رغم أن «الحمى القلاعية» مرض لا ينتقل إلى الإنسان بالتعامل المباشر مع اللحوم ولا حتى بتناول اللحوم المريضة فى حالة ذبحها إلا أن مستهلكى اللحوم سوف يتضررون بالتأكيد من هذه الأزمة التى بدأت تنتشر فى غالبية المحافظات وتحمل تهديدا جديا لجانب من الثروة الحيوانية إذا لم يتم تدارك الأمر والتعامل بسرعة مع الأزمة من جانب الحكومة وفقا لما يؤكده الدكتور سعد الحيانى رئيس رابطة مربى الجاموس.
المتضرر الأكبر
المستهلكون الذين يعانون بالفعل من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والدواجن على السواء مهددون بزيادات جديدة بحسب مسئولين بشعبة الجزارة والدواجن بالغرفة التجارية.
«الحمى القلاعية ليست مرضا مشتركا بين الإنسان والحيوان، ولا تسبب أى أذى للمستهلك، لكنها تهدد الثروة الحيوانية» هذا ما يؤكده الدكتور سعد الحيانى مشيرا إلى أن الحيوانات الصغيرة «العجول تحت سن شهر» هى المتضرر الأكبر من المرض حيث تصل نسبة الوفيات بينها إلى 100% فى حين لا يسبب وفيات فى الحيوانات الكبيرة إلا إذا صاحبه مرض آخر نتيجة ضعف المناعة التى يسببها، قال أن المرض ينتقل من خلال الهواء خاصة حين تنشط الرياح وتشتد الرطوبة ولا يمنعه من الانتشار سوى التحصين السليم الذى يستهدف جميع أنواع الفيروسات
«العترات» التى تسبب المرض خاصة الأنواع الجديدة منها، ويؤكد الحيانى أن الرابطة حذرت منذ شهر ونصف من المرض وطالبت بسرعة التحرك للوقاية منه إلا أن بطء التعامل من جانب هيئة الخدمات البيطرية وعدم توافر جميع أنواع التحصن كان سبب تطور المرض.
ينصح «الحيانى» الفلاحين بعدم الاندفاع لبيع حيواناتهم للجزارين منعا لتحقيق خسائر إضافية لهم وطالبهم بالاحتفاظ بالحيوانات الكبيرة التى قد يقل لبنها أو تضعف مناعتها لكنها تستجيب للعلاج ولا يسبب المرض وفيات بينها إلا إذا صاحبه أمراض أخرى، وبحسب الحيانى فإن الجزارين استغلوا الفرصة واشتروا الماشية من الفلاحين بأسعار منخفضة فى حين ما زالوا يبيعون اللحوم بنفس أسعارها مشيرا إلى أن الرابطة رصدت مؤشرات ذلك من خلال عدم إقبالهم على الشراء من المزارع الكبيرة.
زيادات جديدة
بدورها تؤكد شعبة «الجزارة» بالغرفة التجارية أنها طالبت مديرية الطب البيطرى بتحصين الماشية ضد المرض منذ بداية الشتاء إلا أن ذلك لم يحدث إلى جانب قلة عدد الأطباء البيطريين وضعف إمكانيات الوحدات البيطرية.
وعلى عكس المتوقع فى مثل هذه الظروف التى تشهد عادة إقبالا ضعيفا على اللحوم، ومن ثم تراجعا فى الأسعار، يتوقع نائب رئيس شعبة الجزارة ارتفاعا فى أسعار اللحوم نتيجة قلة المعروض واحتفاظ المربين بما تبقى لديهم من ماشية، وخروج مربين من السوق نتيجة الخسائر التى لحقت بهم بالإضافة إلى قرار منع تداول الماشية بين المحافظات، وقال إن مردود المرض على سوق استهلاك اللحوم سوف يظهر خلال أسبوع أو أسبوعين وتوقع أن يؤدى المرض إلى إحجام جانب من المستهلكين عن شراء اللحوم خاصة أن أسعارها مرتفعة من البداية وطالب هيثم محمد بتعويض المربين والفلاحين عن خسائرهم.
سوق الدواجن تتأثر
سوق الدواجن لم يكن أفضل حالا فحالات النفوق فى قطعان الدجاج تراوحت بين 40 و60% على خلفية مرض الالتهاب الرئوى ونقص التدفئة خلال الشتاء وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار الدواجن بنسبة 40% خلال الشهور الخمسة الأخيرة وذلك بحسب عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية.
يتوقع «السيد» زيادة الاقبال على استهلاك الدواجن فى أعقاب مشكلة الحمى القلاعية وهو ما يهدد بزيادة جديدة فى أسعار الدواجن تتراوح بين 25 و40% فى حالة تفاقم المشكلة مشيرا إلى ارتفاع سعر كيلو الدواجن المذبوحة «الخالية من الأحشاء» بالمزارع إلى 19,5 جنيه، فى حين يبلغ سعر كيلو الدجاج المستورد 16,5 جنيه.