اهتمت وسائل الإعلام البريطانية بالقنبلة التي فجرها الكاتب الصحفي والباحث جون آشتون في كتابه الجديد الذي صدر أمس الاثنين، تحت عنوان "المقرحي .. أنت لجنة التحكيم الخاصة بي"، ويتحدث عن تبرئته من قضية لوكيربي. ونقلت صحيفة الإندبندت عن الناشرين (التي لم تحددهم) للكتاب، قولهم إن المقرحي لم يتلق أي أرباح عن كتابه، المنتظر أن يوزع ملايين النسخ ويدر ملايين الدولارات .
وفي الكتاب المثير للجدل، يقول المقرحي المدان الوحيد في قضية الاعتداء على طائرة فوق اسكتلندا الذي أوقع 270 قتيلا عام 1988، إنه كان ضحية لسياسة قذرة وتحقيق معيب وحماقة قضائية، الأمر الذي وضع السلطات الاسكتلندية في حرج بالغ، ونفته تماما .
ونقلت الصحف البريطانية عن المقرحي، الذي وقع نسخا من كتابه الجديد في رسالة للرأي العام البريطاني: "أنتم تعرفون إنني المتسبب بتفجير لوكيربي وأنا أعلم أني برئ من هذه التهمة وإليكم للمرة الأولى قصتي وكيف أصبحت مسئولا عن جريمة القتل الجماعي الأسوأ وحقيقة الإفراج المثير للجدل عني".
وحسب المؤلف آشتون فإن الأدلة الجديدة التي يطرحها الكتاب تتجاوز النتائج التي توصلت إليها المحكمة الجنائية الاسكتلندية مما سمح باستئناف الحكم، قبل أن يتنازل عنه المقرحي ليتم الإفراج عنه لأسباب إنسانية .
ويرى الكاتب أن المتسببين الحقيقيين في هذه الجريمة كانوا يتصرفون وكأنهم حكومة أخرى غير حكومة القذافي . وكان القضاء البريطاني قد حكم على المقرحي (59 عاما) في العام 2001 بالسجن مدى الحياة بسبب الاعتداء فوق مدينة لوكيربي الاسكتلندية .و قررت اسكتلندا اطلاق سراح المقرحي المصاب بالسرطان بعد أن أعلن الأطباء انه بلغ مرحلة نهائية.
ولا يزال المقرحي على قيد الحياة في ليبيا، إلا أنه شبه فاقد للوعي. وأثار الإفراج عن المقرحي موجة من الاستنكار خصوصا بين عائلات ضحايا الاعتداء.
وبحسب الكتاب، فإنه وقبل عشرة أيام على تخلي المقرحي عن استئناف الحكم، زار وفد ليبي برفقة وزير الخارجية الليبي انذاك عبد العاطي العبيدي وزير العدل الاسكتلندي كيني ماكاسكيل، ثم زار المقرحي وأقنعه أن الوزير الاسكتلندي "ألمح إليه بأنه سيكون من الأسهل الإفراج عن المقرحي لأسباب إنسانية" لو تنازل هذا الأخير عن استئناف الحكم.
ويقول المقرحي، بحسب الكتاب، "كان لدي الحق قانونا في استئناف الحكم لكن لم يكن بإمكاني أن أخاطر لأن ذلك كان سيكون بمثابة التخلي عن إحقاق العدل".
والمؤلف جون أشتون كاتب وباحث ومنتج تليفزيوني، درس قضية لوكيربي لمدة 18 عاما وأمضى 3 سنوات كباحث في فريق الدفاع عن المقرحي.