تنافس المعارضة اليمينية الصربية على السلطة اليوم الأحد في انتخابات تتسم بتأييد لم يسبق له مثيل للانضمام الى الاتحاد الأوروبي بعد أكثر من عشر سنوات من سقوط الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش. ويواجه الليبراليون الذين تولوا الحكم عام 2000 أقوى تحد حتى الآن من المعارضة التي يقودها توميسلاف نيكوليتش الذي انتقده الغرب ذات يوم بوصفه الوريث الروحي لميلوسيفيتش لكنه يقول الآن إن هدفه أن تنضم صربيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ومن المحتمل أن يفوز نيكوليتش (60 عامًا) وحزبه التقدمي الصربي بانتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية بالاستفادة من غضب الناخبين من انتقال البلاد الصعب من الاشتراكية إلى الرأسمالية، وقالت أولجا نيكوليتش (59 عاما) وهي ممرضة كانت واحدة من اوائل سكان بلجراد الذين يدلون بأصواتهم بعد أن فتحت مراكز الاقتراع ابوابها في السابعة صباحا (الخامسة بتوقيت جرينتش) "صوتت لنيكوليتش وحزبه، الديمقراطيون أتيحت لهم الفرصة وفشلوا فشلا ذريعا لهذا حان وقت التغيير".
بيد أن نيكوليتش ربما لا يفوز بانتخابات الرئاسة في الجولة الثانية التي تجري في 20 مايو حين يمكن أن يدفع عدم الارتياح بشأن ماضيه الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد الى التصويت للرئيس المنتهية ولايته بوريس تاديتش (54 عاما)، ولن يفوز اي حزب بأغلبية واضحة في الانتخابات البرلمانية ويتكهن معظم المحللين بأن يحتفظ حزب تاديتش وهو الحزب الديمقراطي بالحكم على أن يغير ملامح الحكومة المنتهية ولايتها.
يذكر أنه يحتل الحزب الاشتراكي -وهو حزب ميلوسيفيتش الذي توفي عام 2006- المركز الثالث في استطلاعات الرأي ويرجح أن يكون له دور مؤثر في سير الأحداث، وأشار زعيم الحزب إيفيتسا داتسيتس إلى أنه يؤيد تشكيل ائتلاف جديد مع الحزب الديمقراطي لكنه قد يطالب بمنصب رئيس الوزراء، وصلاحيات رئيس الوزراء أقوى من الرئيس بموجب الدستور.
ومنذ عهد ميلوسيفيتش تأرجحت صربيا بين الليبراليين المؤيدين للغرب والقوميين الموالين لروسيا، ويقول نيكوليتس إن صربيا يمكن أن تكون جسرا بين الشرق والغرب لكن توجهه إلى هدف الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي يمثل نقطة تحول، ونيكوليتش نائب الرئيس السابق للحزب الراديكالي المتطرف الذي يمثل زعيمه فويسلاف سيسلج للمحاكمة في لاهاي بتهمة تجنيد وتمويل قوات شبه عسكرية صربية خلال الانهيار الدموي ليوغوسلافيا السابقة.