كانت عقارب الساعة تشير الى الثانية والنصف صباحا عندما ألقت لوسى كريستينا صانعة الملابس نظرتها الأخيرة على الجسم الهائل المنير وهو يغوص شيئا فشيئا ويختفى فى أعماق المحيط المظلمة. وفى الوقت نفسه استقل حماد حساب الراكب المصرى الوحيد على السفينة العظيمة، قارب النجاة «كارباثيا 3» وبعث برسالة تلغرافية فى 18 أبريل، بعد غرق السفينة بأربعة أيام، لأخيه سعيد يقول فيها «ما زلت على قيد الحياة».
تلك المعلومات فقط هى الموجودة على موقع موسوعة تيتانيك أو encyclopedia titanica، على الإنترنت، والذى يحاول أن يروى قصص ركاب السفينة الناجين أو الغرقى، باعتبار أن مصير هؤلاء ارتبط بالسفينة الكبيرة ارتباطا وثيقا.
كل اسم على الموقع يؤدى إلى سيرة مع بعض المعلومات والصور والمقالات ذات الصلة بالشخص. كانت السفينة الأكبر على الإطلاق وقتها، التى بنيت لنقل الركاب عبر المحيط الأطلسى بين ساوثامبتون ونيويورك، قد اصطدمت بجبل جليدى وهى تحمل 2200 راكب وأفراد الطاقم، غرق منهم 1500 شخص ونجا 700.
ووضع الموقع قائمة بأسماء ركاب السفينة الغارقة، وقوائم الطاقم الذى قام بالرحلة الأولى والأخيرة فيها، وقدم الموقع المعلومات الأساسية عن الركاب، بما فى ذلك رقم التذكرة، ونقطة الانطلاق وما إذا كان الشخص تم إنقاذه أم أنه كان من الغارقين.
وذكر الموقع أن حماد المصرى كان قد وظفه أحد الأثرياء ويدعى هنرى هاربر كدليل أو مترجم، واستقل السفينة تيتانيك فى شيربورغ. وكان رقم تذكرته 17572 PC.
«وكان حماد رجلا وسيما جدا، ولكن لم يقترب منه أحد لأنه كان أعزب، وقد قرر هاربر أن يصطحبه على تيتانيك على سبيل المزاح، لأنه لم تكن هناك حاجة لخدماته»، بحسب الموقع.