تقدمت «جمعية أطباء التحرير» بشكوى رسمية عاجلة، وطلب تحقيق فورى إلى نقابة الأطباء مع مديرى مستشفيات عين شمس التخصصى، الدمرداش الجامعى، ودار الشفاء، والزهراء الجامعى، الواقعة فى نطاق ميدان العباسية. وأكدت الجمعية «تقصير مديرى المستشفيات فى أدائهم المهنى والإنسانى وما حدث فى مستشفياتهم من تقصير وإهمال جسيم متعدد الجوانب، مما تسبب فى كارثة صحية واسعة، وذلك خلال أحداث العباسية بداية من يوم السبت الثامن والعشرين من أبريل 2012 وحتى يوم الجمعة الرابع من مايو الجارى».
وشملت أوجه القصور، وفقا لما جاء فى الشكوى التى وصلت إلى النقابة أمس الأول «إغلاق المستشفيات فى وجه المصابين ومنع المرضى من المواطنين المصريين من الحصول على الخدمة الطبية الضرورية لحالات خطيرة، متسببين بذلك فى تدهور حالتهم وتعريضهم جميعا لخطر الموت، مما يعد خرقا واضحا لقسم الطبيب وأخلاقيات المهنة، ولجميع القوانين والأعراف والمواثيق الوطنية والدولية».
وأشار رئيس الجمعية الدكتور محمد فتوح، إلى التقصير فى تأمين المستشفيات التى تحت إدارتهم من الاعتداءات التى طالت المرضى والمصابين والأطقم الطبية العاملة بها، وكذلك التقصير فى وضع خطة للطوارئ وتنفيذها داخل مستشفياتهم للتعامل مع مثل هذه الأزمات الطارئة، مع علمهم بسخونة الأوضاع فى منطقة المستشفى وتصاعد وتيرتها ساعة بعد أخرى.
وتابع فتوح «ظهر ذلك فى عدم توفير العدد الكافى من الأطباء ذوى الخبرة الطبية المناسبة وعدم توفير التجهيزات والإمدادات الطبية الضرورية داخل المستشفى، فلم يتمكن الأطباء من أداء دورهم فى ظل هذا النقص الفادح فى الإمكانيات، وقد ترتب على هذا الإهمال الجسيم متعدد الجوانب خطورة بالغة وتهديدا لحياة هؤلاء المواطنين من المرضى والمصابين والأطباء».
وأعلنت وزارة الصحة والسكان عن خروج ال17 حالة المحتجزة فى مستشفيات دار الشفاء والزهراء الجامعى، بعد تحسن حالتهم الصحة، بينما يوجد بعض الحالات ما زالت محتجزة فى مستشفى كوبرى القبة العسكرى، إلا أنه لا يوجد لدى الوزارة حصر بأعدادهم، حسبما أكد نائب رئيس هيئة إسعاف مصر الدكتور أحمد الأنصارى.
وعلق الأنصارى على شكوى جمعية أطباء التحرير، موضحا أن مستشفيات العباسية استقبلت 261 حالة، من بين 373 حالة إصابة فى الاشتباكات الأخيرة، وتعاملت مع الوضع بشكل جيد.
وأشار الانصارى ل«الشروق» إلى أن تأمين المستشفيات ليس من اختصاص وزارة الصحة، وإنما الجهات الأمنية المختصة بذلك، مضيفا أن الاسعاف تعامل مع الوضع وتحمل الكثير من المخاطر، مما تسبب فى تحطيم 3 سيارات من أصل 50 سيارة كانت متواجدة فى الميدان.