د/عبد المنعم سعيد : مساء الخير .. هذه الحلقة عن تركيا والشرق الأوسط لكن الموضوع له مناسبة – المناسبه هى ما جرى عندما قامت إسرائيل بهجمة إجرامية بربرية على مجموعة سفن أو قافلة الحرية التى إنطلقت من تركيا الى غزة ولكن القوات المسلحة الإسرائيلية بقدراتها الجويه والعسكرية إنقضَّت على مجموعة من المدنيين العُزَّل الذين كانوا يستهدفون تقديم معونات إنسانية معروفة للجميع الى قطاع غزة والتعبيرعن إحتجاج المجتمع الدولى على عملية الحصار الجارية على غزة من قِبل إسرائيل والتى طالت لأسبابٍ شتى ولكن نتيجتها فى النهاية كانت حالة غير إنسانية يقع فيها القطاع . هذه المجموعة من السفن التى كان تسمى قافلة الحرية إنطلقت من تركيا وجعلت هناك مناسبة هامة حول الدول التركى فى الشرق الأوسط الحدث نفسه كان فى النهاية كان داميا سقط فيه الكثير من الضحايا القتلى والجرحى كان بشكلٍ من الأشكال يُظهر الوجه القبيح والعدوانى لإسرائيل ولكنه من جانب آخر كان يُعيد المشهد الدولى حول الشرق الأوسط من جديد حول ليس فقط تأخرعملية السلام ولكن كيف أصبحت أكثر تعقيدا ووسط ذلك كله يظهرالوجه أو الدور التركى بأشكال مختلفة لم يكن هذا المشهد هو المشهد الوحيد ولكن تركيا منذ إنتهت الخلافة العثمانية ومنذ إنتهاء الحرب الباردة التى عزلت تركيا عن المنطقة بدأت منذ بداية الثمانيات وبالذات مع رئاسة الرئيس أترجو اوزال فى أن تجد لنفسها مرة أخرى مجالا داخل الشرق الأوسط . ظهرت تركيا بأوجه متعددة فى هذه المنطقة مرة كوجه للخلافة العثمانية القديمة .. الوجه الأطلنطى لتركيا بإعتبارها عضوا ناشطا خلال الحرب الباردة ثم بعد ذلك كجسرما بين أوربا من جانب والشرق الأوسط من جانب آخرلكن كان هناك مع بداية القرن الجديد وفى العقد الأخير ومع ظهور حزب العدالة والتنمية فى تركيا بدأ الحديث عن ما يسمى بالعثمانية الجديده ولو يذكر الساده المشاهدين أننا فى هذا البرنامج ناقشنا وزير خارجية تركيا حول هذا المفهوم ولكن ما بين هذه المقابلة ومقابلة اليوم مع سعادة السفيرحسين عونى بوتصالى سفير تركيا فى القاهرة كما يُقال جرت مياه كثيرة الجسور وأصبح المشهد التركى أكثر قوة وأكثرتأثيرا بمشاهد متعددة مره نلقاه وسيطا ومحادثات ما بين تركيا وسوريا من أجل التوصل الى تسوية سلمية ، مره نجده غاضبا فى محادثة ما بين طيب أردغان رئيس الوزراء وشيمون بيريز فى أحد مؤتمرات دافوس عندما إنطلق غاضبا بعد مناقشة حامية حول العدوان الإسرائيلى على غزة والآن نجده مرة أخرى ظاهرا فى قصة قافلة الحرية وما فعلته إسرائيل إيزائها .. الصحافة المصرية نلاحظ أنها والعربية فى العموم أبرزت وجه تركيا كلاعب أساسى فى المنطقة بمناسبة هذه الحادثة على سبيل المثال بنجد الأهرام فى يوم الثلاثاء الأول من يونيو بتقول إسطول الحرية يغرق فى الدماء أمام ساحل غزة .. ذهول دولى وتنديد عربى فى إنتظار التحرك التركى . أيضا صحيفة النهار اللبنانية تعقب على الحادث فى نفس اليوم وتقول تركيا تمور غضبا ومطالبات بإرسال قوات لتحرير الأسرى .. أردغان يعود الى أنقره لإدارة الأزمة وأغلوا الى نيويورك لتدويل الجريمة . بنجد أيضا فى صحيفة روزاليوسف يوم الأربعاء 2 يونيو تقول إن إسرائيل قبلت بالفضيحة الدولية الثانية فى 6 أشهر لأنها تريد توجيه رساله ثلاثية الى طهران وحزب الله وأردغان . الشروق فى صحيفة الشروق تقول أيضا فى الثانى من يونيو أن العالم يشتغل غضبا ضد إسرائيل أردغان يعقد مجلس حرب ويحذر تل أبيب من إختبار عداوة الأتراك . الإتحاد الظبيانية قالت تركيا تتوعد إسرائيل ببداية عهد جديد .. أيضا بنجد صحيفة الخليج تقول تصريح قوى للسيد رجب طيب أردغان رئيس الوزراء التركى صداقتنا قوية وعداوتنا أقوى وعلى إسرائيل دفع الثمن . الخليج أيضا قالت فى أردغان إسرائيل وقحة وستدفع الثمن .. أيضا صحيفة الجريدة الكويتيه قالت أردغان يرد على إسرائيل عداوتنا شرسه وسنعاقب المجرمين . الشروق قالت يوم الخميس الثالث من يونيو تركيا تشترط رفع الحصار عن غزة مقابل التطبيع مع إسرائيل . أنقره تدرس ملاحقة قادة إسرائيل جنائيا ونيكالاحوا تقطع علاقاتها مع تل أبيب الشرق الأوسط على العكس من ذلك قالت نتنياهو يتهم العالم بالنفاق وتركيا تهدئ . بنجد أيضا صحيفة الشرق الأوسط تقول تركيا تشترط على إسرائيل إنهاء حصار غزة لكى تعود علاقاتهم الى طبيعتها مرةً أخرى . الخلاصة أن تركيا كان خلال الإسبوع الماضى تظهر بقوة شديدة فى الشرق الأوسط بعلاقاتها بحادث قافلة الحرية أو جريمة قافلة الحرية التى إرتكبتها إسرائيل ولكن ذلك يفتح ملف علاقات تركيا بالمنطقة ككل .. هناك قضايا متعددة ظهرت فيها تركيا مؤخرا واحده منها تتعلق بالتطورات النووية الإيرانية بعضها الآخر ربما لا يدركه الكثيرين وهو أن تركيا دعَّمت علاقاتها الإقتصادية الإستثمارية والسياسية مع دول المنطقة وبالذات الدول العربية وتشارك بشكل نشط تقريبا فى كل القمم العربية التى تدعى لها تركيا بإعتبارها دولة جوار هامة للعالم العربى . هذه الحلقة من برنامج وراء الأحداث موضوعها تركيا والشرق الأوسط وليس تركيا وحادث قافلة الحرية رغم أننا سوف نتطرق اليه بالتأكيد ولكن نريد أن نفهم الصورة الكاملة نفم كما يُقال القصة وراء القصة والقصة وراء الحادث الذى جرى لأنه الدول لا تتصرف حادثهً بحادثة وإنما تتصرف وفقا لإستيراتيجية شاملة تتعلق بمنطقة من المناطق نريد أن نفهم أكثر عن تركيا والشرق الأوسط ولكن قبل أن نلتقى مع ضيفينا السفيرحسين عونى تعالو نستمع الى هذا التقرير . فاصل " تقرير " مرةً أخرى يُثار ملف الدورالتركى فى منطقة الشرق الأوسط وهذه المرة على خلفية الهجوم الإسرائيلى السافر على قافلة الحرية فى نهاية الشهر الماضى فى المياه الدولية قُبالة ساحل غزة المحاصر وهو الهجوم الذى أدى الى مقتل 19 شخصا منهم 8 أتراك وأمريكى من أصل تركى وكانت قافلة الحرية تتكون من ثلاث سفن تركية وسفينتين من بريطانيا بالإضافة الى سفينةٍ مشتركة بين كلٍ من أيرلندا واليونان والجزائر والكويت تحمل مساعدات إنسانية للقطاع بالإضافة الى 750 ناشطا من المتعاطفين مع أهل غزة ومع ذلك فقد بدا الهجوم موجها بالأساس للدولة التركية فالسفينة مرمرة التى تعرضت للهجوم هى سفينة إشترتها منظمة تركية تُعرف إختصارا بإسم (IHH) وهى منظمة خيرية إسلامية معروفة بتأييدها للقضية الفلسطينية وكانت إسرائيل قد فشلت فى إقناع تركيا بمنع قافلة الحرية من المشاركة فى محاولة كسر الحصارعلى القطاع كما رفضت تركيا إقتراحا إسرائيليا بأن تقوم أنقره بنقل المساعدات التى تحملها السفن الى إسرائيل على أن يتم إدخالها الى القطاع من خلال منظمة إغاثةٍ دولية والأممالمتحدة تحت رقابةٍ إسرائيلية ، وبعد أقل من إسبوع قامت إسرائيل بهجومٍ آخر على سفينة أخرى من القافلة هى السفينة الأيرلندية المعروفة بإسم ريتشل كورى فى الخامس من الشهر الجارى ورغم أن الهجوم لم يسفر عن ضحايا إلا أنه منع السفينة من إكمال رحلتها لكسر الحصارعلى غزة بعد أن أجبرتها البحرية الإسرائيلية على التوجه لميناء اشدود الإسرائيلى وهكذا وجدت تركيا نفسها فى مأزقٍ حقيقى فإذا كانت قد نجحت فى تفعيل دورها الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط من خلال لعب دور الوسيط فى العديد من الملفات الملتهبة فى المنطقة رغم إحتفاظها بعلاقات جيده مع إسرائيل فإن الهجوم الإسرائيلى على سفينةٍ تركية وقتل مواطنين أتراك وضع الحكومة التركية والسياسة التركية الجديدة التى يقودها رجب طيب أردغان أمام إختبارٍ حقيقى.. ومع إن التصريحات التركية جاءت قوية فإن الموقف التركى الفعلى لم يكن بنفس القوة وظل محصورا فى خانة الشد والإستنكار إذ أعلن أردغان أن الهجوم الإسرائيلى على قافلة الحرية هو عمل دنيئ وأن تركيا ليست الدولة التى يمكن لأحد أن يخضعها لإختبارات ويحاول جس نبضها ومع ذلك فلم تتخذ الحكومة التركية قرارا بشأن مشروعها لإنشاء محطة كهرباء فى إسرائيل أو بشأن صقفة الطائرات الإسرائيلية بدون طيار لتركيا والتى تبلغ قيمتها 180 مليون دولار فما هى أهم تداعيات الهجوم الإسرائيلى على قافلة الحرية على الدور التركى فى الشرق الأوسط .. وهل يمكن أن يؤثر على العلاقات التركية الإسرائيلية مستقبلا وما هى أهم الخيارات المطروحة أمام تركيا للتعامل مع هذا الهجوم هذه هى التساؤلات الرئيسية التى تناقشها تلك الحلقة من برنامج وراء الأحداث . فاصل د/عبد المنعم سعيد:تركيا والشرق الأوسط وضيفنا سعادة السفيرحسين عونى بوتصالى .. نتشرف بأن نستضيف فى برنامجنا . السفير/حسين عونى : شكرا على دعوتكم لنا د/عبد المنعم سعيد:شكرا سعادة السفيرعنواننا الرئيسى هو تركيا .. ومع ذلك لا أستطيع البدء والحديث عن تركيا دون التطرق الى الجريمة الإسرائيلية الأخيره ضد أسطول الحريه .. هل كان هناك أى دلائل أو معلومات لدى المخابرات التركية عن السلوك الإسرائيلى ؟ أو عن إمكانية إستخدام إسرائيل أسطول الحريه؟ السفير/ حسين عونى : لأ كنا على إتصال بالدبلوماسيين من الطرف الآخر . وكانت نيتهم واضحة فى عدم السماح للأسطور للعبور الى مياههم الإقليمية ولم تكن هناك دلائل على ضرب الإسطول أو السعود الى أسطح السفن . د/عبد المنعم سعيد:إذن ماذا كان القصه هل كانت الحكومة التركية تتصرف على إعتبار أن هذه جمعيات مدنية ؟ السفير/ حسين عونى : لم تكن هناك قصة لإن هذه العملية لا صلة لها بالحكومة ولقد حذرنا الموظفين الإنسانيين والمنظمات والرعاة لأننا كانت لنا تجربة هذا العام فى يناير عندما حاولت قافلة أن توصل مساعدات ( الى غزة ) وكانت هناك محاولة متحمسة لتوصيلها الى مناطق محددة وكان موقفنا واضح من أن هؤلاء الناس يجب أن يتبعوا القوانين فى البلاد التى يريدون عبورها ووصلوا الى ميناء العريش وإتبعوا قوانين حكومتك وكانت هناك بعض القلاقل لكنها كانت بدافع عاطفى ولكن لم يكن هناك تردد فى نقل هذه المساعدات وعندما نتحدث عن الإسطول فقد حذرناهم ونقلنا لهم قلق الجانب الإسرائيلى وقالوا إن هذه ليست منطقة حكومية وبالتالى لا يحق للحكومة التدخل فى شأنها وقرروا الإستمرار وهذا كل شئ والحكومة لا تستطيع ان تملى عليهم ما يفعلوا أو لا يفعلوا . د/عبد المنعم سعيد:هل كانت أى جهود من الحكومة التركية للتأثيرعلى الحكومة الإسرائيلية أو توجهها الى إتجاهٍ ما أو محاولة للوصول الى مواءمة بحيث يستطيعون أن يوصلوا مساعداتهم الى غزة ؟ السفير/ حسين عونى : لا وبعد حدوث المأساة تواصلنا مع السلطات الإسرائيلية وطالبناهم بإطلاق السفن فورا لتصل الى غايتها وإطلاق الأفراد المحتجزين وإطلاق المصابين فورا وتسليم جثث الموتى . د/عبد المنعم سعيد:إذا لم يكن هناك توقعات وكان رد الفعل الإسرائيلى مفاجأة لم تكن هناك أى تحذيرات؟ دعنى أسأل هل كانت هناك إتصالات بين الجيش الإسرائيلى ونظيره التركى ؟ لم يقولوا إنهم سيهاجمون ؟ السفير/ حسين عونى : لا علم لى بهذا لكنى سمعت أنهم أرادوا أن يسحبوا السفن الى منطقة معينه .لكن لا معلومات لدى عن تخطيط مسبق للهجوم من القوات الإسرائيلية إنه أمر حزين ومأساوى . د/عبد المنعم سعيد:سعادة السفير– دعنى أكون صريحا معك هل تشعر أنت وحكومتك إنه تم جرتريكاالى معضلة أحداث الشرق الأوسط أم أن تركيا كانت تحاول المساعدة فى تسهيل الأمورفى المنطقة لكن دورها فى هذه الأزمة دفعها لمعقد أساسى فى سياسة الشرق الأوسط ؟ السفير/ حسين عونى : قد يظن المرء ذلك لكن أنا لا أفهمها بهذه الطريقة فأنا كإنسان ومواطن تركى فى منتصف العمر من الطبقة المتوسطة شبه متعلم فأنا نتاج هذا القرن ونتاج الجمهورية التركية وحين ننظر حولنا نجد المعاناه تغطى كل شئ .. أنظر الى العراق أو الى باكستان أو لبنان أو الشرق الأوسط أو فلسطين المشاكل فى كل مكان وتركيا بها رخاء – نحن لنسنا أغنى دولة لكن تركيا بها رخاء منذ عقود ومن الناحية الإقتصادية أو السياسية أو الإجتماعية أو التعليمية وصل مجتمعنا فكريا الى مستوى يجعله يهتم بما يحدث فى العالم أكثر مما سبق منذ 20 عاما وأصبح أكثر إهتماما بما يحدث فى محيطه وعندما ننظر حولنا ونشاهد كل هذه المعاناه من المستحيل أن نبقى غيرمختلفين نعم – انا أوافق على أن شئون الشرق الأوسط فى منتهى التعقيد وأنت تعلم إنه فى العالم العربى والإسلامى الناس ينتابهم اليأس بعض الوقت ليس فقط بسبب التشابه فى الثقافة والعادات والتقاليد والدين بل نحن نتشارك فى نفس العلم وتشاركنا فى نفس العاصمة لقرون وهكذا مع بداية القرن الماضى تحولت تركيا الى الإهتمام بأمورها الداخلية وتنظيم البلاد وذلك بعد أن خسرت جزءا من حدودها فى الحروب التى خاضتها وحتى فى هذه الحروب هى لم تخسر معركة ولكن تم أخذ الأرض عنوه وتسليمها دول معارك وبالتأكيد فإن الأجيال التى عاصرت ذلك تشعر بالمرارة الشديدة وإنتهى بنا الحال الى أن أكثر من 90% من الشعب التركى أصبح أميا وذلك فى بدايات القرن العشرين كان أكثر من ثلث الشعب التركى من النازحين فى مناطق مختلفة مثل ( البلقان ) وغيرها وإعتادت المنطقة لقرون طويلة على رغد العيش والرخاء والآن نحن نعمل على مكافحة الأمية وبدأ الشعب يقرر ويسأل ويجادل ويناظر . د/عبد المنعم سعيد:مما فهمت سيدى السفيرإنه لو أن تركيا أصبحت كما قلت مزدهرة فى عدة مجالات وكان ذلك بسبب صلتها الأطلنطية والأوربية فلماذا العودة إذاً الى الشرق الأوسط أعنى إنه مرحبا بكم هنا بالتأكيد ولكن أود فقط أن أكون منطقيا . السفير/ حسين عونى : سأقول أولا أن هذه القضية تحوزعلى إهتمام متزايد من محيطنا وكما لاحظنا بالتبعية أن التضامن المتبادل أصبح رائجا للغاية عالميا وإذا نظرنا حولنا لوجدنا إنه كلما زادت سرعة التطور العالمى وثقافتنا بين الأفكار المتقاربه والبعيدة أيضا . د/عبد المنعم سعيد:دعنى أقولها بصراحة هل للأمر علاقة بالتطور والعدالة ؟ السفير/ حسين عونى : يجب علىَّ ان أذكر أن القيادة الحالية التركية تركز جهودها حاليا على دعم العلاقات أكثر من ذى قبل غير أن ذلك لا يعنى أن تركيا تتمصل من حلفاءها السابقين فيما يتعلق بالتكامل الإقتصادى مع الإتحاد الأوربى وعضويتها بحلف الناتو وحكومتنا لا نعتقد بأن هذا يشكل عائقا فى طريق دولتنا وخاصة فى عصر العولمة بل على العكس فإنه يؤمن ل ( تركيا ) الرخاء والتطور فلديها المزيد مما يمكنها من تقديمه لجارتها من حيث التطور والنمو سويا وتقوية التبادل التجارى والتفاعل فيما بينها أعتقد أننا نتحرك فى هذا الإتجاه . د/عبد المنعم سعيد:لو تخيلنا إن السياسة الخارجية التركية وربما أيضا الأمن القومى التركى يسيرفى دوائر فسنرى أيضا الدوائر الأوربية التى تفاعلت دولتكم معها على مر التاريخ مرة عن طريق الحرب مثل معركة (فيينا) وأخرى عن طريق السلام مثل محاولتكم تكوين وحدة مع الإتحاد الأوربى أو حتى الحصول على عضوية الإتحاد الأوربى ثم هناك دائرة الحرب التركية ودائرة الشرق الأوسط وهى الدائرة الثالثه القادمة صحيح إن تركيا قد قامت بإنجازات عظيمة وخصوصا خلال ال20 عاما الماضية ولكن هل هى كافية للعمل على هذه المساحة الشاسعة ولقد قلت أنه بمجرد أن يتم تحقيق الرخاء داخليا يمكننا البدء فى العمل خارجيا ولكن الا يعد ذلك توسعا زائدا عن الحد ؟ السفير/ حسين عونى : قد تعتقد أنت ذلك ولكننى أخالفك الرأى فأنا أعتقد إنها عملية تطورية ربما تكون المصادر غير كافية وهناك نقص فى التخصصات ولكن هذا لا يغير المتطلبات الحقيقية والمنحنى السياسى لعصرنا هذا فهذا هو عصر العولمة ولا يمكنك أن تركز فقط على نقطة واحدة أو شعب واحد لإستشراق مستقبل دولتك بل عليك أن تتبنى مناهج متعددة الإتجاهات . د/عبد المنعم سعيد:إذا فأنت ترى أن العلاقات مع الشرق الأوسط هى وليدة علاقات خارجية متعولمة . السفير/ حسين عونى : وهى أيضا عملية تعليمية مستمرة فنحن نتعلم بينما نقوم بتنفيذ هذه السياسة . د/عبد المنعم سعيد:سوف نتوقف عند نقطة التعلم ونعود بعد فاصل . فاصل " تقرير " كان الإعلان عن المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل فى 11 مايو عام 2008 بوساطةٍ تركيه مفاجأةً للكثيرين وعبر 5 جولات من المفاوضات غير المباشرة لم يصل الطرفان الى إحداث إختراقٍ يساعد على الإنتقال من النقطة التى بدأت عندها المفاوضات الى نقطةٍ أخرى ويبدوا أن تحسن العلاقات السورية التركية منذ تولى الرئيس بشار الأسد وزيارته التاريخية لأنقرة فى يناير عام 2004 كان عاملا أساسيا فى إصرار تركيا على لعب دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل وسعة الحكومة عبر تلك الوساطة لتدعيم موقفها فى المواجهة الداخلية سواء مع العلمانيين او مع حزب العمال الكردى التركى بما يعنى فى النهاية إضافةً الى رصيد الإسلاميين فى مواجهة العلمانيين فى تركيا ومن ناحية أخرى تصورت تركيا أن بذل جهد الوساطه فى قضية أحد طرفيها وإسرائيل سيدعِّم بالضرورة علاقاتها بالولايات المتحدة وربما ينعكس ذلك بالإيجاب أيضا على علاقاتها مع الدول الأوربية على أساس أن توجهها الإسلامى لم يمنعها من إقامة علاقاتٍ قوية مع إسرائيل والتوسط بينها وبين دولٍ أخرى . فاصل د/عبد المنعم سعيد:تركيا والشرق الأوسط وضيفنا سعادة السفيرحسين عونى سفير تركيا فى القاهره .. غير أننى أود الوصول الى جذور هذا الأمر فقد كانت هناك علاقات تركية إسرائيلية قوية كغيرها من الدول الأخرى فى الشرق الأوسط بما فى ذلك (إيران ) فماذا تعتقد بإنه سيحدث بعد ذلك أعنى بعد كل هذه البيانات القوية التى صدرت خلال الأزمة الأخيرة من قبل(أنقره) والى جانب الخروج من ( إسرائيل ) هناك أمران مهمان هل سيسمح هذا ل ( تركيا ) بلعب دور فى عملية السلام مرة أخرى كما فعلت قبل ذلك بين ( سوريا) و( إسرائيل ) وثانيا : بالنسبة للعلاقات الثنائية التركية الإسرائيلية والتى تتضمن أبعاد عسكرية وإقتصادية ؟ السفير/ حسين عونى : ما حدث بالنسبة بالنسبة للعلاقات الثنايئة مع ( إسرائيل ) أمر محزن بالطبع فقد ضرر ما لا يستطيع أحد إنكاره ولكن أولا يجب أن نفهم أيضا طبيعة وتقاليد وعادات الشعب التركى فهذا الشعب لا يحمل الضغينة للشعب الإسرائيلى إنما يتعلق الأمر بجذور المشكلة التى تنبع من السياسات والتوجهات والممارسات الفعلية التى تتم من قِبل ( إسرائيل ) والتى هى ليست سليمة – و( تركيا ) لن تتغاضى عن ذلك فنحن نريد سلاما فى المنطقة وإستقرارا فى محيطنا كما أن علاقاتنا مع الشعب اليهودى تعود الى قرون مضت فقد قدمنا لهم المساعدة فى أوقاتهم العصيبة عندما طردا وأبعدوا قديما ارجع الى التاريخ العثمانى وسوف تجد أمثلة عديده على العلاقات بين شعبينا كما أنهم قد شغلوا مناصب هامه للغايه عندنا فى مجالات الإقتصاد والفن والعلم وما الى ذلك حتى فى زمن تأسيس دولة ( تركيا ) وهذا التعاطف المتبادل بين الشعبين لن يتغير ولكن السياسات الخاطئة لن تبرر هذه العلاقات وسواء ما إذا كانت (تريكا ) و ( إسرائيل ) سيقومان بتطبيع العرقات أم إن سيؤثر الوضع الحالى للعلاقات بين تركيا وإسرائيل سلبيا على عملية السلام بأنا أعتقد أن الإفراد الذين يتسمون بالحكمة ويفضلون دائما خيار الحوار والسلام والتسوية والتعايش . د/عبد المنعم سعيد:هل تعتقد سعادة السفيرأن السيد ( نتنياهو ) يتهم كثيرا لدرجه تجعل الحكومة التركية تقول " من سيحاول الإتصال بهذا الرجل " ؟ السفير/ حسين عونى : لست أنا من يصدر أفضل حكم فى هذا الأمر بل إنه يعود الى القاده الوطنيين والأوشك أيضا الأمر مرتبط تماما بالشعب الإسرائيلى وقاداته ولكننا فى ( تركيا ) لدينا موقف مفاده بأن حلقة ( غزة ) كانت حزينه للغايه للجميع ولكن عندنا أمل بأن ينعكس ذلك إيجابيا على شعب ( غزة ) الذين يحتاجون الى السلام وإعادة الإعمار وأن يعيش السيدات والأطفال وأن يتمتعوا بأكبر قدر ممكن من الإقامة الكريمة والأمن والتعليم والصحة دعنا نركز على هذا الخيار . د/عبد المنعم سعيد:فيما يتعلق بالمستقبل الوشيك فقد تحدثت عن إغاثة عزه كأولوية قصوى ولكن هناك ما يسعى بالمفاوضات غير المباشرة وعملية السلام التى تحاول الولايات المتحدةالأمريكية إرساؤها أريد أن أسأل إذا ما كانت هذه الحادثه أو الأزمة ستجعل الدور التركى فيما يتعلق بالمضمار السورى الإسرائيلى صعب أم ستواصل ( تركيا ) لعب هذا الدور ؟ السفير/ حسين عونى : أنا أعتقد بإنه ليس هناك شيئ سهل فى منطقة الشرق الأوسط ولذلك عندما نكون على حق فأنت تسير فى الطريق الصحيح وفى النهاية سوف تحقق هدفك ونحن ألينا على أنفسنا اخيار التسويه السلمية . د/عبد المنعم سعيد:دعنا ننتقل الى العلاقات الأمريكية التركية وهى ذات بعد قوى فى سياستكم الخارجية خاصة منذ الحرب العالمية الثانية وخلال الحرب البارده وبعد إنتهائها ف(تركيا) دائما تعتبر ركيزة أساسية لتحالف الأطلسى والآن وخلال فترة قصيره جدا مؤخرا واجهتم أزمتين مع الولايات المتحدة الأولى تتعلق ب( إيران وتركيا والبرازيل ) حيث حاولت خفض قدرات ( إيران ) النووية والمفترضه بمقدار النصف والثانيه هى أزمة أسطول الحرية هذه فما هى طبيعة العلاقات التركية الأمريكية فى الوقت الحالى ؟ السفير/ حسين عونى : فى البدايه أقول إن طبيعة العلاقات التركية الإسرائيلية إسترياتيجية وربما نتساءل كيف نعرف العلاقات الإستيراتيجية وأنا أجبتك بأن العلاقات الإستيراتيجية لها أبعاد مختلفة منها أولا أننا عضو فى حلف الناتو منذ الحرب العالمية الثانية مع الولايات المتحدةالأمريكية كما تم فى الفترة اللاحقة وقبل عهد الجمهورية وتوقيع عدد من المعاهدات والإتفاقات ودعم التعاون وإن الولايات المتحدة تعد من بين شركائنا الإقتصادييين الأساسيين وأنا أقصد المعنى الحقيقى للشراكة فنحن لا نتلقى مساعدات أو معونات منذ حوالى عقدين من الزمان أو أكثر فنحن نتفاعل ونتعاون مع الولايات المتحدة على قدمٍ من المساواة ولكن لا شك بأن الولايات المتحدة تعد قوة عالمية وتتفوق فى العديد من النواحى منها التكنولوجيه وغيرها ولابد من الإعتراف بذلك لكن من المؤكد أن ( تركيا ) تضيف أهمية الى هذه الشراكة. د/عبد المنعم سعيد:ماهو حجم التجاره مع الولايات المتحدة ؟ السفير/ حسين عونى : أعتقد إنه يصل الى حوالى 20 مليار تقريبا وهذا رقم كبير لذلك أشرت من قبل إنها من بين أهم خمس شركاء إقتصاديين لدينا كما أن هذه العلاقة ليست متقلبه صعودا وهبوطا بل مستمرة وتنمو بإستمرار . د/عبد المنعم سعيد:إسمح لى سعادة السفيرأن أقاطعك حتى نأخذ إستراحة قصيرة ثم نعود مرة أخرى لإستكمال الحديث عن الولايات المتحدة .. نلتقى بعد فاصل قصير . فاصل " تقرير " على الرغم من العلاقات الإستيراتيجية القوية بين الولايات المتحدة وتركيا ورغم كل ما يُقال من أن الولايات المتحدة تعتبرتركيا أحد أهم الجسور التى تصلها بالشرق الأوسط فإن تلك العلاقات شهدت لكثيرا من التوتر والتدهور منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر فى ظل إدارة الرئيس الأمريكى السابق بوش الإبن .. أما أوباما فقد حاول منذ توليه الرئاسة ان يخفف من هذا التوتر وينقل العلاقة الى مستوى آخرفجعل زيارته الأولى لدول المنطقة الى تركيا ومع ذلك عاد التوترمرة أخرى إذ أثارت موافقة لجنة الشئون الخارجية لمجلس النواب الأمريكى فى بداية مارس الماضى على قرارٍيعتبر المجازرالتى ارتكبت ضد الأرمن عام 1915 فى عهد العثمانيين بمثابة إبادة أثارت غضب الأتراك بشكل غير مسبوق فهددوا بإغلاق قاعدة أنجلك الأمريكية ثم جاء الخلاف التركى الأمريكى بشأن دورتركيا فى التوصل الى الإتفاق الثلاثى لتبادل اليورانيوم الإيرانى بين تركيا والبرازيل وإيران فى وقتٍ كانت الولايات المتحدة تبحث فرض العقوبات على إيران فهل يزيد الموقف الأمريكى المدافع عن إسرائيل بشأن إعتدائها على قافلة الحرية من توتر العلاقات الأمريكية التركية ؟ فاصل د/عبد المنعم سعيد:تركيا والشرق الأوسط وضيفنا سعادة السفيرحسين عونى سفير تركيا فى القاهره .. سعادة السفيركنا نتحدث عن علاقات ( تركيا ) بالولايات المتحدة وقد ذكرت سعادتك إنها قويه وإستيراتيجية وإقتصادية ولكن لدينا هناك حادثين فهل أخبرتنا عما حدث تجاه قدرة (ايران) النووية خلال هذه الأزمة الأخيرة؟ السفير/ حسين عونى : هذا سؤال جيد لكنه مرتبط أيضا بالوضع فى ( العراق) د/عبد المنعم سعيد:حسبنا القائمة تتزايد ؟ السفير/ حسين عونى : أولا قد أشرت الى ما قصدته بالعلاقات الإستيراتيجيةوأن طبيعة العلاقات الدولية تغيرت ولا تزال تتغير نتيجة التحولات الهائلة التى حدثت منذ نهاية الحرب الباردة وحتى الثمانينيات أو النصف الثانى من الثمانينيات تحديدا حيث أصبح العالم مختلف تماما حيث شهد نظامين باردين هما تأسيس الناتو والسيناريوهات والحروب التجارية وكافة هذه الأمورلقد تغيرت هذه البيئة تماما حيث أصبح العديد من الأطراف المشاركة فى الحروب أعضاء فى الإتحاد الأوربى بل وأعضاء فى النانو فقد تغير نظام الحرب جذريا ولا يزال يتغير وبالنسبة لدور( تركيا ) فقد إعتادت تقلد دور الجبهة الجنوبية الشرقية حيث أن تركيا هى العمود الفقرى لدفاعاته وما الى ذلك والأن وبعد إنتهاء الحرب الباردة تم إعادة تعريف كافة المفاهيم وعندما ننظر الى الموقف الجغرافى ل (تركيا ) فهى تظل على ( البلقان ) و( منطقة القوقاز) و( الشرق الأوسط ) وشرق المنطقة المتوسطية والبحر المتوسط و(اكسابيان ) ف ( تركيا ) تعتبر بمثابة مفترق طرق لعدد من البيئات مثلا من حيث الطاقة والطرق البرية والتوازن الإستيراتيجى – ومن ثم فإن تركيا والولايات المتحدة تسعيان الى الحفاظ على البعد الإستيراتيجى لعلاقاتها والشراكة الحيوية بينهما حيث نجحت تركيا فى تحقيق نمو كبيرفى إقتصادها والذى يمكن أن يحقق توسعا فى قوتها الناعمة . د/عبد المنعم سعيد:أنا أتفهم أن هناك علاقة أستيراتيجية قوية بين ( تركيا ) و(الولايات المتحدة)لكننى أريد أن أعرف خلفية الإختلافات القائمة بين تركيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بالمبادرة النووية الإيرانية التى شاركت فيها تركيا مع إيران ؟ السفير/ حسين عونى : بالنظر الى دول الجوار تعتبر إيران دولة ذات أهمية كبرى ذات كثافة سكانية تقدر ب 85 مليون نسمه ومساحة تبلغ 1 مليون متر مربع كما أنها دولة تاريخية يمتد تاريخها الى العديد من الخبرات. د/عبد المنعم سعيد:لذلك فى رأيكم قررت تريكا القيام بذلك ؟ السفير/ حسين عونى :فيما يتعلق بالإستقرار الإقليمى لا يمكن تجاهل إيران د/عبد المنعم سعيد:وماذا قالت (أمريكا) لكم حيال ذلك ؟ السفير/ حسين عونى :بالتأكيد فإن الأمريكيين ينظرون الى ألأمر من منظور( جغرافى ) المحيط الأطلنطى ولكننا دولة تعيش فى هذه المنطقة مع تلك القوى ونحن ندرك بأن هناك مشاكل وحجم الجدل القائم ولكن فى حالة (إيران ) لنتطرق الى تبادل اليورانيوم كان ذلك بنهاية عام 2009 ولقد كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هى التى قدمت الإقتراح ل إيران ) لتخصيب اليورانيوم لدى طرف ثالث وتم طرح إسم ( تركيا ) فى ذلك الوقت لذلك فإن الإتفاق بين تركيا والبرازيل للعمل مع القيادات الإيرانية كان من الأساس على هذا المنوال ولكن الجدل يمكن فى أن إيران لم تقبل بالمساومة بيد أنها فى ذات الوقت إستمرت فى عملية التخصيب . د/عبد المنعم سعيد:لكنكم أيضا تشاطرون (إيران ) النصف ؟ السفير/ حسين عونى : نعم ولكن حتى وقت إبرام الإتفاق إستمرت إيران الى قدر تخطى القدر المحتمل بنهاية العام المنصرم من هذا المنطلق يتحدث البعض أن ذلك لم يعد مقبولا وموقفنا هو:أن إتفاق التبادل لا يمثل حلا للمشكلة ولكنه يشكل " خارطة طريق "ويعنى عودة إيران الى مائدة المفاوضات والحوار والتواصل مع المجتمع الدولى . د/عبد المنعم سعيد:هل مازال الإقتراح التركى مطروحا على الطاولة على الرغم من الإعتراض الأمريكى ؟ السفير/ حسين عونى : لا أرى سببا فى عدم حدوث ذلك فقد تعهدت (ايران ) بتسليم رسالة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحسب معلوماتى فقد تسلمت الوكالة الرسالة وسوف تقوم مع "الدول الخمس الدائمة العضوية + ألمانيا "بتقييم الوضع ومن ثم يأتون برد الى ( إيران ) . د/عبد المنعم سعيد:كيف تقيمون التواصل الأمريكى التركى أثناء الأزمة الأخيرة "لإسطول الحرية"؟ السفير/ حسين عونى : حتى الآن الولايات المتحدةالأمريكية تأسف وبشده لما حدث وهناك حالة من الترقب والإنتظار حتى يتم تقييم الوضع برمته ولقد تبنى مجلس الأمن "قرار" ولايزال المجتمع الدولى يقوم بمراجعة الموقف وفى الوقت ذاته إتخذ كلٍ من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى موقفا وسوف نعيد النظر فى الأمر مرة أخرى وفى غضون ذلك نجد أن الجامعة العربية قامت بتفويض أمينها العام السيد(عمر موسى) بالإستمرار فى مراقبة الموقف كما طالبت رئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن ( لبنان ) لرفع الأمر الى " آليات الأممالمتحدة " مرة أخرى هناك تقدم . د/عبد المنعم سعيد:سيدى السفيرالوقت يداهمنا جميعا وهناك قضيتان هامتان أريد أن نتناولها سويا إحداهما هى ( أوربا ) لقد قمتم بتعزيزعلاقاتكم مع ( أوربا ) خلال العقود القليلة الماضية لديكم "إتحاد الجمارك " وعلاقات متميزة أفهم أن تركيا بطريقةٍ ما قامت بموائمة أوضاع (تركيا) الإقتصادية والإجتماعية والقانونية مع مثيلاتها فى الإتحاد الأوربى كيف تقيمون الوضع الآن فيما يتعلق بالمفاوضات ؟ كثير من الدول شيوعية كانت فى السابق أصبحت الآن فى كنف الإتحاد الأوربى ؟ السفير/ حسين عونى : نحن لا نزال فى الخلف . د/عبد المنعم سعيد:فيما يتعلق بالعضوية على الأقل ؟ السفير/ حسين عونى : أولا : غايتنا الأسمى هى الحصول على" عضوية كاملة " فى الإتحاد الأوربى وما تبقى الآن لم يتم تفصيله بعد بل بات أكثر تعقيدا .. فى الأساس فأوربا تشعر بالقلق كثيرا حيال التوسع المتعدد وإنهيار المؤسسات المالية فضلا عن الأزمة المالية العالمية والتى تؤثر بالسلب على الأسواق المالية وأوربا ترى نفسها فى عنق الزجاجة وبعض الدول الأوربية – دعنى أقول الدول الأوربية الأكثر رخاء باتت تشعر بقليل من الإحباط حيال دعم تنمية الدول الأقل نموا من الدول الأعضاء فى الإتحاد الأوربى وهذه حقيقة بالتأكيد يجب الإقرار بها فيما يخص هذا الأمر فوضع تركيا أحسن حالا ولكنهم ينظرون الى ( تركيا ) على أنها دولة تقترب الآن من المليون نسمة نصفهم أقل من الخمسين عمرا بمعنى أنها تتمتع بكثافة سكانية تتمتع بالحيوية والشباب مقارنةً بأوربا لذا فهم يشعرون بالقلق حيال حرية تداول العمالة وأحيانا بعض الدول الأوربية ذات الإجندة السياسية إختارت أن تختبئ وراء السمات التقنية للبيروقراطية الأوربية ولكن الجميع يعلم أن تركيا تعد شريكا إقتصاديا لأوربا بنسبة 60% وترجع تركيا كثيرا الى 60% من تقدمها الصناعى الأخير خلال ثلاثين أو أربعين سنة ماضية الى شراكتها مع أوربا وكما ذكرت فهناك إتحاد الجمارك وهو يعمل الآن منذ 15 عاما الأمر الذى من شأنه قد ساعد على تحديث وتطوير الإقتصادالتركة وأنتم فى مصر فى الواقع تجنون ثمار ذلك فكلما تعلمون فهناك إتفاقية تجارة حرة تم إبرامها فى 2007 الأمر الذى ساهم فى تعزيز العلاقات الثنائية . د/عبد المنعم سعيد:سيدى السفيرالوقت يداهمنا ومعذرة للمقاطعة بإيجاز من فضلك هل يساهم حزب العدالة والتنمية فى حكومة ( تركيا ) على الإنضمام للإتحاد الأوربى – هناك نظريتان إحداهما تقول : لقد كانوا جريئين فى تطيبق القواعد الأوربية والبعض الآخر يقول : بسبب السمات والتوجه الأيدولوجى والفلسفى – هناك نوعا من التخوف الأوربى ؟ السفير/ حسين عونى : دعنى أقول لك شيئا الجزء المتعلق ببطء عملية الإندماج فى أوربا ليس بسبب الإفتقار الى القرار فى الحكومة التركية – هناك أمورا فنية وقضايا سياسية وقضايا فرعية أخرى مثل السكان الخ ولكنى لا أعتقد بأى شكل من الأشكال بأن عزم الحكومة التركية قد لان فيما يتعلق بالإندماج وهذا لا يجعلها أقل حماسة فى تنمية وتطوير علاقاتها فى الإتجاهات الأخرى لأننا نعتقد ان أوربا لا تستطيع أن تكون – وأنا شخصيا أؤمن بذلك بأن أوربا لا تستطيع أن تصبح أو قد تجد صعوبة فى أن تكون قوة عالمية بدون تركيا – لذا فإن أوربا فى حاجة لنا بقدر إحتياجنا لها . د/عبد المنعم سعيد:الى هنا كنت أرغب فى مضاعفة الوقت المتاح لى ولكن للأسف فقد إنتهى وقتنا معالى السفير/ جزيل الشكر لتشريفكم لنا . السفير/ حسين عونى : وشكرا جزيلا لكم أيضا وأعتقد أن العلاقات المتميزة بين (مصر) و(تركيا) تمثل نموذجا وفرصا للرخاء .. شكر. د/عبد المنعم سعيد:شكرا .. فى نهاية هذه الحلقة من برنامج وراء الأحداث أعتقد أن الكلمات الإخيرة لسعادة السفيرحسين عونى سفير تركيا فى القاهرة حول العلاقات الحميمة بين القاهرةوأنقره ربما تجعل كل ما ذكرناه فى هذه الحلقة موضوعا فى إطاره الصحيح وهى أن تركيا لها علاقات معقدة مع دول الإقليم ولها أيضا علاقات معقدة مع أوربا ومع الولايات المتحدةالأمريكية ومع مجالات تقليدية للسياسة الخارجية التركية ولكن الأمر الهام ربما ما قال به من أن العلاقة بين القاهرة وأنقرة علاقة مهمة للبحث عن السلام والإستقرار والتنمية فى المنطقة خاصةً فيما يتعلق بالعلاقة بين البلدين تركيا ومصر وبينهما ما بينهما من علاقات تاريخية طويلة,والى هنا تنتهى هذه الحلقة من برنامج وراء الأحداث ونلتقى فى حلقة قادمة فإذن الله .