رغم تأكيد خبراء الصحة والأغذية والطب البيطرى على أن الحمى القلاعية لا تنتقل إلى الإنسان وأن الفيروس يموت عند 75 درجة حرارية فإن سوق اللحوم شهدت تراجعا كبيرا فى الاستهلاك قدرته شعبة الجزارة ب50%، لكن هذه المقاطعة الإجبارية للحوم فشلت فى خفض أسعارها حتى الآن رغم انخفاض سعر الكيلو القائم للجاموس بواقع جنيهين بحسب رابطة مربى الجاموس، فى حين شهد البديل الأساسى للحوم الحمراء، وهو الدجاج زيادة جديدة خلال الأسبوع الأخير وكذلك الحال مع الأسماك، وتعقد شعبة القصابين «الجزارة» اجتماعا بعد غد الاثنين لبحث تداعيات مشكلة الحمى القلاعية على سوق اللحوم فى حين ترى جمعيات حماية المستهلك أنه «رب ضارة نافعة» فقد تنجح المقاطعة الإجبارية إذا استمرت عدة أسابيع فىما فشلت فيه محاولات المقاطعة الاختيارية التى دعت إليها لمواجهة الارتفاع الكبير الذى شهدته أسعار اللحوم خلال الأعوام القليلة الماضية. «مشروع البتلو كان فى مقدمة المشروعات التى تأثرت بالحمى القلاعية، حيث قرر بنك التنمية والائتمان الزراعى تأجيل القروض حتى انتهاء مشكلة الحمى القلاعية، كما تأجل مشروع تربية الإناث الذى تشرف عليه رابطة مربى الجاموس لمدة شهر، وذلك بحسب الدكتور سعد الحيانى رئيس الرابطة، وذلك من باب التحسب لأى إصابات قد تحدث للقطعان داخل هذه المشاريع مما يسبب خسائر للفلاح. «المزارع والأسواق تأثرت بأزمة الحمى القلاعية، مافيش حد بيبيع ولا يشترى، سعر كيلو الجاموسى القائم انخفض من 22 جنيها إلى ما يتراوح بين 19 و22 جنيها، فى حين لم تتأثر أسعار بيع اللحوم لدى الجزارين»، هذا ما يؤكده الحيانى الذى يتوقع انتهاء المرض خلال شهر أو شهر ونصف الشهر على الأكثر خاصة مع بدء تحسن الجو وارتفاع درجة الحرارة، كما أن هيئة الخدمات البيطرية بدأت التحرك نحو مواجهة المرض بعد اكتشاف «العترة» الجديدة.
عدم كفاية المخزون
وبحسب محمد وهبة رئيس شعبة الجزارة فإن حركة شراء اللحوم انخفضت بنسبة 50%، معللا ثبات أسعار اللحوم بانخفاض المعروض وعدم كفاية المخزون داخل كردون محافظة القاهرة بعد قرار عدم نقل الماشية بين المحافظات وينفى وهبة حدوث تراجع فى أسعار بيع الأبقار أو الجاموس «قائم»، بينما ينصح رئيس شعبة الجزارة المستهلك بشراء اللحوم من أماكن موثوق بها بعد التأكد من الأختام الموجودة عليها، يرى أن المرض سيبدأ فى التراجع خلال أسابيع، وقال إن الشعبة سوف تعقد اجتماعا بعد غد «الاثنين» لمناقشة تطورات مرض الحمى القلاعية وأثرها على السوق وكيفية مواجهة هذه الآثار.
عرض وطلب
«السوق عرض وطلب» هذا هو المبرر وراء زيادة أسعار الدواجن الأخيرة، كما يراه الدكتور محمد الشافعى نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن، مشيرا إلى أن مزارع الدواجن لم تكن أفضل حالا من اللحوم، حيث بلغت نسبة النافق بها نحو 30% خلال الشتاء الحالى، وإن كانت الأمور بدأت فى التحسن نتيجة تحسن المناخ، وتوقع «الشافعى» أن يترتب على ذلك انخفاض معدل النافق من الدواجن إلى 20% مما يؤدى إلى زيادة المعروض بنسبة 10% من بداية أبريل المقبل، وبالتالى تراجعت الأسعار نسبيا، مشيرا إلى أن سعر الكيلو المجمد بلغ فى المزرعة 19.5 جنيه حاليا مقابل 16.5 منذ أسابيع.
تأثيرات سلبية
يرى الدكتور حسين منصور عضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك أن مصر الدولة الوحيدة التى لا تعمل بها آليات العرض والطلب، فرغم تراجع الإقبال على اللحوم ظلت الأسعار ثابتة، ويخشى منصور من تأثيرات سلبية لمشكلة الحمى القلاعية على المستهلك خلال الفترة المقبلة، فالمرض يقضى على الحيوانات الصغيرة، وهى أساس الثروة الحيوانية مما يؤدى إلى نقص المعروض، وبالتالى ارتفاع السعر.
يؤكد منصور أنه لا يوجد أى خطر للحمى القلاعية على المستهلكىن عند تناول منتجات اللحوم التى تم معاملتها حراريا بالطبخ، لكن يجب أن تراعى النظافة الشخصية فى التعامل مع اللحوم فلابد من غسل الأيدى جيدا بعد لمس اللحوم لأن الفيروس ينتقل على جميع الأسطح بسرعة شديدة، ويحذر منصور من تناول الألبان ومنتجاتها التى تصنع من ألبان خام لم تعامل حراريا بالبسترة أو التعقيم وضرورة نظافة وتطهير الأيدى بعد ملامسة اللحوم داخل المطابخ والطهى الجيد.
فرصة للمقاطعة
بينما يؤكد محسن عبدالوهاب رئيس جمعية القبة لحماية المستهلك أن أسعار الأسماك والدواجن المجمدة ارتفعت بنسب متفاوتة تناشد المهندسة عنان هلال رئيس جمعية عين مصر المستهلكين استغلال هذه الفرصة فى القيام بمقاطعة تامة للحوم خلال الفترة الحالية للتأثير على الأسعار خاصة مع تلميحات الجزارين إلى ارتفاع الأسعار نتيجة نقص المعروض فيما يرى فوزى المصرى رئيس جمعية حماية المستهلك فى الشرقية أن الفترة التى ظهر فيها المرض قصيرة ولم تؤثر بعد على سوق اللحوم كما أن التجار لهم وسائلهم فى توفيق أوضاعهم مع المشكلة حتى لا يضطر لتخفيض أسعاره.
ووفقا للمصرى فإن مستهلكى الشرقية كان أمامهم بدائل لمحال الجزارة متمثلة فى المنافذ التى متحتها المحافظة، وكذلك منافذ الجيش التى تُباع فيها اللحوم بأسعار أقل كثيرا عن السوق.
عزوف عن اللحوم
هل اتجه المستهلكون إلى اللحوم المستوردة خاصة السودانية أو الإثيوبية؟
يرد محمود العسقلانى رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء التى تملك عددا من المنافذ لبيع اللحوم السودانية بأن الناس فى حالة عزوف عن اللحوم بكل أنواعها سواء بلدية أو سودانية، مشيرا إلى أن حالة العزوف هذه تمثل مقاطعة إجبارية قد تكون لصالح المستهلك وقد تخفض الأسعار الفترة المقبلة.