سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير تركيا بالقاهرة فى ضيافة (الشروق): حريصون على مد يد العون فى كل ما تحتاجه مصر التحول الديمقراطى وتسليم السلطة يحققان نقلة نوعية فى الشرق الأوسط.. وفى تجربتنا بعض ما يمكن استلهامه مصريًا
فى خضم حديث متصاعد عن التحول الديمقراطى لمصر، والذى شهد جدلا، لا يمكن إغفاله، عن استعارة مصر للتجربة التركية الجامعة، حلّ سفير تركيا فى القاهرة، حسين عونى، ضيفا على «الشروق»، متحدثا عما يمكن أن تستلهمه مصر من تجربة التحول الديمقراطى فى تركيا التى لم تتسع لاحتواء تيار الإسلام السياسى إلا بعد عقود عدة عكس ما هو الحال بالنسبة للتجربة المصرية البازغة وما لا يتفق وسياقات التجربة المصرية بل الأخطاء واجبة التفادى، التى وقعت فيها تركيا. عونى الذى التقى رئيس مجلس إدارة المؤسسة، إبراهيم المعلم، بمشاركة فهمى هويدى الكاتب والمعلق السياسى البارز، وكلا من جميل مطر وحسن المستكاوى، عضوى مجلس تحرير «الشروق»، أكد حرص تركيا على «مد يد العون لمصر، بكل ما تستطيع وبكل ما تطلب مصر»، وقال إن «هناك لدى تركيا بالفعل ما يمكن أن تنظر مصر فيه من تجارب، بالسلب أو الإيجاب، بدءا من إعادة الصياغة المرورية لمدينة إسطنبول، وتحويلها من كابوس مرورى إلى مدينة مسيرة بقدر ما، والصياغات والمبادرات الاقتصادية التى مكنت تركيا من تخليق العديد من فرص العمل ورفع مؤشرات اقتصادها».
لكن عونى فى الوقت نفسه لم يبد الكثير من التحمس لأسباب بعضها يتعلق بآداب الدبلوماسية التى لا تفارقه وبعضها يتعلق بالنظرة الواقعية للأمور للحديث عن استعارة مصر للنموذج التركى.
« أفضل كلمة الإلهام عن كلمة النموذج»، هكذا قال عونى بإدراك دبلوماسى يعرف خلفية دور العسكر فى صياغة التجربة التركية الجمهورية، واختلاف هذا الدور عن دور العسكر فى مصر.
وفى حين تحدث المشاركون بواقعية شديدة عن صعوبات التحول الديمقراطى فى مصر وعن الخلافات المتزايدة بدرجة ما بين حديث النخبة وإلحاح مطالب المجتمع، وبقلق عن مصير الاقتصاد المصرى فى ظل تحديات أمنية تبدو فى كثير من الأحيان متزايدة بدلا من أن تكون محتواة، اتفق ضيف «الشروق» ومضيفوه على أن أسباب الأمل فى نجاح تجربة التحول الديمقراطى فى مصر أكيدة لأسباب تتعلق بالأساس برغبة جيل الشباب وقدرتهم على صياغة المستقبل الديمقراطى لمصر.
حديث عونى تطرق أيضا للأزمة السورية، حيث اتفق المتحدثون على أن أحدا لا يفعل ما فيه الكفاية لنجدة الشعب السورى، وعلى أن التحرك نحو احتواء الأزمة السورية، يجب أن يصاغ بما لا يؤدى إلى هزة إقليمية كارثية.
وشدد عونى على أن تركيا، الجار المباشر والقوى لسوريا والحليف للولايات المتحدةالأمريكية وعضو الناتو، «مستعدة لاستقبال كل مواطن سورى، يسعى للفرار من الجحيم، كما كان رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان صرح من قبل»، مضيفا: «أى تعامل مع الأزمة السورية، يجب أن يتحسب إزاء وحدة المجتمع السورى»، مشيرا إلى أن تركيا فى دعمها للشعب السورى «لا يمكن أن تتخذ أى تدابير تنال من سلامة سوريا أو وحدة أراضيها».