توقع خبراء ومسؤولون رسميون انخفاض أسعار اللحوم خلال الأسابيع القليلة المقبلة بسبب إحجام المستهلكين عن شرائها من جانب، وزيادة المعروض من اللحوم المستوردة من جانب آخر، فضلاً عن قيام وزارة الزراعة بتقديم تسهيلات لتشجيع استيراد اللحوم والحيوانات الحية من الخارج. وطالب الدكتور سعد الحيانى، رئيس رابطة منتجى الجاموس المصرى، بترشيد استهلاك اللحوم خلال الستة أشهر المقبلة، لتوفير كميات كبيرة من الحيوانات الحية، اللازمة لموسم التربية الشتوى، وذروة الاستهلاك فى شهر رمضان وعيد الأضحى. وقال الحيانى ل«المصرى اليوم»: حدث انخفاض فى أسعار الحيوانات الحية بالمزارع والأسواق خلال الأسبوع الماضى، مشيراً إلى انخفاض أسعار «كيلو القائم» من الجاموس من 20 جنيهاً إلى 18.5 جنيه، وانخفاض كيلو القائم من الأبقار إلى 20 جنيهاً بدلاً من 21.5 جنيه، مشيراً إلى أن هذا الانخفاض سيتبعه إجبار الجزارين على إجراء تخفيضات كبيرة فى الأسعار خلال الأسبوع المقبل. وحذر الحيانى من خطورة الاستيراد غير المنظم للحيوانات الحية من الخارج وتداولها فى الأسواق مما يسبب مشاكل صحية للثروة الحيوانية المصرية، مشيراً إلى أن هذه الثروة لن تتحمل تكرار أزمة عام 2006 عندما تم استيراد حيوانات حية مصابة بالأمراض مما أدى إلى انتشار مرض الحمى القلاعية بين الحيوانات المصرية. من جانبه، أكد الدكتور محمد الشافعى، نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن، أن الشهر المقبل سيشهد انفراجة فى أسعار اللحوم الداجنة بسبب زيادة الإنتاج المحلى من الدواجن والمتوقع أن يصل إلى 1.5 مليون طائر يومياً بالإضافة إلى انخفاض الإقبال على اللحوم خلال موسم الصيف، مشيراً إلى أن الارتفاع الحالى فى أسعار الدواجن ليس بسبب المنتجين للدواجن وإنما بسبب الوسطاء. وأوضح أنه من الضرورى قيام الأجهزة البيطرية بدورها فى السيطرة على الأمراض الوبائية ومنها مرض أنفلونزا الطيور لضمان حماية الإنتاج المحلى لزيادة المعروض منه فى الأسواق، مشيراً إلى أن هدفنا هو حماية الصناعة الوطنية للدواجن لحل مشكلة نقص البروتين الحيوانى. وأشار إلى أن الأسعار الحالية للحوم الدواجن المجمدة تصل إلى 16 جنيهاً للكيلو الواحد وهو ما يعنى أن سوق الدواجن بدأت فى تحقيق التوازن فى الأسعار لتلبية احتياجات شريحة كبيرة من المواطنين. وأوضح أنه لا يمكن لمصر تحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء وذلك لأسباب تتعلق بعدم وجود المراعى الطبيعية الواسعة مقارنة بالدول الغنية بالإنتاج الحيوانى، مشيراً إلى أهمية تطوير وحماية الإنتاج الداجنى باعتباره القطاع الوحيد الذى يمكنه تحقيق الاكتفاء الذاتى. وطالب الشافعى بضرورة وضع استراتيجية علمية تعتمد على عدم افتراض سوء النية بين المنتج والمستهلك والأجهزة المعنية والعلماء للقضاء على الأمراض التى تهدد الإنتاج الداجنى محذراً من أزمة تواجهها الصناعة فى حالة التهديد المستمر من الدولة باللجوء إلى استيراد الدواجن من الخارج لخفض أسعار اللحوم، مؤكداً أن هذه السياسة لها آثار سلبية على هروب الاستثمارات الحالية فى القطاع مما يخلق نوعاً جديداً من احتكار مستوردى الدواجن لسوق اللحوم البيضاء وعودة فوضى ارتفاع الأسعار للأسواق. وشدد نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن على أن الطريق الوحيد للسيطرة على أسعار اللحوم هو تطوير قطاع الدواجن وحمايته بالإضافة إلى قيام الأجهزة البيطرية بدورها فى حماية الطيور من الأمراض الوبائية لزيادة الإنتاج اليومى من الطيور لأكثر من مليونى طائر.