة ضرورية ما الدور الذي يمكن أن يلعبه شباب الثورة للحفاظ على استقلال مصر بعيدا عن أي تبعية، وهل آن الأوان لاتحاد الائتلافات الثورية في صيغة تنظيمية تجعل لصوت الشباب قيمة تنظيمية في الساحة السياسية، وهل يدرك الشباب ضرورة التكتل للدفاع عن الثقافة الوطنية باعتبارها حاضنة الحرية، وهل يدرك المثقفون أهمية العمل المنظم لتحقيق رسالتهم؟.
ثم تحدثت الدكتورة كريمة الحفناوي القيادية بالجمعية الوطنية للتغيير عن مكانة المرأة ودورها في الثورة، وأن ينص الدستور القادم على القضاء على الفساد، وحرية الحصول على المعلومات للقضاء على الفساد.
وأكد عبد الحكيم عبد الناصر عن 25 يناير كثورة ضد مجتمع النصف في المئة، مؤكدا أن أهم الأشياء هي إقامة مجتمع ال100%، ومع مرور سنة هل تسود الإرادة الثورة أم الثورة المضادة، وأشار إلى أن ثورة 25 هي ثورة السلام القائم على العدل وليس التبعية لأمريكا وإسرائيل.
أما الدكتور يحيى الجمل فقد لفت في مداخلة له إلى أهمية البعد الدستوري في كتابات رفاعة الطهطاوي، وأن المسألة الدستورية شكلت أساسا لما حدث من ثورة 1919 والتي كانت أول ثورة شعبية، كما تحدث عن دور كل من زكي نجيب محمود وسلامة موسى كقامتين كبيرتين للاستنارة يجب إبراز دورهم.
وسادت الجلسة أجواء من سوء التنظيم بسبب الخلاف حول حق الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء السابق في المداخلة، واعترض مجموعة من الحضور على وجوده، وقاموا بالهتاف ضده ، وأعرب الروائي بهاء طاهر عن استيائه من أسلوب الحضور، واعتذر للدكتور يحيى الجمل وأشار إلى أن الثورة تعني التمسك بالخلق القويم وليس الانفلات.