اختار الناخبون الصرب الرئيس المنتهية ولايته بوريس تاديتش المؤيد للانضمام الى الاتحاد الاوروبي ليقود البلاد لولاية ثانية معبرين بذلك عن رغبتهم في الالتحاق بعملية التكامل الاوروبي. واعلن تاديتش مساء الاحد فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية على خصمه المشكك في جدوى الانضمام الى الاتحاد توميسلاف نيكوليتش. وقال تاديتش امام مؤيديه ان "الانتخابات انتهت واريد ان اعلن لكم اننا انتصرنا فيها معا". واضاف تاديتش "نحن ديموقراطية اوروبية واظهرنا لعدد كبير من اعضاء الاتحاد الاوروبي القدرات الديموقراطية لهذا البلد". وكانت صربيا وقعت بالاحرف الاولى في نوفمبر الماضي اتفاق شراكة واستقرار مع الاتحاد يشكل الخطوة الاخيرة للانضمام اليه. ويأمل تاديتش في ابرام هذا الاتفاق في اسرع وقت ممكن. ووعد انصاره بان تحصل صربيا قبل نهاية العام الجاري على وضع المرشح الرسمي للانضمام الى الاتحاد. من جهتها هنأت سلوفينيا التي تتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي تاديتش على فوزه في الاقتراع معتبرة انه يعكس رغبة ديموقراطية لدى صربيا في الانضمام الى الاتحاد. وكان مركز الانتخابات الحرة والديموقراطية المنظمة غير الحكومية التي تراقب الاقتراع اعلن اولا فوز تاديتش ب50,5% من الاصوات مقابل 47,9% لنيكوليتش القومي المتشدد القريب من روسيا. اما اللجنة الانتخابية المركزية الرسمية فقد اعلنت بعد فرز 56,97% من الاصوات فوز تاديتش ب 51,16% مقابل 47,18% لخصمه. الناخبون الصرب يدلون بإصواتهم واعترف نيكوليتش الذي ينتمي الى الحزب الراديكالي الصربي القومي المتشدد بهزيمته وهنأ تاديتش. وشكلت هذه الانتخابات التي كانت الاهم منذ سقوط نظام سلوبودان ميلوشيفيتش في اكتوبر 2000 استفتاء حقيقيا على مسألة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وجرى الاقتراع في مرحلة حاسمة من تاريخ صربيا حيث اكد قادة كوسوفو انهم سيعلنون بعد هذه الانتخابات الرئاسية استقلال الاقليم الصربي الذي تتولى الاممالمتحدة ادارته منذ انتهاء الحرب بين الانفصاليين الالبان والجيش الصربي (1998-1999). وبعد الاعلان عن فوز تاديتش شهدت بلجراد احتفالات في الشوارع واطلقت ابواق السيارات والالعاب النارية بينما جابت سيارات ترفع علم الحزب الديموقراطي الذي يتزعمه تاديتش شوارع العاصمة. وصوت الصرب باعداد كبيرة في هذه الدورة من الانتخابات. وقد بلغت نسبة المشاركة 67,6% من الناخبين المسجلين وهي نسبة قياسية منذ الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 2000 وسرع سقوط ميلوشيفيتش. ويمكن ان يؤدي فوز تاديتش الى جعل رئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا الذي ينتمي الى التيار القومي. وكان كوشتونيتسا رفض دعم تاديتش في الاقتراع الرئاسي مع انه حليفه في الائتلاف الحكومي معتبرا انه لم يقدم ضمانات كافية ضد استقلال كوسوفو. وفي كوسوفو صوت الصرب بدون ان يكون لديهم امل في منع استقلال الاقليم امام اعين الالبان الذين يقاطعون الانتخابات الصربية منذ 1989. وقال الصربي ميلان بوزيتش المدرس الذي يبلغ من العمر 65 عاما ان "التصويت هو تعبير عن امل (ابقاء كوسوفو جزءا من صربيا) لكن ذلك لن يجدي".